صنعاء تقلب معادلات الهيمنة الجوية في اليمن.. والرياض توقف استخدام معظم أسطولها باستثناء المتقدمة جداً
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
أزاحت حكومة صنعاء اليوم الستار عن منظومات دفاع جوية جديدة 3 منها لم سبق الإعلان عنها من قبل وواحدة سبق وأن عرضت في معرض السلاح السابق الذي تم كشفه في صنعاء العام الماضي باسم “معرض الشهيد الصماد” والذي احتوى طائرات مسيرة وصاروخ “قدس1” المجنح وصواريخ باليستية أخرى سبق أن تم الكشف عنها خلال الأعوام الماضية.
المنظومات الدفاعية الجوية الجديدة التي كشفت عنها صنعاء اليوم كانت منظومة ثاقب 1 و2 و3، وسبق أن قامت صنعاء بإجراء تجربة لمنظومة ثاقب الدفاعية الجوية، وكانت التجربة في محافظة الجوف حين أسقطت في 7 من هذا الشهر الطائرة الحربية التابعة للتحالف “تورنيدو” وهي واحدة من الصناعات الحربية الجوية الأوروبية المتطورة والمتقدمة جداً، ولكنها ليست الأفضل من بين ما تنتجه الدول الكبرى المصنعة للسلاح من طائرات حربية.
المنظومة الدفاعية التي أنتجتها صنعاء، وظلت عدة أعوام تعمل بشكل سري على إنتاجها، تستطيع حالياً إسقاط فئة معينة من الطائرات الحربية التي يستخدمها التحالف السعودي الإماراتي لقصف اليمن، ومن بين هذه الفئة “طائرات التورنيدو” والطائرات الأخرى المشابهة لمواصفاتها، فوفقاً لمختص بشأن السلاح الجوي في وزارة الدفاع بصنعاء فإن هذه الطائرات تتفوق في جانب المناورة الجوية وملاحقة الطائرات الأخرى في الأجواء لكنها لا تستطيع أن تضرب أهدافاً أرضية على ارتفاعات عالية في السماء فتضطر إلى الهبوط لتتمكن من ضرب أهدافها الأرضية.
وفقاً للمختص بشأن الحروب الجوية وأسلحتها، فإن معظم دول العالم لا تزال تمتلك ما بين 70 – 80 % من هذه الطائرات التي لا تستطيع ضرب أهدافها من على ارتفاعات جوية عالية من إجمالي ما تمتلكه هذه الدول من أسطول جوي حربي وباقي النسبة تذهب لصالح المقاتلات الحربية الاستراتيجية أو التي تستطيع ضرب أهداف أرضية من على ارتفاعات عالية كي لا تتمكن منظومات الدفاع الجوي من اصطيادها في الأجواء أثناء الحروب، مضيفاً إن دولاً قليلة تمتلك مثل هذه المنظومات وبعدد محدود جداً مقارنة ببقية أسطولها الجوي وهي لا تستخدمها إلا في الحالات الضرورية ومن بين هذه الدول بالتأكيد الولايات المتحدة.
وكشف المختص بالحروب الجوية أن الغارات الجوية التي استهدفت العاصمة صنعاء ظهر اليوم، والتي تزامنت مع بث الإعلام اليمني لمشاهد افتتاح معرض المنظومات الدفاعية الجوية، استخدم فيها التحالف السعودي الإماراتي طائرة يمكنها ضرب الأهداف الأرضية من على ارتفاعات عالية، مضيفاً إن الغارات استهدفت مباني عسكرية سبق أن دمرتها طائرات التحالف خلال الأعوام الماضية، الأمر الذي يعني أن الهدف من هذه الغارات بالنظر إلى أهدافها وتوقيتها كان فقط للرد على كشف صنعاء لمنظومة الدفاع الجوي، بمعنى أن الرياض أرادت القول “ها نحن نضرب صنعاء فأين هي منظومتكم الدفاعية؟”.
الحقيقة أن صنعاء لم تعلن أنها تمكنت من تحييد طيران التحالف بالكامل، وهذه المنظومة التي تم الكشف عنها تستطيع إسقاط معظم الطائرات التي تستخدمها الرياض في أجواء اليمن وليس جميع أنواع الطائرات، أو على الأقل تستطيع إبعادها عن الأجواء وإرغامها على المغادرة، كما أنه ليس من المستبعد أن تكون الرياض قد طلبت من حاملات الطائرات الحربية الأمريكية المتواجدة في الخليج العربي أو البحر الأحمر إرسال طائرة من نوع (إف 35) الأمريكية وتنفيذها غارات جوية في صنعاء، وسبق للولايات المتحدة أن اعترفت رسمياً بأنها تشارك في عمليات عسكرية داخل اليمن لدعم التحالف السعودي الإماراتي ضد الحوثيين.
حالياً من المحتمل جداً أن لا تستخدم الرياض معظم أسطولها الجوي الحربي في سماء اليمن بمقابل استخدام أنواع محدودة من الطائرات المتقدمة التي يمكنها ضرب أهداف من على مسافات عالية دون أن تتعرض لتهديدات الدفاعات الجوية، وذلك يعني أن الجبهات اليمنية ستشهد انخفاضاً كبيراً في عدد الطلعات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي لدعم قواته والقوات الموالية له من مقاتلي الشرعية، ولعل ما حدث مؤخراً في منطقة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء يؤكد ذلك حيث تمكنت المنظومة الجديدة من إجبار سرب من طائرات التحالف من البقاء في سماء المنطقة فور دخولها، وصحيح إنه لم يتم إسقاط أي طائرة من ذلك السرب لكنها اضطرت لمغادرة المنطقة خلال ثوانٍ قليلة.
التطور الذي شهدته القدرات العسكرية اليمنية في المجال الجوي كان تدريجياً، ففي السابق تمكنت صنعاء من تطوير منظومة دفاع جوي استطاعت من خلالها تحييد معظم الطيران المسير والتجسسي الذي يستخدمه التحالف في سماء اليمن، وحالياً لا يكاد يمر أسبوع إلا وتتمكن قوات صنعاء من إسقاط طائرة أو اثنتين أو أكثر من الطائرات الدرون المقاتلة أو التجسسية، ثم وبعد فترة وجيزة عملت صنعاء على إنتاج منظومة دفاع جوي خاصة باستهداف وتحييد الطائرات العمودية ومنها الأباتشي التي تمكنت القوات اليمنية من تحييدها بشكل شبه كلي، إذ لم تعد الرياض تستخدم طائراتها المروحية في معظم الجبهات القتالية بما في ذلك الجبهات الحدودية، وحالياً هاهي صنعاء تتمكن من تحييد أنواع معينة من الطائرات الحربية المقاتلة بهذه المنظومة الجديدة.
وليس من المستبعد أن تتمكن صنعاء من تحييد طيران التحالف بشكل كلي خلال أشهر أو سنة أو سنتين من الآن، إذ أعلن وزير دفاع حكومة صنعاء اللواء محمد ناصر العاطفي أثناء الكشف عن المنظومة الدفاعية الجوية الجديدة إن العام 2020 سيكون عام الدفاعات الجوية.