الإصلاح حين يكتشف خيانة التحالف له!
أحمد الكمالي – وما يسطرون – المساء برس|
لطالما سمعنا الكثير من إعلاميين وقيادات “المرتزقة” يتحدثون عن ما يسمونه خيانة وخداع السعودية والتحالف “للشرعية” وعن الأهداف السعودية الخبيثة في اليمن التي عرفوها مؤخرا…..، وبتنا نسمع ذلك أكثر وأكثر في هذه المرحلة .
جميل جدا جدا !، ولو على اعتبار أن السعودية المخادعة دولة نزلت حديثا من كوكب أخر من كواكب مجرة درب التبانة إلى عالمنا قبيل دخولها في حرب اليمن، وليست تلك السعودية المعروفة !
ولكن ما الذي ستقدمون عليه بعد ذلك؟!
لاشيء غير تكرار نفس الاسطوانة المشروخة وتمثيل أدوار جديدة لاتخدم إلا مشروع العدوان على اليمن عموما والذي يتجاوز السعودية كدور وظيفي لتنفيذه وإن كان دورها محوري وأساسي في ذلك !
بالإضافة إلى تسجيلكم الدخول في جولة مزدوجة من الإرتزاق لصالح قطر، والتحول إلى وقود استهلاكي لمحطة قناة الجزيرة !
تسطيح مايدور من صراعات في المحافظات الجنوبية تستهدف تمزييق وتفتيت النسيج الإجتماعي اليمني في نطاقه المحلي الضيق بعد استهدافه على النطاق الوطني على أنه تصادم خيارات الزبيدي مع خيارات الجبواني أو حتى مشروع الانتقالي مع مشروع الإصلاح فقط هو أكبر كذبة، وإن كان بين الإصلاح والانتقالي مابينهم من الخلافات السابقة واللاحقة، لكنهم الان يتقاتلون فيما بينهم تحت سقف واحد وهو السقف السعودي، فكيف نطلق على ذلك مشاريع متصارعة؟!
الفوضى التي تحدث في كل محافظة وزعماء العصابات الذين يجري تجديدهم يوميا إلى مسرح الأحداث والانقسامات والتناحر بين كل المكونات السياسية والإقتتال بين المجاميع المسلحة والعسكرية، ليست ناتج عن فشل السعودية في ضبط الأمن باليمن وإنما تعكس النجاح السعودي الناقص في جوهر آلية عملها في اليمن، وهو نجاح ناقص لانه مازال هنالك محافظات ومناطق يمنية لم تجرها السعودية إلى أتون مربع الفوضى والتشرذم رغم استمرار محاولتها منذ خمسة أعوام من الحرب!
العدوان على اليمن من حيث الرؤية الاستراتيجية ليست من وضع السعودية وإنما من وضع اسيادها من الامريكان والصهاينة الذين لطالما كانت السعودية أداتهم في تنفيذ مخططاتهم بالمنطقة !
وكما أصبح معروف للجميع انه لم يكن هدفه إعادة “شرعية هادي” إلى الحكم ، فهو أيضا تتجاوز فكرته ضرب وكمح جماح “انصار الله” كمكون سياسي، وإنما يهدف إعادة تشكيل يمن أخر مختلف غير اليمن الذي يعرفه ابنائه وبإمكانهم التعايش تحت مظلته بعد لملمة مايمكن لملمته من جراح،
وهو يأتي في إطار مشروع إعادة تشكيل الوطن العربي والمنطقة بشكل عام على نفس الشكل والاسلوب وبنفس السيناريوا !
لذلك تأخر الوقت الذي كان يجب أن ترفعوا اصواتكم للمطالبة في تحسيين العدوان على شعبنا لصالحكم ولكنكم لم يعرفوا أو الأصح ان مصالحهم حالة دون ذلك ، وهاهو يمضي الوقت الذي يجب أن تنادوا به إلى مواجهة العدوان من أجل أرواحكم ومصالحكم الشخصية قبل أي شيء أخر ، فيما أنتم مازلتم تطالبون بتحسينه !
* المصطلحات الواردة في المقال تعبر عن كاتبها وليست ضمن سياسة الموقع الإخبارية