ذريعة للتواجد العسكري الأجنبي باليمن.. جماعات إرهابية تابعة للشرعية تسيطر على مدينة الضالع
الضالع – المساء برس| أصبحت مدينة الضالع جنوب اليمن الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي وقوات الشرعية التي يقودها الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، أصبحت المدينة خاضعة بشكل كامل لسيطرة جماعات إرهابية موالية للتحالف السعودي.
وعلم “المساء برس” من مصادر محلية إن مسلحين متطرفين أطلقوا النار على عدة محلات تجارية بمدينة الضالع بحجة أنها مفتوحة أثناء وقت الصلاة.
يأتي ذلك بعد أيام من قيام الجماعات الإرهابية ذاتها باستهداف مقرات عدد من المنظمات الدولية بعدة تفجيرات السبت الماضي، وهو ما دفع بـ20 منظمة دولية بينها جميع منظمات ومكاتب الأمم المتحدة في الضالع لمغادرة المحافظة وإيقاف أعمالها وأنشطتها هناك بسبب ما تعرضت له مقرات بعض المنظمات الدولية للتفجيرات في ظل سيطرة قوات حكومة هادي والتحالف السعودي على المدينة ووصفها بـ”المحررة”.
وكان المستشار الصحفي الجنوبي أحمد الحبيشي قد كشف في وقت سابق عن هوية المسلحين المجهولين الذين استهدفوا مقرات المنظمات الدولية بمدينة الضالع، وقال الحبيشي إن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أنشأته الإمارات عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن شلال شايع وأنصارهما غادروا محافظة الضالع، في إشارة إلى انتمائهم لهذه المحافظة، واتجهوا إلى عدن وأبوظبي، وكشف أنهما سلما المحافظة للسلفيين المتشددين، كاشفاً أن هذه الجماعات المسلحة السلفية يقودها شخص يدعى “أبو الدرداء الضالعي” وأنه هو وأنصاره أحالو الضالع إلى كهوف مغلقة، مضيفاً بالقول “ثم قاموا بإحراق مكاتب المنظمات الدولية الإنسانية وطرد موظفيها بحجة نشر الرذيلة والفواحش”.
وكشف الحبيشي أن الزبيدي وشايع يسعيان إلى حكم أبناء عدن “وتسويد حياة هذه المدينة بالتقاسم مع السلفيين بعد أن أقاموا استثمارات مشبوهة المصادر في أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة”.
وتأتي هذه الأحداث بمدينة الضالع وسط عودة التوتر بين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات من جهة وحزب الإصلاح وقوات هادي من جهة ثانية بعد مرور أكثر من 50 يوماً على اتفاق الرياض الذي لم يتم تنفيذ بنوده حتى الآن، إذ لا تزال الجماعات المسلحة التابعة للطرفين متمركزة في أماكنها التي بقيت فيها في أغسطس الماضي وأدت إلى طرد ما تبقى من مسؤولي الشرعية من عدن وتسليم المدينة في بعد بموجب اتفاق الرياض للقوات السعودية وتمكين الرياض من الإشراف المباشر على المحافظات الجنوبية بما في ذلك اتخاذ القرارات السيادية نيابة عن قيادة الشرعية.
كما تأتي أحداث الضالع بعد أن شهدت عدة محافظات جنوبية أخرى توترات مسلحة من جديد بين أدوات الرياض وأدوات أبوظبي في كل من شبوة وسقطرى وأبين والتي حملت مؤشرات عدة أبرزها رغبة الإمارات والسعودية على إبقاء الأوضاع في المحافظات الجنوبية في حالة توتر دائم وصراع مسلح مستمر في الوقت الذي تتفرغ فيه الرياض وقواتها العسكرية لتوسيع نفوذها العسكري على جنوب اليمن وترتيب أوراقها العسكرية مع الإمارات مباشرة.
ويرى مراقبون إن انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة في المحافظات الجنوبية البعيدة عن عدن نوعاً ما يهدف إلى إيجاد الذريعة والمبرر للإبقاء على القوات العسكرية الأجنبية جنوب اليمن وعلى رأسها بقاء القوات السعودية في عدن وإبقاء الجنوب تحت الإشراف السعودي المباشر، وإبقاء المجتمع المحلي في حالة احتراب واقتتال داخلي كما كان عليه الوضع في فترة احتلال جنوب اليمن من قبل بريطانيا في القرن الماضي.