معلومات جديدة بشأن التطورات العسكرية شمال الجوف.. الإصلاح ينجو من شراك التحالف ويترك مواقعه للحوثي
-
الجوف – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
علم “المساء برس” من مصادر رفيعة في محافظة الجوف أن قوات الجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء والمقاتلين الشعبيين المتطوعين التابعين لجماعة أنصار الله وحلفائهم حققت تقدماً سريعاً في مناطق واسعة شمال شرق محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، بالتزامن مع ترك القوات الموالية للتحالف السعودي الإماراتي لمواقعها العسكرية بمجرد اقتراب قوات صنعاء من مواقعها.
وأفادت المصادر إن الإصلاح الذي يقاتل معظم أفراده في الجوف قرر الحفاظ على عناصره وعدم توريطهم في معارك مع الحوثيين في ظل عدم وجود مساندة من التحالف السعودي، وأضافت المصادر إن الإصلاح يتخوف من أن تتعرض قواته شمال شرق الجوف لضربات جوية من قبل طيران التحالف كالغارات الجوية التي استهدفت قواته في معارك نهم ومفرق الجوف الشهر الماضي والتي قالت عنها السعودية إنها كانت بالخطأ.
سقوط سلسلة جبال السليلة ومنطقة المهاشمة والاقتراب من الخنجر
وكانت مصادر عسكرية قد أفادت لـ”المساء برس” في وقت سابق أن قوات صنعاء تمكنت من السيطرة على جبال السليلة بالكامل، وهي السلسلة الجبلية المطلة على منطقة اليتمة إحدى أهم المناطق التابعة لمديرية خب والشعف أكبر مديريات الجوف والحدودية مع منطقة نجران، كما أكدت المصادر إن قوات صنعاء تمكنت من السيطرة على منطقة المهاشمة بالكامل وأنها تتقدم نحو معسكر الخنجر آخر موقع عسكري يتبع “الشرعية” والتحالف السعودي بمحافظة الجوف من الجهة الشرقية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه وأثناء كتابة هذا التقرير وصلت معلومات تفيد بوصول قوات صنعاء إلى مناطق حدودية شمال محافظة الجوف، ولم يتسنَ لـ”المساء برس” التحقق من صحة هذه المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام دولية من بينها قناة “الجزيرة” القطرية التي نشرت المعلومة على شكل خبر عاجل، غير أنه من غير المستبعد أن تكون قوات صنعاء قد تمكنت بالفعل من الوصول إلى المناطق الحدودية شمال شرق الجوف في ظل المعطيات العسكرية والتطورات المتلاحقة التي جرت خلال الساعات القليلة الماضية.
الإصلاح ينتقم من التحالف السعودي في جبهات شمال شرق الجوف
وبالعودة إلى ما صرحت به مصادر “المساء برس” في الجوف، فإن مصادر قبلية رفيعة في مأرب أكدت صحة المعلومات التي تتحدث عن الوضع العسكري لقوات الشرعية شمال شرق الجوف، مشيرة إلى أن هناك تطورات متسارعة حدثت في جبهات القتال من قبل قوات الإصلاح التابعة للشرعية، واصفة هذه التطورات بـ”المريبة وغير المفهومة” حيث أشارت المصادر إلى أن من المحتمل أن يكون الإصلاح يسعى إلى تمكين الحوثيين من السيطرة على شمال شرق الجوف انتقاماً من التحالف السعودي الذي تخلى عنه في معركة الجوف وتركه يواجه الحوثي بدون إسناد عسكري وجوي من التحالف.
وعلى الرغم من تكرار الحديث من قبل الإعلام الموزي للإصلاح والشرعية بشأن تخلي التحالف عن مقاتلي الشرعية في الجوف وأن ذلك هو ما مكن الحوثيين من التقدم والسيطرة على مدينة الحزم، إلا أن ما يحدث على أرض الواقع ليس كذلك، فمنذ التصعيد العسكري بين الطرفين (قوات صنعاء والتحالف) لا يكاد يمر يوم إلا ويشن التحالف السعودي عشرات الغارات على مناطق نهم ومأرب والجوف، وحسب إعلام التحالف فإن هذه الغارات استهدفت أهدافاً عسكرية تابعة للحوثي.
التحالف عاجز عن تغيطة حلفائه المحليين من الجو
مراقبون عسكريون في صنعاء أكدوا أن مسألة التقدم السريع لقوات صنعاء في الجبهات الشمالية الشرقية لمحافظة الجوف يعود في الأساس إلى “تمكن الجيش اليمني من تحييد جزء كبير الطيران الحربي للتحالف السعودي بعد الإعلان عن إنتاج منظومة دفاع جوي جديدة قام بإنتاجها مهندسون يمنيون مستغلين ما كان يمتلكه اليمن من صواريخ (جو – جو) وهي الصواريخ التي تعتبر ذخائر للأسطول الجوي الحربي اليمني والذي لم يعد بالإمكان استخدامه منذ بداية الحرب على اليمن وإغلاق الأجواء اليمنية من قبل التحالف.
المراقبون أشاروا أيضاً إلى أن إسقاط المقاتلة “تورنيدو” التابعة للتحالف واعتقال طاقمها في الجوف باستخدام منظومة الدفاع الجوي الجديدة والتي أطلقت عليها سلطات صنعاء اسم ” فاطر1″ ومنظومة أخرى من ثلاثة أجيال هي “ثاقب 1 و2 و3″، أدى إلى عدم قدرة التحالف السعودي على التغطية الجوية النارية على حلفائه من المقاتلين المحليين التابعين لحزب الإصلاح والشرعية في الجوف، مشيرين إلى أن فارق التسليح والعتاد العسكري لقوات صنعاء وقوات الشرعية والتحالف في الجوف كبير جداً ورغم ذلك تمكن الحوثيون من التقدم العسكري والسيطرة السريعة على مناطق شاسعة جداً شمال الجوف.
ومن وجهة نظر المراقبين العسكريين فإن الإصلاح إذا كان قد قرر عدم المجازفة بقواته في صحراء الجوف ويقوم بسحبها تدريجياً بمجرد اقتراب قوات صنعاء من نقاط التماس فإن الحزب يكون بذلك قد اتخذ خياراً صائباً، وذلك يعني أن الإصلاح تعلم من الدروس السابقة التي تمثلت بالضربات والطعنات من الخلف التي تلقتها قواته من قبل التحالف السعودي أثناء مواجهتها قوات صنعاء في نهم ومفرق الجوف وصرواح.