هكذا اطفئت الرياض شعلة الأمل في الجوف
رشيد الحداد – وما يسطرون – المساء برس|
في العام 2013، انتاب اليمنيين موجة أمل كبيره بعد أن كشفت وسائل اعلام محلية وخارجية عن امتلاك اليمن مخزون عالمي من النفط والغاز في محافظة الجوف، التفتت انظار اليمنيين في الداخل والخارج صوب المحافظة التي حرمت لعقود زمنية من أي تنمية أو خدمات وكان الجميع يحذوه الأمل بأن يفرج الله على اليمن ويخرجها من الوضع الاقتصادي المتردي إلى وضع افضل يعيش فيه المواطن اليمني حياة مستقرة وآمنة.
بعد أشهر فقط مارست السعودية ضغوطاً كبيرة على صنعاء التي واجهت هي الاخرى مطالب شعبية قوية باستخراج نفط الجوف.. ولذلك كلفت الرياض ادواتها بضرب أبراج الكهرباء الغازية وافتعال أزمات مشتقات نفطية من خلال القطاعات القبلية للقاطرات، وبصورة مفاجئة اصبحت وسائل الإعلام تتناول اخبار انتشار القاعدة في الجوف بل اصبح الطيران الامريكي يستهدف القاعدة في الجوف لكي توصل رسالة للشركات النفطية الأجنبية بأن الجوف بيئة غير آمنة للاستثمارات سيما وأن عدداً من شركات النفط الأجنبية البريطانية والروسية أبدت استعدادها للاستثمار في مجال الاستكشاف النفطي، وخلال نفس الفترة تعمدت الرياض ترحيل أكثر من 370 الف مغترب يمني رداً على توجه اليمنيين نحو استغلال الثروة النفطية في الجوف، وهو الأمر الذي تعده السعودية اختراق للخطوط الحمراء.
مطلع مارس من العام 2014م اشعلت شركة صافر اليمنية اول شغلة نفط في منطقة الخسف في الجوف، تلك الشعلة التي اشعلت حماس وفرحة شعب برمته ضاعفها اعلان وزارة النفط بصنعاء في منتصف الشهر ذاته عن بدء حفر بئر استكشافي ثانِ يقع في منطقة بني مروان بمديرية الحزم الواقعة ضمن نطاق القطاع رقم 18 التي تديره شركة صافر في محافظة الجوف.
لكن فجأة توقف ضجيج نفط الجوف.. وساد صمت مريب ـ فشعلة نفط وغاز الجوف اغضبت حكام المملكة والسلطات المحلية في الجوف بدأت تتعرض لضغوط كبيرة وشركة صافر تعرضت لتهديدات من قبل زعماء قبائل موالين للسعودية بعد أن اعادت اللجنة الخاصة السعودية الامتيازات الشخصية لهم، وفي الرابع من شهر رمضان من نفس العام اي بعد تصاعد لهب اول شعلة نفط بقرابة 15 يوم فقط، استدعت الرياض هادي إلى جدة وكان حينها الملك عبدالله في أيامه الأخيرة وكان معه الملك الحالي سلمان، فطلب سلمان من هادي إطفاء شعلة النفط مقدماً مليار و200 مليون دولار منها 500 الف دولار قدمت كمشتقات نفطية و400 مليون وصلت مطار صنعاء في العشرين من رمضان أي بعد يوم من إطفاء شعلة النفط في الجوف وسحب الشركة ووفقا للمعلومات فقد استقطع منها جلال هادي 37 مليون دولار..
وهكذا تم قتل آمال الشعب اليمني وإحباطه باليأس ووأد ثروة الجوف النفطية والغازية مرة أخرى، كما وئدت مطلع الثمانينيات.
هذه الصورة لاتزال عالقة في ذهن كل يمني تمنى لبلده الخير..