الرياض مذعورة من احتمال توجيه ضربة جديدة لها من اليمن.. اجتماع عسكري طارئ مع قادة أجانب
الرياض – المساء برس| عقدت السعودية اجتماعاً عسكرياً طارئاً مع قاعدة عسكريين ومسؤولين من دول وصفتها وسائل إعلام السعودية بـ”الصديقة” بهدف وضع استراتيجية متقدمة للتعامل مع الحوثيين في حال تنفيذ ضربات عسكرية ضد البنية التحتية المدنية والاقتصادية لدول التحالف.
وفي خبر نشرته صحيفة الشرق الأوسط اليوم بنسختها الإنجليزية إن الاستراتيجية العسكرية التي وضعت تتضمن “شن عمليات عسكرية وضربات ضد قادة الحوثيين من بينهم القادة الذين يعيقون الحل السياسي في اليمن كأهداف محددة” وفقاً لما نقلت الصحيفة السعودية الصادرة من لندن عن مصادرها بالاجتماع.
وعلى الرغم من أن الخبر الذي نشرته الصحيفة السعودية تضمن صياغة وعبارات كشفت أن الهدف من الخبر شن حرب نفسية ضد قوات صنعاء وقيادة السلطة السياسية اليمنية الموالية لأنصار الله، إلا أن الخبر تضمن أيضاً أن الهجمات التي سترد بها الرياض على قادة صنعاء يمكن أن تشمل “مهاجمة مقراتهم ومصالحهم”.
وفيما يبدو فإن الرياض تسعى لتأسيس أي هجمات يمنية مستقبلية ضدها في إطار الحرب المستمرة التي تشنها الرياض وتحالفها على اليمن منذ 5 سنوات، على أنها تأتي في إطار الرد الإيراني على اغتيال اللواء قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة الأمريكية فجر الجمعة بالقرب من مطار بغداد الدولي في العراق.
وحسب الخبر المنشور فقد أوردت الصحيفة إن الاستراتيجية العسكرية السعودية التي أقرت في الاجتماع “تعتمد على إمكانية قيام الحوثيين بتنفيذ أوامر إيران لسحب اليمن وشعبه في معركة لن تحقق لهم أي فائدة”، وهو ما يعني أن الرياض تنوي اعتبار أي هجمات ضدها من اليمن أنها هجمات إيرانية أو بأوامر من إيران، في حين لا تريد الرياض إيقاف الحرب على اليمن أو السير والتجاوب مع المبادرة التي طرحتها صنعاء على طاولتها والهادفة لوقف الحرب، وذلك يعني أن الرياض ستستمر في حربها ضد اليمن وإذا ردت الأخيرة على استمرار الحرب فإن ذلك بالنسبة للسعودية هو رد إيراني وليس يمني.
وتجدر الإشارة إلى أن صنعاء أعلنت استراتيجيتها العسكرية خلال العام 2020 قبل قيام الولايات المتحدة باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بأسبوع تقريباً، وقد تضمنت الاستراتيجية العسكرية لصنعاء ضرب أي أهداف معادية لليمن في أي مكان سواءً في البر أو في البحر وسواءً داخل الأراضي اليمنية أو خارجها، كما أعلنت صنعاء أنها سترد عسكرياً على أي تهديد يطال أي مواطن أو مكون يمني من قبل التحالف السعودي الإماراتي وسواءً كان هذا التهديد أو المستهدفين من اليمنيين في مناطق سيطرة سلطات صنعاء أو في مناطق سيطرة التحالف جنوب اليمن، كما شملت استراتيجية صنعاء العسكرية الرد عسكرياً على أي استهداف يطال أي مواطن يمني حتى وإن كان هذا المواطن من الموالين أو التابعين لحكومة الشرعية المنفية والتحالف السعودي.
لن يكون أي هجوم يمني قادم على التحالف السعودي محسوباً على أنه انتقاماً إيرانياً لاغتيال سليماني، السبب في ذلك هو أن التحالف السعودي الإماراتي يشن حرباً على اليمن مستمرة ولم تتوقف بالإضافة إلى فرضه حصاراً على البلاد وإغلاقاً للمنافذ البرية والبحرية والجوية وحرباً اقتصادية هادفة لإخضاع اليمنيين للرغبات السعودية، وفي إطار استمرار الحرب على اليمن فإن قوات صنعاء لن تستمر في سكوتها على الرياض طالما رفضت الأخيرة التعاطي والتجاوب مع المبادرة التي قدمتها صنعاء في سبتمبر العام الماضي والتي بموجبها أوقفت صنعاء ضرباتها على السعودية مقابل تقديم الرياض مبادرة مماثلة تقضي بوقف الحرب ورفع الحصار وإذا لم يحدث ذلك من قبل الرياض فإن صنعاء ستستأنف هجماتها العسكرية على السعودية والدول المتحالفة عسكرياً معها ضد اليمن، وهنا تجدر الإشارة إلى أن صنعاء أعلنت أن ضمن استراتيجيتها العسكرية للعام الجاري إضافة 6 أهداف استراتيجية في السعودية إلى قائمة بنك الأهداف التي ستضربها صنعاء في حال استمرت الحرب بالإضافة إلى 3 أهداف استراتيجية داخل الإمارات وذلك ضمن المستوى الأول من الثلاثة المستويات الأساسية التي قسمتها صنعاء تحت ما أسمته مرحلة (الوجع الكبير).