معلومات خاصة لـ”المساء برس” بشأن صحة وجود تفاهمات بين السعودية والإمارات بشأن مأرب
انهيار الشرعية في الجوف ومأرب يتحول لورقة مفاوضات بين أبوظبي والرياض بشأن اتفاق الرياض
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
قالت مصادر خاصة تابعة لحكومة “الشرعية” المنفية في العاصمة السعودية الرياض، إن المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام يمنية بشأن تفاهمات سعودية إماراتية لعودة الوجود العسكري الإماراتي إلى مأرب مقابل التكفل بجبهات مأرب والجوف ونهم بصنعاء، قالت المصادر إن هذه المعلومات صحيحة.
وعلم “المساء برس” من المصادر المتواجدة حالياً في حضرموت إن أبوظبي تعتزم تشكيل قوات في مأرب مشابهة لتلك القوات التي أنشأتها في المحافظات الجنوبية بعد تمكنها من السيطرة على مدينة مأرب، مشيرة إلى أنها – أي أبوظبي – ستستغل وجود حلفاء لها من بعض المشايخ جنوب مأرب، للاتفاق معهم على تمثيل دور بارز في مأرب.
وكانت وسائل إعلام يمنية قد نشرت اليوم الثلاثاء إن أبوظبي وضعت عدداً من الشروط مقابل عودتها إلى مأرب وتوليها مهمة قتال قوات صنعاء في نهم والجوف ومأرب، وهو ما أكدته أبوظبي أيضاً بأنها قادرة على الوصول والعودة بقوات التحالف إلى صنعاء.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر سياسية قولها إن أبوظبي تشترط على الرياض القبول بإقالة قيادات بالشرعية في مأرب والجوف وتعيين شخصيات أخرى ترشحها أبوظبي، ومن بين هذه القيادات سلطان العرادة محافظ مأرب وأمين العكيمي محافظ الجوف التابعين للشرعية والمحسوبين على الإصلاح، بالإضافة إلى إقالة عدد من القيادات العسكرية المحسوبة على حزب الإصلاح، وبهذا الشأن أفادت مصادر “المساء برس” في حضرموت إن الرياض ذكّرت أبوظبي بالتعيينات الأخيرة لقيادات موالية لها في قيادة قوات الشرعية ومنها تغيير قائد المنطقة العسكرية السادسة ورئيس هيئة الأركان، وأضافت المصادر “لكن أبوظبي ردت على الرياض بأنها لم تطلب الكثير وأن ما تطلبه حالياً من الرياض هو ما تم التنصل عن تنفيذه في الجنوب في اتفاق الرياض ولهذا السبب أضافت أبوظبي ضمن مطالبها أيضاً إعادة هيكلة قيادة الشرعية وعلى رأس الهيكلة إبعاد علي محسن الأحمر من منصب نائب الرئيس هادي نهائياً”.
وأكدت مصادر “المساء برس” إن ما يحدث بين أبوظبي والرياض هو استغلال التطورات العسكرية في الجبهات الشمالية الشرقية كورقة تفاوض على نقاط اتفاق الرياض التي لم تُنفذ من قبل الطرفين.
ولعل الاتفاق بين الرياض وأبوظبي بشأن مأرب من شأنه الإطاحة نهائياً بسلطة الإصلاح في مأرب وخسارته أهم معاقله الاستراتيجية، في المقابل لا يزال الحزب يرفض التجاوب مع وساطة قبلية من عدد من مشائخ محافظة مأرب موالين لسلطة صنعاء بشأن تسليم مأرب من دون قتال حفاظاً لماء الوجه ولإخراج الإصلاح من عباءة الرياض تدريجياً وهو ما تزال ترفضه بعض قيادات الإصلاح في حين أبدى البعض الآخر تجاوباً وتفهماً مع قيادات سلطة صنعاء والوساطة القبلية.
وسواءً اتفقت الرياض وأبوظبي بشأن مأرب أم لا فإن القيادة السياسية في صنعاء مستمرة في تحريك قواتها نحو مدينة مأرب، حيث شهدت جبهة صرواح تقدماً واسعاً جداً لقوات صنعاء باتجاه مدينة مأرب بعد أن تمكن مقاتلوا صنعاء من الالتفاف على منطقة الطلعة الحمراء والوصول إلى منطقة تسمى “ذات الراء” ولإيقاف التقدم شنت قوات الشرعية هجوماً على قوات صنعاء في منطقة الكسارة وردت عليه صنعاء بهجوم من المشجح ما أدى إلى إفشال هجوم الشرعية وتسهيل انطلاق قوات صنعاء نحو المناطق الحاكمة التي تجعل منطقة الطلعة الحمراء تحت السيطرة النارية لقوات صنعاء.
وحسب المصادر فإن قوات صنعاء حققت تقدماً كبيراً نحو مدينة مأرب، ويرى مراقبون إن قوات صنعاء فيما يبدو قررت حسم المعركة في مأرب بعد أن رفضت سلطة الإصلاح التجاوب مع الوساطة على الرغم من اعتراض الشريحة الواسعة من مشايخ وأبناء مأرب على رفض الإصلاح للصلح مع صنعاء، وهو ما سبق وأكده قادة من جماعة أنصار الله بأن هناك اتفاقات مع صنعاء وعدد من مشايخ مأرب على تجنيب المدينة الحرب وتسليمها لقوات صنعاء، وهو ما سارعت الرياض إلى إيقافه حيث أرسلت بوزيرين من الشرعية لإعادة المعنويات وإيقاف التفاهمات بين صنعاء والمشايخ، وألحقت ذلك بإرسال المبعوث الأممي مارتن غريفيث والذي وصل مأرب مطالباً بوقف الأعمال العسكرية بين الطرفين بدون شروط، غير أن صنعاء أدركت الغرض الذي أتى من أجله غريفيث فبعثت له برسالة عبر المتحدث باسم أنصار الله ورئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام والذي قال بأن على غريفيث أن يبعد نفسه عن الأجندات المشبوهة.