جيمس تاون للأبحاث: القاعدة وداعش سيستغلان الأوضاع جنوب اليمن والشرعية والرياض لا ينويان مواجهتهما
عدن – المساء برس| قالت منظمة جيمس تاون الأمريكية للأبحاث والتحاليل إن تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين اللذين يقاتلا مع التحالف السعودي الإماراتي ضد قوات صنعاء اليمنية سيستغلان الأوضاع المضطربة جنوب اليمن لإحياء نفسيهما من جديد وإعادة السيطرة والنفوذ.
ورصد “المساء برس” تقارير وأخبار لوسائل إعلامية أمريكية تحدثت بشكل لافت في الآونة الأخيرة عن إمكانية عودة تنظيمي القاعدة وداعش إلى الواجهة في جنوب اليمن، مناطق سيطرة حكومة “الشرعية” المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي والمدعومة من الولايات المتحدة أيضاً.
وحسب مراقبين فإن الترويج الأمريكي لعودة القاعدة وداعش للسيطرة على جنوب اليمن مؤشر على نوايا توسيع الوجود العسكري الأمريكي في اليمن واتخاذ القاعدة وداعش ذريعة لذلك.
وحالياً تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي جنوب اليمن وشرق اليمن لحالة من الاضطراب، إذ لا يزال التوتر قائماً بين قوات حزب الإصلاح المنضوية تحت “جيش الشرعية” والقوات الإماراتية المشاركة في الحرب على اليمن وإلى جانبها قوات الملجس الانتقالي الجنوبي المدعوم حالياً من أبوظبي والرياض، خاصة بعد مرور شهرين على توقيع اتفاق الرياض الذي قضى بسحب جميع القوات التي استولت على المدن الجنوبية في أغسطس العام الماضي من أماكنها وكذا انسحاب القوات التابعة للشرعية المنتمية للمحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية بما فيها قوات الإصلاح وتمكين التحالف السعودي الإماراتي من الإشراف بشكل كامل على المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية والتحالف والإشراف أيضاً على القرارات الرفيعة الصادرة عن رئاسة الشرعية.
ووفقاً لمصادر محلية أفادت لـ”المساء برس” فإن مجموعات مسلحة إرهابية ومتشددة تبسط سيطرتها على مدينة الضالع جنوب اليمن وقد قام هؤلاء المسلحون بتفجير واستهداف مقرات عدد من المنظمات الدولية والتابعة للأمم المتحدة ما دفع بأكثر من 20 منظمة دولية بينها جميع مقرات ومكاتب منظمات الأمم المتحدة في المنطقة إلى وقف نشاطها وإغلاق مكاتبها ووقف العمل بمناطق سيطرة الشرعية في محافظة الضالع.
مؤسسة جيمس تاون للأبحاث الأمريكية قالت مؤخراً إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لا يزال على قيد الحياة، وأن التنظيم سريع في استغلال الفراغات الأمنية المصاحبة لحالة الصراع الذي تشهده فصائل التحالف السعودي الإماراتي فيما بينها جنوب اليمن.
وأضافت المنظمة إن تنظيم داعش في اليمن رغم أنه لم يعد قوياً إلا أنه لا يزال قادر على لعب دور في هذه الحرب، وأن التنظيم يمكن يشهد نمواً إذا استمرت حالة الاقتتال.
وقالت المنظمة إن القوات التي أنشأتها الإمارات جنوب اليمن، في إشارة إلى قوات الانتقالي، كانت تظهر نفسها أنها تواجه تنظيم القاعدة وتنظيم داعش جنوب اليمن، في حين لم يحدث ذلك من قبل قوات الشرعية المدعومة من الرياض وأبوظبي، وأنه بسبب الضغط الذي مثلته قوات الانتقالي فإن مساحة العمليات لتنظيم داعش تقلصت في اليمن.
وأضاف تقرير المنظمة إن حالة من التوازن الهش لا تزال قائمة في جنوب اليمن بين قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات وقوات هادي والإصلاح، وأن هذا التوازن الهش يمكن أن يستمر ويمنع تنظيمي القاعدة وداعش من إحياء نفسيهما من جديد، مشيراً إلى أن استمرار هذا التوازن مرهون بتنفيذ اتفاق الرياض على الرغم من صعوبته، ووصف التقرير هذا الاتفاق بـ”الطموح وعالي المخاطر” وأن تنفيذه سيكون صعباً للغاية.
وأضافت المنظمة في تقريرها إن تنفيذ اتفاق الرياض سيكون له آثار كبيرة جداً على قدرة تنظيمي القاعدة وداعش جنوب اليمن وسيوقف توسعهما وأن هذا الاتفاق لن يكون مجدياً في تنفيذه إلا إذا تمت عملية انتقال السلطة والتحولات التي تضمنها الاتفاق بسلاسة، مشيرة إلى أن الاتفاقية قد بدأت بالفعل في التعثر.
وحذر التقرير من احتمالين بدت مؤشراتهما واضحة حالياً، هما انهيار الاتفاق والذي يعني حدوث قتال عنيف أكثر من القتال الذي حدث في أغسطس العام الماضي، وخروج تنظيم القاعدة من مناطق سيطرته وتوسيع نفوذه أكثر في مناطق ومدن أخرى وكبرى جنوب اليمن مستغلاً حالة الاقتتال والاضطراب، وهو ما يعني عودة السيطرة وعودة تحصيل الموارد الثمينة خصوصاً في محافظة أبين.
أما السيناريو والاحتمال الثاني المتوقع بالنظر إلى ما يحدث حالياً في الجنوب اليمني هو أن يحدث تحول بيروقراطي في مستويات القيادة لدى الشرعية عبر إشراك الانتقالي بصورة غير مدروسة وغير سلسة وهو ما سينعكس على الجانب العسكري الذي سيكون منقسماً حيث ستظهر قوة عسكرية منقسمة وغير فاعلة في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وبصورة أوضح قال التقرير إن قيادة عسكرية واحدة سوف تعتبر المقاتلين التابعين للمجلس الانتقالي المدعومين من الإمارات مندمجة مع خصومهم الذين يكرهونهم وهو حزب الإصلاح ومقاتليه، وإن عدم الثقة بين الطرفين ستخلق مشاكل كبيرة بينهما.
وقال التقرير إن قوات هادي والسعودية لا يوجد لديهما حافز قوي ولا ينوون توجيه قدرتيهما العسكرية لمواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي المركز وجود في محافظة البيضاء بمناطق سيطرة “الشرعية”.