ضجة على المستوى الدولي بعد اغتيال سليماني.. أبرز التعليقات وردود الفعل الأولية
-
صنعاء – المساء برس| تقرير: المحرر السياسي|
على الفور ارتفعت أسعار النفط والذهب بنسبة 4% على مستوى العالم بعد أن اغتالت القوات الأمريكية في العراق فجر اليوم القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالقرب من مطار بغداد، وإلى جانبه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس.
وأدت عملية الاغتيال التي أقرت واشنطن بتنفيذها إلى حالة من التوتر في منطقة الشرق الأوسط بسبب ما ستتسبب به الخطوة التي أقدمت عليها واشنطن من تصعيد للتوتر العسكري في المنطقة نظراً لمكانة ودور القائد العسكري قاسم سليماني على مستوى إيران والمنطقة وخصوصاً محور دول المقاومة المناهضة للوجود الأمريكي في المنطقة.
وفي إيران عقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعاً اضطرارياً وطارئاً معلناً أن النظام الأمريكي “هو المسؤول عن عواقب هذه المغامرة الإجرامية”، معتبراً الاغتيال “انتقاماً أمريكياً لداعش والإرهابيين التكفيريين”.
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران إن “انتقاماً شديداً سيكون بانتظار الجناة الذين تلطخت أيديهم بدماء اللواء سليماني”، مضيفاً إن “الولايات المتحدة لن تنجو بسهولة من عواقب هذا الحساب الخاطئ وعليها أن تدرك أنها ارتكبت خطئاً استراتيجياً غرب أسيا”، معلناً أن الرد على اغتيال سليماني “سيكون في المكان والزمان المناسبين”.
في فلسطين المحتلة أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية استنفار الجيش الإسرائيلي على طول الحدود وفي كل الممثليات في الخارج تحسباً لاحتمال أن يطال “إسرائيل” شيء ما بسبب اغتيال سليماني والمهندس.
كما كشفت الوسائل الإعلامية الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قطع زيارته لليونان وعاد إلى إسرائيل، بالتزامن مع استنفار عسكري عالٍ على الحدود الشمالية خشية حصول شيء ما من لبنان أو سوريا أو غزة، وكذا إغلاق منتجع سياحي للتزلج في منطقة جبل الشيخ أمام المتنزهين.
كما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتنياهو مباركته للضربة الأمريكية التي قتلت سليماني والمهندس، في حين دعا وزير الدفاع الإسرائيلي لاجتماع طارئ لقادة الأجهزة الأمنية والجيش لتقييم الموقف بعد الاغتيال.
أما واشنطن فقد دعت جميع رعاياها لمغادرة العراق على الفور بعد اغتيال سليماني.
وعلى مستوى الأمم المتحدة قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إن العالم لا يستطيع تحمل حرب خليج أخرى، في إشارة إلى احتمال نشوب حرب عسكرية بين إيران وأمريكا وحلفائها في المنطقة، كما دعا غوتيريش قادة دول المنطقة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وتوالت ردود الفعل الدولية الغاضبة تجاه الخطوة التصعيدية الأمريكية باغتيال سليماني والمهندس، فعلى مستوى اليمن أعلنت جماعة أنصار الله على لسان زعيمها عبدالملك الحوثي اصطفافها عسكرياً إلى جانب إيران في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بهدف الوصول إلى مرحلة الاستقلال.
وفي بيان عزا فيه الشعبين العراقي والإيراني قال زعيم أنصار الله إن “على أحرار أمتنا أن يدركوا أن العدو يستهدف الجميع دون استثناء ويسعى للسيطرة عليهم” مضيفاً إن الجبهة المتقدمة في التصدي للعدو متمثلة بمحور المقاومة.
من جانبه قال القيادي بجماعة أنصار الله وعوض المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إن الرد السريع والمباشر على اغتيال سليماني والمهندس هو الخيار والحل.
وفي بيان للمكتب السياسي لأنصار الله اعتبر المكتب اغتيال الولايات المتحدة لسليماني والمهندس “جريمة حرب على كل الأمة وعلى محور المقاومة وإذا كانت واشنطن تظن أنها تخلصت من الشهيد سليماني فإن دمائه ستطاردهم أعظم مما كان أيام حياته”، مضيفاً إن على شعوب المنطقة “إدراك أن أمنها رهن بالمضي في مشروع التحرر لطرد المحتل الأمريكي”.
أما الخارجية اليمنية التابعة لحكومة صنعاء فقد اعتبرت ما حدث بأنه يعد أكبر تهديد على السلم والأمن الدوليين.
وفي بيان دانت فيه الخارجية اليمنية بصنعاء جريمة اغتيال سليماني والمهندس، اعتبرت صنعاء ما حدث بأنه “اعتداء غادر وجبان بحق الشهيدين سليماني والمهندس”، وأن ما حدث “مغامرة كبيرة من شأنها أن تزيد الأوضاع المتوترة في المنطقة سوءاً”.
كما أضاف بيان خارجية صنعاء “الاغتيال الجبان لسليماني والمهندس يرقى إلى مستوى الأفعال الأكثر تهديدًا للسلم والأمن الدوليين”.
من جانبه عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي عن قلقه إزاء اغتيال سليماني، في حين أعلنت الخارجية الروسية إن ما قامت به واشنطن سيشعل المنطقة وسيرفع وتيرة الصراع.
أما وزارة الدفاع الروسية فقد اعتبرت إقدام واشنطن على اغتيال سليماني أنها “خطوة قصيرة النظر من قبل الولايات المتحدة”
أما بريطانيا فقد صدر بيان عن وزارة الخارجية حثت فيه جميع الأطراف على خفض التصعيد وقالت “ليس من مصالحنا المزيد من الصراع”.
وفيما دعا وزير الخارجية البريطاني كل الأطراف لنزع فتيل التوتر بعد مقتل سليماني، إلا أنه قرر الاصطفاف إلى جانب واشنطن حيث قال “لطالما كنا مدركين للخطر العدواني الذي يشكله فيلق القدس بقيادة سليماني”.
وفي كل من العراق ولبنان وسوريا اصطفت الثلاث الدول إلى جانب إيران للتنديد بالاغتيال الأمريكي الذي طال سليماني والمهندس، وأكدت الدول الثلاث في بيانات صدرت عن وزارات الخارجية إن الرد على هذا “الاعتداء” سيطال الوجود الأمريكي في المنطقة بالكامل.