صحيفة سعودية تجري حواراً مع قيادي حوثي بخصوص ما كُشف من وثائق عن اغتيال الحمدي
صنعاء – المساء برس| أجرت صحيفة “مرآة الجزيرة” الإلكترونية السعودية، حواراً صحفياً مع أحد القيادات العسكرية التابعة لجماعة أنصار الله والتي تشغل منصباً قيادياً في الجهاز العسكري للدولة بحكومة صنعاء، وتركز الحوار على ما تم كشفه من تفاصيل جديدة ووثائق تُكشف لأول مرة عن اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.
على مدى أكثر من عامين عمل أنصار الله على جمع المعلومات والأدلة والوثائق المتعلقة باغتيال الحمدي
وكشفت الصحيفة الصحيفة السعودية ذات التوجه السياسي المعارض للنظام السعودي أثناء الحوار أن جماعة أنصار الله عملت على مدى أكثر من عامين متكاملين منذ دخولها صنعاء على جمع كل الوثائق وكل ما يتعلق بجريمة اغتيال الشهيد الحمدي حتى تم التوصل إلى إصدار أول تقرير رسمي يكشف بالوثائق والأسماء تفاصيل وملابسات اغتيال الشهيد الحمدي ومنفذي الجريمة المباشرين للقتل وغير المباشرين والدور السعودي الذي صاحب التخطيط والتنفيذ ومابعدها.
القيادي لدى أنصار الله الذي أجرت معه الصحيفة السعودية الحوار هو نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة دفاع صنعاء العميد عبدالله بن عامر والذي أشرف وقاد عملية إعادة فتح ملف اغتيال الشهيد الحمدي وجمع بمعية فريق من العسكريين والسياسيين المهتمين بكشف تفاصيل اغتيال الحمدي جميع الوثائق والأدلة وأجرى المقابلات والتسجيلات مع من تم تقييد شهاداتهم مؤخراً بشأن الجريمة.
بن عامر أكد في الحوار إنه لم يتم التوصل إلى قرار صياغة التقرير الرسمي الأول بشأن تفاصيل وملابسات الجريمة إلا بعد مرور أكثر من عامين من العمل المتواصل في جمع الأدلة والوثائق، وأضاف إن “الجريمة لم يصدر بها أي تقرير رسمي عن أي جهة رسمية منذ ارتكابها، وهذا جعلها ضمن الجرائم السياسية الغامضة أو المقيدة ضد مجهول رغم أن الجميع يعرف من يقف خلفها وكذلك أسبابها وبعض تفاصيلها وتداعياتها”.
توقيت إصدار التقرير وأهميته
وقال نائب مدير التوجيه المعنوي أن التقرير لم يصدر إلا بعد أن أصبحت لديهم صورة متكاملة عن الجريمة “من حيث الأسباب والتفاصيل والجهات الضالعة وما لحقها من إجراءت، إضافة الى قراءة متكاملة عن تلك المرحلة بأبعادها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعلاقات مع الجوار والأقليم والصراعات الدولية في تلك الفترة”، مشيرا إلى أن “موعد الكشف عن التقرير كان مرتبطاً بمستوى ما وصلنا إليه من معلومات فعندما بلغنا مرحلة استطعنا من خلالها تشكيل صورة متكاملة عن الجريمة تم الإعلان”.
أما بالنسبة لما يمثله التقرير الرسمي الأول بشأن اغتيال الحمدي قال العميد بن عامر إن “ما ورد في تقرير ملابسات الجريمة والاتهامات التي وجهت هي بحد ذاتها أول وثيقة رسمية عن الجريمة، وبالتالي له أهميته التاريخية فهو يكشف لليمنيين ولغيرهم بل وللأجيال القادمة حقيقة ما جرى لا سيما قضية إستقلال اليمن وسيادته.
كما أضاف إن الملاحقة القضائية للمتهمين ومن بينهم الرياض “أمور متروكة للجهات القضائية وهي المخولة باتخاذ هذه الإجراءات”، مضيفاً إنه يمكن اللجوء إلى خيارات المحاسبة ومنها “خيار رفع دعوى قضائية أمام المحاكم الدولية، ويمكن لأولياء دم الرئيس الحمدي أن يقوموا بذلك أو السلطة اليمنية”.
