نقاط كشفها فيديو تدمير صواريخ الدفاع الجوي اليمنية في عهد صالح ولم يذكرها الحوثي بخطابه الأخير
المساء برس – يحيى الشرفي|
في كلمته الأخيرة التي ألقاها بمناسبة أول جمعة من شهر رجب، تحدث زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي عن مقطع الفيديو الذي عُثر عليه في أرشيف إحدى المؤسسات الأمنية اليمنية والذي أثبت إلى أي مدى وصلت إليه العمالة والخيانة بالنسبة لرموز وقيادات النظام الأسبق لليمن، الذي كان يتزعمه علي عبدالله صالح.
لكن الحوثي – ربما متعمداً – لم يشأ أن ينطق المصطلحات والمسميات الحقيقية التي كان يجب أن يطلقها على رموز نظام صالح وأجهزته الأمنية والعسكرية بعد ما كشفته تلك المشاهد من صورة عن طبيعة ما كان يحدث في اليمن في ذلك العهد.
أمريكا تقرر ونظام صالح ينفذ، ترسل واشنطن امرأتين (موظفتين صغيرتين من صغار موظفي البيت الأبيض إلى صنعاء، فينقاد قادة نظام صالح خلف هاتين الموظفتين، إحداهما تحرك بكعب حذائها قائد أهم وأكبر أجهزة الأمن في اليمن وأكثرها خطورة وسرية، تحركه خلفها كيفما تشاء، وفي نهاية المشهد “لا مانع من أن ندخن مع عميلنا المخلص المروض لطاعتنا سيجارة مارلبورو من النوع الفاخر”.
لم يقل زعيم أنصار الله أن ما كان يسمى بجهاز الأمن القومي في عهد صالح كان يفترض ألا تصلح عليه إلا تسمية “جهاز ضرب وتهديد الأمن القومي لليمن”.
لم يقل زعيم أنصار الله أن أمريكا تعمدت إهانة علي عبدالله صالح ورجاله المقربين منه عائلياً حين اختارت أن من يذهب إلى صنعاء للإشراف المباشر على تدمير ترسانة اليمن من صواريخ الدفاع الجوي تكون امرأة – موظفة صغيرة في البيت الأبيض – وليس رجلاً.
تعرف أمريكا حق المعرفة أن في اليمن عادات وتقاليد لا يمكن تجاوزها ويتم أخذها بعين الاعتبار في أي فعل سياسي أو اجتماعي حتى وإن كان هذا الفعل يرقى للمستوى الدولي الدبلوماسي فإن الممثل للدبلوماسية اليمنية يخضع نفسه لبروتوكول دبلوماسي ينسجم مع مبادئ العرف الاجتماعي للشعب اليمني، وواشنطن كانت تعرف جيداً أن ممثلي الدولة في صنعاء مثلهم مثل غيرهم من اليمنيين المحكومين في تعاملهم في الداخل أو الخارج بهذا العرف المجتمعي، وتعرف واشنطن أيضاً أن اليمني لا يمكن أن ينقاد خلف امرأة، ومع ذلك تعمّدت واشنطن أن ترسل لصالح ورجاله امرأة “موظفة” في الجيش الأمريكي وليس موظفاً.
لقد خاطبت واشنطن بهذه الحركة صالح ورجاله بأشد عبارات الإهانة والحط والإذلال من قيمتهم، وكأن لسان حال واشنطن يقول لصالح ورجال نظامه: “أنتم لستم بالقدر والأهمية والقيمة التي تدفعنا لأن نرسل رجلاً منا أو ضابطاً في جيشنا إليكم ليشرف على ما نأمركم بتنفيذه، يكفي أن نرسل لكم موظفة صغيرة في جيشنا وسينقاد خلفها أكبر كبير فيكم برتبته العسكرية وبزته الرسمية حبواً على ركبتيه ويديه”.
قال تعالى في سورة (الملك): “أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أم من يمشي سوياً على صراط مستقيم”. صدق جل وعلا.