مصدر عسكري رفيع: ترتيبات سرية لطرفي الصراع في لحج والوضع بات خطيراً.. الإصلاح والانتقالي أحدهما سينتهي
-
لحج – المساء برس| تقرير: المحرر السياسي|
تشهد محافظة لحج جنوب اليمن حالة غير طبيعية من التحركات والترتيبات السرية من الناحية العسكرية لكل من طرفي الصراع جنوب اليمن (الانتقالي والإصلاح) ومن خلفهما الإمارات والسعودية.
أمس السبت استقال بشكل مفاجئ قائد القوات الخاصة في لحج محمد حسين الغرابي، حيث قدم الغرابي عبر وثيقة رسمية طلب استقالته ووجهها إلى كل من المحافظ وقائد القوات الخاصة التابع للشرعية ومدير أمن لحج، وعلى الرغم من أن الاستقالة تأتي في ظل تعقيدات للوضع الأمني والعسكري في لحج وكذا حالة الموت السريري الذي أصاب “اتفاق الرياض”، إلا أن الغرابي برر سبب استقالته بظروف شخصية أجبرته على عدم مواصلة العمل.
في الوقت ذاته يغادر محافظ لحج اللواء احمد التركي، اليمن، ورغم أن وسائل الإعلام الجنوبية أفادت أن سبب المغادرة هو استكمال المحافظ للعلاج بسبب إصابته التي تعرض لها أثناء تواجده في قاعدة العند حين استهدفت قوات صنعاء منصة القيادة أثناء العرض العسكري لقوات هادي في يناير العام الماضي، إلا أن توقيت مغادرة المحافظ لليمن بالتزامن مع استقالة قائد القوات الخاصة وبالتزامن مع المستجدات التي شهدتها لحج خلال الأيام القليلة الماضية، يثير الشكوك حول حقيقة سبب مغادرة المحافظ الحقيقي في هذا التوقيت وعلاقة ذلك بما يتم التخطيط له.
حيث تكشف المعلومات التي حصل عليها “المساء برس” من مصدر عسكري موثوق في عدن إن الإصلاح دفع بقياداته العسكرية في الشرعية إلى حشد القوات الموالية له شرق وغرب عدن، بالتزامن مع ذلك كشفت وثيقة رسمية صادرة من قائد اللواء الرابع مشاه جبلي المرابط في طور الباحة التابعة لمحافظة لحج وقد تضمنت الوثيقة إبلاغ قائد اللواء لأفراده وضباطه المنتمين لمحافظتي لحج وعدن وجمعها إلى الضواحي الشمالية الغربية لعدن، وهو ما قرأه مراقبون عسكريون بأن هناك نوايا لتفجير الوضع عسكرياً ضد الانتقالي الذي دفعته أبوظبي إلى تحريك قواته الجديدة في الريف الجنوبي الغربي لتعز، وهي قوات كتائب أبو العباس التي ألحقتها الإمارات إلى قوات المقاومة المشتركة التي يقودها طارق صالح، ولقطع الطريق أمام قوات طارق الجديدة – كتائب أبو العباس – من الوصول إلى عدن لتعزيز الانتقالي هناك في حال شن الإصلاح هجوماً على عدن، قام الإصلاح بحشد قواته شمال غرب عدن وكي لا يكشف الإصلاح عن خطته، برر هذا التحرك بالقول إن ذلك يأتي في إطار “تفادي نقاط الانتقالي بين تعز وشبوة” حسب ما ورد في الوثيقة.
وقبل التحركات الأخيرة للإصلاح شرق وشمال غرب عدن، قامت القوات السعودية المسيطرة حالياً على المشهد العسكري جنوب اليمن بتنفيذ إنزال جوي عسكري على قاعدة العند الجوية في لحج، وكان الهدف من ذلك دعم وتعزيز قوات هادي، حيث نقلت السعودية وحدات من قوات هادي كانت في أبين وأنزلتها في قاعدة العند.
وبهذا المشهد تكون السعودية ومعها الإصلاح قد حشدت ضد الانتقالي والإمارات في كل من شمال غرب عدن وشرق عدن وقاعدة العند المدخل الشمالي لعدن، في مقابل ذلك قامت الإمارات بدفع الانتقالي لحشد مسلحيه إلى الصبيحة جنوب لحج الأمر الذي فهم على أنه محاولة لقطع الطريق على السعودية الساعية للتمدد في مناطق شمال عدن، هذا بالإضافة إلى تعزيز الانتقالي لمواقعه وحشد قواته داخل عدن ومعسكراته التي لا تزال تحت سيطرته.
ولأن الانتقالي يدرك أن الإصلاح بدأ بتجميع قواته إلى طور الباحة بلحج، وأن قيام الانتقالي بنفس الخطوة في هذه المنطقة سيكون شبه مستحيل دون أن يحدث صدام عسكري مباشر، فقد وضعت الإمارات خطة جديدة، حيث استغلت منطقة الصبيحة وأبناء المنطقة لتجنيدهم لصالحها، وهو ما ترجمته التحركات الأخيرة الأسبوع الماضي والتي تمثلت بإيفاد ضباط إماراتيين لقائد الحزام الأمني بلحج عمر الصبيحي ومعه قيادات عسكرية وأمنية موالية للإمارات وقيادات من “قوات الصاعقة التابعة للانتقالي” وإرسالها جميعاً إلى طور الباحة، وهناك أجرى الضباط الموالون لأبوظبي لقاءات مع مشائخ الصبيحة، طلبوا منهم تشكيل لجان قبلية (أشبه بلجان شعبية)، ووفقاً لمصادر جنوبية موثوقة فإن الخطوة كان هدفها، منع السعودية من نشر وحدات الدفاع الساحلي التابعة لقوات هادي والتي سبق ومنعها الانتقالي من دخول عدن والتي على إثرها أعلن عن انتهاء اتفاق الرياض نهائياً وبدأ كل طرف يحشد قواته استعداداً لمعركة عسكرية جديدة ستنتهي بإطاحة أحد الأطراف بالآخر.
المهم في الأمر أن هناك خارطة عسكرية تتشكل في محافظة لحج وبمقابل كل خطوة يخطوها الإصلاح بتوجيهات سعودية في الجنوب تقوم أبوظبي بدفع أدواتها لتنفيذ خطوة لمواجهتها أو الاستعداد لها، غير أن مصادر جنوبية موثوقة تؤكد أن الرياض من الممكن أن تتخلى عن نفوذها جنوب غرب اليمن وتسمح بتمكين الانتقالي وإخراج الإصلاح نهائياً من عدن ولحج والضالع وأبين وحشرهم في مأرب فقط.