مصادر موثوقة بمأرب تؤكد مغادرة معظم مسؤولي وقيادات الشرعية
مأرب – المساء برس|
أكدت مصادر موثوقة في محافظة مأرب معقل “الشرعية” أن المدينة عاصمة المحافظة باتت خالية من مسؤولي وقيادات الشرعية خصوصاً العسكريين.
وقالت المصادر لـ”المساء برس” إن معظم مسؤولي الشرعية المتواجدين بمحافظة مأرب قد غادروا مدينة مأرب مع اقتراب قوات صنعاء وسيطرتها على مناطق جديدة في محيط المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدة إن معظم القيادات التي اختفت من مدينة مأرب هي من القيادات العسكرية التابعة لهادي.
وكانت قوات صنعاء قد حققت تقدماً عسكرياً كبيراً خلال الأيام الماضية واستطاعت استعادة السيطرة على مساحات ومناطق واسعة بمأرب كانت قد سيطرت عليها قوات الإصلاح والتحالف السعودي عام 2015، وكانت آخر هذه المناطق التي سيطرت عليها صنعاء مديرية الجدعان غرب المدينة، حيث افادت المعلومات الواردة ان قوات صنعاء واصلت تقدمها وتمكنت بمساندة من أبناء وقبائل المنطقة من السيطرة على مديرية “الجدعان – مدغل” بالكامل وهي أقرب مديرية إلى مركز المحافظة الذي يعد المعقل الرئيسي لحزب الإصلاح والشرعية منذ بداية الحرب، وجاءت السيطرة بعد معارك عنيفة خاضتها قوات صنعاء مع قوات هادي والإصلاح.
إلى ذلك أكدت المصادر بمأرب ان الاحتفال الرسمي الذي أقيم في مدينة مأرب بمناسبة ذكرى ثورة 11 فبراير لم يحضره أي مسؤول من الشرعية سواء من المدنيين أو العسكريين، وهو ما يؤكد االمعلومات التي حصل عليها “المساء برس” بشأن اختفاء أو هروب قيادات الشرعية من مأرب.
وكان “المساء برس” قد حصل على معلومات من مصادر قبلية في مدينة مأرب كشفت أن قيادات من الشرعية غادرت المدينة مع عائلاتها وأموالها وهربت نحو محافظتي حضرموت والمهرة وذلك في منتصف يناير الماضي وبالتزامن مع وصول قوات صنعاء إلى السلسلة الجبلية المطلة على مدينة مأرب وسيطرتهم عليها ضمن ما أطلقت عليه صنعاء “عملية البنيان المرصوص”، حيث أفادت المصادر القبلية حينها إن هناك مفاوضات سرية بين مأرب وصنعاء لتسليم المدينة لسلطة صنعاء دون قتال وتجنيب المدينة المزيد من الدمار، وهو ما زاد من مخاوف قيادات الشرعية الذين يؤكدون إمكانية دخول قوات صنعاء واقتحام المدينة في أي لحظة.
التطورات المتسارعة التي تشهدها مأرب تأتي بالتزامن مع مساعي السعودية لتمكين السلفيين في مأرب من زمام الأمور ودعمهم بالمال والسلاح بذريعة مواجهة الحوثيين، في حين تقول مصادر قبلية إن هدف الرياض هو استبدال الإصلاح المهيمن على مدينة مأرب بالسلفيين وجعلهم تحت قيادة الرياض مباشرة على غرار ما فعلت الإمارات جنوب اليمن، حيث أوعزت الرياض لأبو الحسن الماربي المصري وهو زعيم سلفي مصري الجنسية ويقود مركزاً للدعوة ونشر السلفية في مأرب على غرار مركز دماج في صعدة وجميعهما مدعومين من السعودية منذ سنوات طويلة، أوعزت إليه الرياض بقيادة تنظيم القاعدة خلفاً للزعيم السابق قاسم الريمي الذي أعلنت واشنطن مقتله بغارة جوية أمريكية في مناطق سيطرة الشرعية والتحالف باليمن قبل أيام.
ومن المتوقع أن تستخدم الرياض سلفيي مأرب على الرغم من أنهم من جنسيات غير يمنية، لتمكينهم من السيطرة على مدينة مأرب خلفاً للإصلاح الذي بدأت الرياض بالتخلص من قياداته العسكرية الموجودة بالشرعية والتي كان منها قرار سعودي بعزل 80 قيادياً عسكرياً من قوات هادي بمأرب وإحالة عدد كبير منهم للتحقيق، في خطوة تمهيدية لرفع يد الإصلاح عسكرياً عن المدينة التي تعد المعقل الرئيسي لهم.