الإصلاح يطوي صفحة العودة إلى الجوف نهائياً
مأرب – المساء برس|
بات من الواضح أن حزب التجمع اليمني للإصلاح وصل لمرحلة اليأس فيما يخص العودة إلى محافظة الجوف واستعادة عاصمتها “مدينة الحزم” ومديرية الغيل التي توصف بأنها القلعة الحصينة للحزم، بعد أن سقطت بيد قوات حكومة صنعاء والمقاتلين الشعبيين التابعين لجماعة أنصار الله وحلفائهم.
ويمكن ملاحظة هذا اليأس من خلال تتبع ما تنشره وسائل الإعلام سواءً التابعة رسمياً للحزب أو تلك المحسوبة على الماكينة الإعلامية (الإعلام الموازي للإصلاح)، حيث تكثف هذه الوسائل الإعلامية سواءً كانت قنوات أو صحف أو مواقع إلكترونية، الحديث عن أزمة النازحين الذين انتقلوا من محافظة الجوف واتجهوا إلى محافظة مأرب على وقع تقدم قوات صنعاء.
يؤكد مصدر محلي في محافظة الجوف إن الذين نزوحوا من مدينة الحزم عاصمة المحافظة قبيل دخول قوات صنعاء إلى المدينة، معظمهم كانوا ممن انتقلوا إلى المدينة من الموالين لحكومة الشرعية ومعظمهم ينتمون لحزب الإصلاح ويتلقون رواتب من قوات هادي إذ أن معظمهم يعملون في “جيش الشرعية”، مضيفاً إن بقية النازحين هم فعلاً من أبناء الجوف وقد نزحوا بسبب الخوف من أن تشهد مناطقهم السكنية حرب شوارع بين قوات صنعاء وقوات التحالف.
يضيف المصدر المحلي الذي تحدث في وقت سابق لـ”المساء برس” إن أبناء محافظة الجوف لم يغادروا منازلهم وقراهم بعد طمأنة قوات صنعاء قبل دخولها لهذه المناطق التي سيطرت عليها في الجوف للمواطنين بعدم التعرض لهم والالتزام بحمايتهم وتأمينهم.
لا شك في أن عملية نزوح مئات الأسر من الحزم إلى مدينة مأرب لاقت العديد من الصعوبات، وبشهادة ناشطين موالين لحكومة الشرعية المنفية ولحزب الإصلاح فإن العشرات من هذه الأسر تعرضت للابتزاز والتعسف والإهانات من قبل جنود الشرعية المرابطين في النقاط المنتشرة على مداخل مدينة مأرب من الناحية الشمالية الغربية (طريق الحزم مأرب)، بالإضافة إلى تعرض العشرات من النازحين للاعتقال بعد دخولهم مدينة مأرب، وبشهادة الناشطين الموالين للشرعية الذين كتبوا على صفحاتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، فقد بررت قوات الشرعية أن الاعتقالات التي طالت العديد من النازحين القادمين من الجوف بأنهم يعملون كمخبرين لصالح سلطات وقوات صنعاء (الحوثيين) وقد ألصقت السلطات في مأرب – الإصلاحية – تهمة (متحوثين) على جميع من اعتقلتهم قوات الشرعية خلال الأيام الماضية.
بدوره اشتغل إعلام الإصلاح على مسألة معاناة النازحين محاولاً توظيف القضية ضد قوات صنعاء، غير أن مراقبين يؤكدون أن الهدف من هذه التغطية الواسعة في إعلام الإصلاح لمسألة معاناة نازحي الجوف، ليس النيل من سلطات صنعاء أو انتقاماً منها على سيطرة قواتها على محافظة الجوف، بل الهدف من ذلك هو بدء التمهيد لمسألة استيلاء الإصلاح على أي مبالغ مالية قد ترصدها المنظمات الدولية لنازحي الجوف في مأرب، ومن المتوقع – حسب المراقبين – أن يسعى الإصلاح إلى تحقيق مكاسب ماالية كبيرة جداً من الأموال المخصصة لإعانة وإغاثة النازحين، خصوصاً بعد أن فقد الإصلاح الهيمنة المالية على القطاع العسكري للشرعية في مأرب بعد أن تمكنت الرياض من إزاحة قيادات الإصلاح العسكرية من مناصب قيادية وقامت باستبدالهم بقيادات تابعة لحزب المؤتمر كصغير بن عزيز الذي عُين رئيساً لهيئة الأركان وأمين الوايلي الذي عُين قائداً للمنطقة العسكرية السادسة خلفاً لهاشم الأحمر أبرز رجال علي محسن الأحمر نائب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.
ويؤكد المراقبون أيضاً أن الحديث عن أوضاع النازحين بهذه الطريقة وبهذا الكم في إعلام الإصلاح، يؤكد أن الحزب وقياداته السياسية والعسكرية طوت صفحة إمكانية عودتها إلى محافظة الجوف واستعادة السيطرة عليها بعد الآن.