صنعاء تقرر مواجهتها للوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط
صنعاء – المساء برس/ أعلن زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي وقوف اليمن إلى جانب إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين في مواجهة الهجمة الأمريكية، وذلك رداً على ما قامت به الولايات المتحدة من اغتيال طال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس واللذين اغتيلا بقصف جوي أمريكي بالقرب من مطار بغداد مطلع الأسبوع الجاري.
وأعلن الحوثي في كلمة له اليوم الأربعاء اصطفاف اليمن إلى جانب الدول المواجهة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومن يقف إلى جانبهما من أنظمة الدول في المنطقة، في إشارة إلى بعض الدول الخليجية والإقليم، معلناً أيضاً أنهم لن يسكتوا أمام الهجمات الأمريكية وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة.
كما اعتبر الحوثي أن من سيقف إلى جانب أمريكا للدفاع عن مصالحها فهو خائن.
وقال الحوثي بأنهم لن يقبلوا بالتجزئة في المعركة، في إشارة إلى توحيد المواجهة العسكرية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعتبر إعلان انضمام عسكري من قبل صنعاء إلى جانب محور المقاومة الإسلامية ضد الوجود الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، حيث أعلن زعيم أنصار الله إن “المعادلة باتت مختلفة وهذا الاستهتار الأميركي سيجري التعامل معه بطريقة مختلفة”، مؤكداً على ضرورة أن تتوحد كل الأمة للتصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية، وقال “من واجبنا مواجهة الهجمة الاستكبارية الأمريكية على أمتنا على مختلف الصعد”.
كما قال زعيم أنصار الله إن المرحلة دخلت فصلاً جديداً “يقضي بالتوحد والتعاون من أجل التصدي للهجمة الاستكبارية المستمرة منذ سنوات”، وأن دخول المرحلة فصلاً جديداً من المواجهة مع الولايات المتحدة يجب أن يكون معه عنوان جديد هو “التوحد للتصدي للهجمة والتعاون في مواجهة الخطر الأمريكي”.
الحوثي توجه في خطابه إلى السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً بإشراف وإدارة أمريكية على اليمن منذ 5 سنوات، ووجه إلى النظام السعودي نصيحة قال فيها “أوجه النصيحة للنظام السعودي مع اقتراب تمام 5 سنوات والتطورات في المنطقة أن تعيد مراجعة حساباتك”
الحوثي: أوجه النصيحة للنظام السعودي مع اقتراب تمام 5 سنوات والتطورات في المنطقة أن تعيد مراجعة حساباتك، كما خاطب الحوثي بعض الأنظمة الأخرى في المنطقة الموالية للولايات المتحدة الأمريكية بالقول “ننصح بعض الأنظمة في المنطقة بمراجعة حساباتها لأن الأمور ستتجه إلى صالح الأحرار في أمتنا”.
وأكد الحوثي أن القدرات العسكرية لليمن “أقوى من أي وقت مضى التي حققنا فيها تقدماً كبيراً وهناك نجاحات مقبلة”.
واستهل زعيم أنصار الله كلمته بالحديث عن الوجود الأمريكي في المنطقة والمواجهة التي تقودها واشنطن وحلفاؤها ضد شعوب المنطقة، وقال الحوثي “نواجه هجمة من أعداء واضحين يقودهم العدو الأمريكي والإسرائيلي، أمريكا تخوض معركة مباشرة وبعدائية واضحة في مواجهة الأمة الإسلامية”، مضيفاً إن “هناك شعوب في امتنا لا تستطيع ان تخرج تظاهرة واحدة تندد بالكيان الإسرائيلي عدو الأمة”.
وعلى مستوى التدخل الأمريكي في اليمن قال الحوثي إن الإدارة المعلوماتية والتخطيط في الحرب على اليمن تقودها واشنطن مشيراً إلى اعترافات الأمريكيين أنفسهم بهذا الشأن.
وقال الحوثي بأن الشعب اليمني وشعوب المنطقة لو سلمت لحالة التبعية لأمريكا وإسرائيل لفقدت جوهر ومبادئ الإسلام، مؤكداً على عدم قبول الشعب اليمني التبعية لأمريكا وإسرائيل، وقال “لا يمكن أن نقبل أبداً بالتبعية لأمريكا وإسرائيل اللتين لديهما توجهات خاصة تتناقض كلياً مع مبادئنا”.
وأشار زعيم أنصار الله إلى وجود شعوب وأمم غير إسلامية ترفض الهيمنة الأمريكية، مشيراً إلى روسيا والصين وكوريا الشمالية وأمريكا اللاتينية التي قال إنها دول تسعى للتحرر من الهيمنة الأمريكية، مشيراً إلى النظرة الدونية التي تنظر بها أمريكا للدول والأنظمة الخاضعة لهيمنتها حيث قال إن “أمريكا لا تحترم الخانعين والخاضعين والموالين لها كالنظام السعودي”، مضيفاً إن “المجتمع الأمريكي نفسه يصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالغباء في حين نجد النظام السعودي يقدس ويمجد هذا الرجل”.
الاصطفاف اليمني الذي أعلنه الحوثي إلى جانب محور المقاومة في مواجهة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، برره بالقول إن “أمريكا هي التي تهجم علينا ولسنا نحن من نهاجمها”، مضيفاً بالقول “نحن أمام هجمة أميركية إسرائيلية مستمرة فيها قتل واعتداء وانتهاك للأرض والمقدسات ونهب للثروات” وقال أيضاً إن “الأميركي هو الذي يعتدي علينا وينشر الفتن ويمول داعش والإرهاب في منطقتنا”.
وعن موقف أنصار الله وكيف ترى عملية اغتيال قاسم سليمان من قبل القوات الأمريكية في العراق قال الحوثي إن واشنطن تجاوزت كل الاعتبارات بما في ذلك استقلال العراق، مضيفاً بالقول “العملية الإجرامية الأخيرة التي استهدفت قائدا مسلما حرا عظيما اسمه الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهم اعتداء أمريكي سافر، أمريكا لم تحترم العراق كدولة فهي تتعامل مع دول المنطقة باستباحة كاملة”.