إعادة الاعتبار للرئيس الحمدي
بن عامر قال إنه كان لا بد من إعادة الاعتبار للرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي من خلال كشف ملابسات اغتياله وإصدار تقرير رسمي بهذا الشأن وفضح المنفذين، مشيراً إلى أن “الرئيس الشهيد الحمدي قدم نفسه من أجل سيادة اليمن واستقلاله وكان بإمكانه أن يهادن السعودية ليبقى رئيساً لكنه امتلك مشروعاً لبناء البلد ونهضتها وسيادتها وأصر على أن يكون اليمن بلداً مستقلاً غير خاضع للوصاية السعودية ومثل هؤلاء القادة يجب أن يخلدوا وتوثق مواقفهم”.
بصمات السعودية في جرائم الاغتيال تتشابه
وأكد بن عامر إن المشاركة السعودية في جريمة إغتيال الرئيس الحمدي تمثلت بالتخطيط والتمويل وكذلك المشاركة الفعلية إضافة إلى التغطية على الجريمة واستهداف كل من يحاول كشف تفاصيلها أو حتى البحث عن أي معلومة بشأنها، لافتاً إلى أن معظم تفاصيل الجريمة “تتغلغل فيها السعودية أو بالأصح النظام السعودي من التخطيط إلى التنفيذ، فقد أشرف الملحق العسكري السعودي بصنعاء على تنفيذ الجريمة وحضر بنفسه لحظة إطلاق النار على الرئيس الحمدي وإلى جانبه ثلاثة سعوديين لم نتوصل إلى أية معلومات عنهم سوى أنهم جنسيتهم، وهذا بحسب وثيقة تعود إلى تلك الفترة ذكرت تلك التفاصيل ومن المؤكد أن هؤلاء الثلاثة من الإستخبارات السعودية فدخولهم إلى صنعاء وكذلك خروجهم منها قبل وبعد الجريمة يؤكد أنهم كلفوا بمهمة خاصة”.
كما لفت العميد عامر إلى “وجود إشارة في بعض التفاصيل بين قضية إغتيال الرئيس الحمدي وقضية إغتيال الصحفي جمال خاشقجي ومن ضمن ذلك وصول 3 سعوديين إلى مطار صنعاء ليلة ارتكاب الجريمة ومغادرتهم فور إرتكابها وهذا ما حدث بالفعل مع الصحفي خاشقجي إضافة إلى أن قضية التخلص من كل معارض بالإغتيال والتصفية يعتبر نهج وتوجه لدى السلطة السعودية مع الإختلاف في الطرق والوسائل لكن تظل هناك بصمات متشابهه ومتكرره من جريمة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر”.
توقعات بتكرار سيناريو اغتيال الحمدي
وشدد نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي على أن من يقف من اليمنيين مع سيادة واستقلاله بلده يعتبر هدفاً للسعودية ولأدواتها، لافتاً إلى أن الرياض تريد اليمن خاضعاً لها وكل من يقف أمام هذه الرغبة سيكون هدفاً لآلتها العسكرية وأدواتها، وأضاف “نحن في معركة لا نبالغ عندما نصفها بالمصيرية فإما أن يكون اليمن الحر المستقل أو يعود اليمن الخاضع للوصاية والهيمنة وبمعنى أوضح إما أن نكون أو لا نكون”.
كما لفت بن عامر إلى حديث مدير التوجيه المعنوي العميد يحيى سريع في مايو الماضي والذي صادف حينها الذكرى الأولى لاغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، والذي كان قد ذكر اغتيال الصماد والحمدي وربط الجريمتين ببعضهما، مشيراً إلى أن ذكر الشخصيتين معاً كان سببه أنهم كانوا حينها قد توصلوا إلى الكثير من المعلومات بشأن اغتيال الحمدي تحديداً، وقد اعتبرت صنعاء اغتيال الصماد مشابه ومقترن باغتيال الحمدي ولنفس الأسباب والأهداف ومن قبل نفس المنفذين، في إشارة إلى السعودية.