الرياض تخطط للاستيلاء ومصادرة الوثائق اليمنية التاريخية الموجودة بمناطق سيطرتها جنوب البلاد
خاص – المساء برس| قررت الرياض البدء بمصادرة ونهب الوثائق اليمنية التاريخية الموجودة في المحافظات اليمنية الجنوبية الخاضعة لسيطرتها بذريعة “حمايتها ومعالجتها وإعادة ترميمها ورقمنتها” وتحت غطاء الحفاظ عليها من التلف.
ورصد “المساء برس” خبراً نشرته صحيفة “الرياض” السعودية، يكشف أن جهتين سعوديتين وقعتا اتفاقاً فيما بينهما يخص الوثائق اليمنية، حيث تضمن الخبر المعنون “بأمر سام وحفاظاً على الوثائق والمخطوطات اليمنية وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية.. «إعمار اليمن» ودارة الملك عبدالعزيز يوقعان مذكرة تعاون لحفظ التراث اليمني” تضمن أن تشارك “دارة الملك عبدالعزيز” في إعادة إعمار اليمن وبموجب أمر ملكي فقد أوكل إلى هذه الجهة مهمة “الحفاظ على الوثائق اليمنية التاريخية ورقمنتها”، وهو ما يمكنها من الحصول على جميع الوثائق التاريخية اليمنية بما في ذلك الخرائط الجغرافية.
ووقع السفير السعودي لدى اليمن محمد سعيد آل جابر والذي يوصف بأنه الحاكم الفعلي لحكومة “الشرعية” وصاحب القرار الأول في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف جنوب اليمن، وقع مع الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز، فهد السماري، اليوم، مذكرة تعاون مشترك، وأضاف الخبر أن توقيع المذكرة جاء بناءً على تنفيذ أمر سامي قضى بمشاركة دارة الملك عبدالعزيز في مجالات إعمار اليمن.
ونقلت الصحيفة عن السفير آل جابر ماقال إن توجيهات من قيادة المملكة صدرت بمناسبة مشاركة دارة الملك عبدالعزيز في إعمار اليمن والمحافظة على الوثائق والمخطوطات التاريخية اليمنية عبر رقمنة هذه الوثائق بهدف الحفاظ عليها وحماية التراث اليمني، مشيراً أن ذلك سيتم بتنسيق مع حكومة الشرعية ممثلة بوزارة الثقافة.
وبموجب هذه الاتفاقية ستمنح الرياض نفسها حق مصادرة جميع الوثائق والمخطوطات التاريخية اليمنية وستجبر الرياض حكومة الشرعية على تسليم ما بحوزتها من وثائق ومخطوطات عبر وزارة الثقافة، وما يؤكد ذلك هو ما قاله ال جابر أثناء توقيع الاتفاقية حيث نقلت الصحيفة عنه حرفياً “مكتبات ومراكز الوثائق والمخطوطات في الجمهورية اليمنية تزخر بمئات الآلاف من الوثائق والمخطوطات التي يرجع تاريخ بعضها إلى ما قبل القرن الثالث عشر قبل الميلاد”.
كما جاء في سياق الخبر أن مذكرة التعاون المشترك بين آل جابر ودارة الملك عبدالعزيز “تهدف إلى الحفاظ على الوثائق والمخطوطات اليمنية من خلال رقمنتها ومعالجتها وإعادة ترميمها”، ما يعني أن الرياض ستنهب جميع الوثائق والمخطوطات والخرائط التاريخية تحت هذه الذريعة، ونقلت الصحيفة عن آل جابر إن أول دار للمخطوطات والوثائق التي سيتم التحرك نحوها هي دار المخطوطات في مدينة تريم بحضرموت.
وبعيداً عن الانتهاك للسيادة اليمنية الذي تم من خلال هذه الاتفاقية التي تمت بين جهتين سعوديتين وكأنهما صاحبتا القرار، فإن التوجه السعودي للاستيلاء على الوثائق التاريخية اليمنية الموجودة في مناطق سيطرة التحالف باليمن، يراه مراقبون بأنه مؤشر على اعتزام الرياض طمس الهوية اليمنية وسرقة الوثائق الرسمية والتاريخية الخاصة باليمن بما فيها الوثائق الجغرافية والخرائط تمهيداً لبسط سيطرتها العسكرية على بعض المناطق الجغرافية اليمنية وضمها للسعودية بعد أن تضمن عدم امتلاك اليمنيين أي وثائق تثبت تبعية هذه المناطق لهم.