بعد سقوط الجوف.. اتساع دائرة المطالبين برحيل التحالف

    متابعات – المساء برس| تقرير: إبراهيم القانص|

استطاع الحوثيون أن يوسعوا دائرة السخط ضد التحالف وحكومة هادي، بعد الهزائم الكبيرة التي ألحقوها بقوات هادي في نهم والجوف، حتى أصبحوا على تخوم مدينة مارب،

وأوجدت انتصارات قوات صنعاء في تلك الجبهات، التي لم يفكر التحالف وأتباعه يوماً في سقوطها بيد الحوثيين، حالة من القناعة لدى شريحة كبيرة من مؤيدي التحالف وأتباعه بالفشل الكبير الذي مُني به؛ وبالتالي حالة من السخط وزعزعة الثقة في “الشرعية”.

ذلك بحد ذاته يعد هزيمة نفسية كبيرة لدى مؤيدي التحالف والشرعية، ويرى مراقبون أن اتساع دائرة السخط تلك أوجد تأييداً وثقة في الحوثيين، وربما انضمام الكثيرين إلى صفوف قوات صنعاء، خصوصاً إذا واصلت تلك القوات تقدمها وأسقطت مارب بعد الجوف ونهم.

ما حدث ويحدث خلال هذه الأيام يعزز قناعات الكثيرين بفشل التحالف والشرعية، خصوصاً عندما يتم حساب الفارق في التجهيز والعتاد والعدة والعدد بين قوات هادي وقوات صنعاء، فبعد كل ذلك الدعم بالأموال الطائلة التي تكفي لإقامة اقتصادات دول بأكملها، وحشد كميات ونوعيات من الاسلحة تكفي لخوض حرب عالمية؛ تكون النتائج عكس ما كان يخطط له التحالف والشرعية، فالجبهات تسقط تباعاً بيد الحوثيين، الذين لا مجال للمقارنة بين تسليحهم وتسليح قوات هادي والتحالف.

بعد مرور خمس سنوات منذ بدأ التحالف عملياته العسكرية في اليمن بحُجة دعم وإعادة الشرعية؛ وما يحدث الآن من تفاقم للأوضاع وتدهور في مختلف النواحي، عسكرياً وأمنياً واقتصادياً، في المناطق التي يسيطر عليها التحالف وقوات هادي؛ يرى محللون أن التحالف فقد ما كان يعد مبرراً لبقائه في اليمن وتدخلاته التي لم تنعكس على اليمنيين إلا سلبياً في كل مشاهد الحياة، إذ أصبح ذلك التحالف هو مصدر كل ما يعانيه اليمنيون من مآسي، بعدما أثبت الواقع بكل تفاصيله كذب وزيف ما كان يروج له التحالف وما أعلنه من أهداف غلفها بعناوين إنسانية يحملها لليمنيين، لكن كل شيء ينهار تباعاً أينما وضع التحالف يده، عدا مصالحه وأهدافه الحقيقية من التدخل في اليمن فهو يحققها عبر أدواته من اليمنيين أنفسهم على حساب وطن بأكمله.

ما كان يدعيه التحالف من مساندة لليمنيين يتجلى اليوم على شكل انهيار مريع في الجانب العسكري، والجوانب الخدماتية والاقتصادية، ولم يساند التحالف أحداً سوى مصالحه الخاصة، ولم يعد أحد يجهل لماذا يصر البعض ويتمسك ببقاء التحالف، فتلك الفئة هي أدواته التي ينفذ بها مشاريعه ويحقق أهدافه عبرها ومن خلالها، وما إصرارها على بقائه وبمسمى المنقذ والمساند إلا لتستمر عملية ضخ الأموال لتغذية أرصدتها وتوسيع مشاريعها الاستثمارية بالأموال التي يغدقها عليهم التحالف مقابل خدماتهم، التي يؤدونها بإخلاص كبير على حساب مصالح شعبهم وسيادة وطنهم.

وحسب مراقبين فإن عملية ضخ التحالف للأموال وتوزيعها على أتباعه في اليمن تعد الأكبر في تاريخ الصراعات، فجبهة الجوف مثلاً، التي أسقطها الحوثيون في وقت قياسي؛ كان قادتها يتسلمون شهرياً 8 مليارات ريال، كنفقات غذاء ومصاريف شخصية، وحسب مصادر مطلعة فإن جزءاً من تلك الموازنة الباهظة يعود لأطراف فساد وتجار حروب في التحالف نفسه، بينما تتوزع البقية على أدواتهم المحلية.

بينما يتم صرف عشرة ملايين دولار شهرياً تحت مسمى تسليح جبهتي مارب والجوف، وتؤكد المصادر أن ذلك المبلغ كان يتم تقاسمه بين وزير دفاع هادي، محمد علي المقدشي، وعلي محسن الأحمر، نائب هادي، وجزء منه كان يسلم للقيادات التابعة والموالية للمقدشي ومحسن، ورغم كل ذلك الدعم المبالغ فيه تتجلى النتائج عكسية تماماً وخلاف حساباتهم وسقف طموحاتهم، فالجبهات تتساقط توالياً بيد قوات صنعاء ذات الإمكانات البسيطة مقارنة بتلك، لكن يبدو أن الواقع بدأ فرز بائعي الأوطان والمدافعين عنها بنتائج يستحقها كلٌ منهم.

    المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

قد يعجبك ايضا