الرياض تجبر سلطة مأرب على اختيار استمرار الحرب وصنعاء تحذر الإصلاح “ورقتكم تقترب من الاحتراق”

مأرب – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

أجبرت الرياض سلطة مأرب على اختيار استمرار الحرب ومواجهة قوات صنعاء عسكرياً على الرغم من اقتراب الأخيرة من مدينة مأرب عاصمة المحافظة من أكثل من جهة.

وكانت سلطة مأرب برئاسة المحافظ سلطان العرادة وقيادات من حزب الإصلاح قد أبدت تجاوباً مع وساطة قبلية من عدد من مشايخ مأرب تهدف لوقف القتال وتسليم مدينة مأرب لسلطة صنعاء دون قتال مع حفظ مصالح الطرفين وبقاء قيادات السلطة المحلية في مأرب تمارس مهامها، إلا أن الرياض سرعان ما تدخلت وأوقفت عملية التفاوض وأجبرت سلطة مأرب على رفض الوساطة.

واليوم شهدت مأرب اجتماعاً عسكرياً ضم كلاً من قائد قوات التحالف السعودي في مأرب اللواء عبدالحميد المزيني ووزير دفاع حكومة هادي الفريق محمد المقدشي ورئيس أركان الشرعية صغير بن عزيز ومحافظو مأرب والجوف وصنعاء، سلطان العرادة وأمين العكيمي وعبدالقوي شريف التابعين أيضاً لسلطة الشرعية.

كان الاجتماع بمثابة إعلان موقف صريح برفض الوساطة التي تقدم بها مشايخ من مأرب موالين لسلطة صنعاء بهدف تجنيب مأرب القتال والدمار والاتجاه نحو صلح مع صنعاء يضمن لمأرب وقيادتها الخروج من هذه الحرب ومن عباءة التحالف بماء الوجه، حيث أكد المقدشي رفع الجاهزية القتالية لقوات الشرعية واستمرار العمليات العسكرية ضد الحوثيين بالإضافة إلى تأكيده على أن قوات الشرعية ستظل إلى جانب قوات التحالف السعودي.

في وقت سابق كشف مصدر مقرب من الوساطة القبلية لـ”المساء برس” إن الرياض ضغطت على قيادات مأرب بما فيهم بعض المشائخ وأغرتهم بالأموال مقابل رفض الوساطة القبلية ورفض وقف الحرب، على الرغم من أن معظم قبائل مأرب وعدد كبير من المشائخ يرفضون استمرار مواجهة قوات صنعاء بناءً على رغبة السعودية.

اللافت في الأمر أن تغير المواقف في مأرب من القبول بالصلح والتفاهم مع صنعاء إلى الرفض وإعلان استمرار المعركة، أتى بعد أن حدثت تغييرات عسكرية على المستوى القيادي حيث تمت إزاحة قيادات الإصلاح وتم تعيين قيادات من حزب المؤتمر موالين للإمارات، ولعل أبرز هذه التغييرات هي تعيين صغير بن عزيز رئيساً للأركان وأمين الوائلي قائداً للمنطقة العسكرية السادسة خلفاً لهاشم الأحمر المحسوب على علي محسن، بالإضافة إلى تشكيل مجلس عسكري لم يتم الإعلان عنه رسمياً أوكلت إليه مهمة قيادة قوات الشرعية وهو المجلس الذي اختير لرئاسته طارق صالح وصغير بن عزيز وأمين الوائلي وذياب القبلي نمران.

وتشير المعلومات التي حصل عليها “المساء برس” من مصدر قبلي في مأرب أن الرياض تسعى للقتال في مأرب برجال القبائل بينما ستدفع بقوات الإصلاح إلى الخطوط الأمامية لضربهم بقوات صنعاء، ما يعني أن هناك مخطط سعودي لقتل أكبر عدد من قوات الإصلاح في مأرب، وسبق لسلطة صنعاء أن حاولت تحذير الإصلاحيين في مأرب من مخطط التخلص منهم من قبل السعودية إلا أن أصوات صنعاء لم تجد من يسمعها في مأرب على ما يبدو، إذ وبدلاً من الاتجاه نحو الصلح مع صنعاء وإخراج مأرب من عباءة التحالف اتجه الإصلاح في المدينة إلى اعتقال عدد كبير من الأشخاص الذين تعتقد قيادة الإصلاح بمأرب أنهم خلايا نائمة تعمل لصالح صنعاء أو أنها تعمل لصالح السعودية والإمارات وأن دورها سيأتي لاحقاً لتولي الأمور بعد تصفية قوات الإصلاح في معارك مأرب.

وحالياً تقاتل الرياض بالقيادة العسكرية الجديدة لاستعادة بعض المواقع في الجوف، حيث عادت قوات التحالف لتحشيد أفرادها وإعادتها من مأرب باتجاه معسكر اللبنات جنوب مدينة الحزم عاصمة الجوف والذي أفادت مصادر بأن المعارك عادت إلى هذه المنطقة من جديد بين الطرفين، في حين لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات حسب المصادر.

صنعاء توجه التحذير الأخير للإصلاح

بدورها صنعاء وجهت ما يشبه بالإنذار الأخير لحزب الإصلاح لدخوله في العملية السياسية في اليمن مع سلطة صنعاء من خلال الاستجابة للوساطة القبلية والصلح مع صنعاء قبل فوات الأوان.

أتى هذا التحذير على لسان عضو المكتب السياسي لأنصار الله والمتحدث باسم فريق المصالحة الوطنية محمد البخيتي والذي قال بأن ورقة حزب الإصلاح تقترب من التحول إلى ورقة محروقة، مضيفاً في تصريح لقناة الميادين اللبنانية “لذلك ننصحهم بالاستجابة للمبادرات، المعركة في محافظة الجوف تقريباً حُسمت والعين الآن على مأرب”.

وأكد البخيتي إن إمام حزب الإصلاح فرصة للدخول في العملية السياسية عبر المبادرة وإلا سيجد نفسه خارجها، مشيراً بالقول “إذا لم يستجب حزب الإصلاح للمبادرة المطروحة فإننا سنتوجه للقبائل”.

كما أكد البخيتي إن “المبادرة المطروحة للحل شاملة والمكونات السياسية التي استدعت العدوان فقدت سبل الحل”، مؤكداً أن سلطة صنعاء لن تتشارك في السلطة مع من وصفهم بالخونة، في إشارة إلى القيادات الموالية للإمارات، والتي تعمل حالياً كلاً من أبوظبي والرياض لتمكينها من مفاصل الشرعية بدلاً عن الإصلاح.

قد يعجبك ايضا