تقرير “خريف الإمارات في جنوب اليمن” استقالات جماعية وتفكيك للانتقالي بضوء أخضر
البوابة الإخبارية اليمنية – متابعات: المساء برس|
تتساقط قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي تباعا باستقالات جماعية وفردية , واعتكاف واحتجاب وتجميد شخصيات لعضويتها و انشطتها ..
ورغم ان الانتقالي المدعوم من الإمارات يصر على ان اتفاق الرياض يمنحه شرعية وقوة وحق تمثيل الجنوب , غير ان المعطيات على الأرض , وبنود الاتفاق تشير الى غير ذلك , فضلا عن سيناريو المناطقية التي باتت تعصف بالمحافظات الجنوبية , وترتد الى صدر الإنتقالي الذي يشرب من ذات الكاس الخطير الذي استخدمه بشكل خطير ولعب بناره وبنى عليه مشروعه بدعم من ابوظبي , غير ان ضيق افق هذا المشروع القائم على النزعة القروية المناطقية ما لبث امتد الى اعلى هرم هذا المجلس و فجر الخلافات بين قياداته حتى بات محصورا في عدن , في ظل رحيل جماعي لقياداته في شبوة وحضرموت وامتدت هذه الحمى إلى لحج .
استقالات جماعية
مؤخرا أعلنت قيادات الانتقالي في شبوة استقالات جماعية من المجلس الانتقالي , فيما ردت قوات الانتقالي باحتجاز الشاحنات والمركبات التابعة لابناء شبوة في منافذ عدن .
تفاعلات الصراع الاخيرة لم تكن سوى إفرازات لاحتقانات وخلافات بين قيادات الانتقالي , استجرت خلافات ماضوية , وعمل التحالف على تغذيتها بشكل مباشر وغير مباشر , وعلى قاعدة ( فرق تسد ) , وهو ما يؤكد ان التحالف يستخدم ادواته في خدمة مشروعه , وهو الرابح الوحيد من اتفاق الرياض الذي يمنح السعودية النفوذ المطلق , مع الحفاظ على مصالح الإمارات رغم الخلافات التي باتت ظاهرة بين المشروعين السعودي والإماراتي , غير أن هناك خطوط عامة تمضي في التقاسم و كل طرف يحاول الحفاظ على شعرة معاوية , ولاضير بالتضحية بالموالين لكل طرف , و ما تلاشي قوات النخبة الشبوانية بلمح البصر , بعد ان جهزتها الامارات وزودتها بأحدث الاسلحة والمدرعات , الا خير دليل على ذلك .
تفكيك الإنتقالي
نجحت السعودية في شراء الولاءات وتفكيك المجلس الانتقالي في شبوة , مستغلة الحرب المناطقية بين عيدروس الزبيدي , والقيادي في الانتقالي صالح بن فريد العولقي , بعد ان كان الرجلان قد دخلا في صراع قديم بعد اسابيع من تشكيل الإنتقالي , وما لبث ان غادر العولقي عدن عائدا الى شبوة , ورفض مساندة الانتقالي في المواجهات الأخيرة مع قوات حكومة هادي , وانتقد العولقي مبكرا التوجه المناطقي لقيادات الضالع في الانتقالي , وتهميش ابناء شبوة و المحافظات الاخرى وما تمارسه القيادات النافذة المحسوبة على قيادات انتقالي الضالع من البسط على اراضي المواطنين من ابناء شبوة في عدن , ليأتي المال السعودي مؤخرا ليستثمر ذلك ويظهر اثرا كبيرا في اعلان قيادات كبيرة في انتقالي شبوة لاستقالات جماعية .
وتحرص السعودي على بقاء الكيانات الجنوبية هلامية وهشة وغير قادرة على التأثير , لتبقى ادوات تحركها , وفي حاجة دائمة لها.. وفي الجانب الأخر اوقفت السعودية المخصصات المالية والمرتبات التي كانت تصرف للتشكيلات العسكرية التي شكلتها الإمارات كقوات تابعة للإنتقالي , وتشترط الرياض الولاء الكامل لها لصرف المرتبات المخصصات المالية , كما منعت القوات السعودية عودة القياديين شلال شايع و يسران مقطري من العودة إلى عدن وأجبرت طائرتهما الإماراتية الخاصة على مغادرة أجواء عدن .
حرب مناطقية
الاستقالات الجماعية لقيادات الإنتقالي في شبوة دفعت عيدروس الزبيدي لتوجيه اتهامات لقيادات إنتقالي شبوة , بالخيانة والتأمر لإسقاط محافظة شبوة بيد ما قال عنها مليشيا حزب الإصلاح.
الاتهامات المناطقية الصادرة عن عيدروس لم تكن الأولى فقد سبق وان وجه اعلام الانتقالي وناشطوه ذات الاتهامات للقيادي العولقي وقيادات شبوة بمختلف انتماءاتها , مع استذكار حرب يناير الأسود 1986م والتي اتهموها بارتكاب المجازر بحق الجنوبيين , وبيع الجنوب لنظام صالح والاحمر في حرب صيف 94م .
في الاثناء كان صالح بن فريد العولقي , يحضر اجتماعا مولته السعودية في العاصمة البلجيكية بروكسل بحضور قيادات لمكونات جنوبية تحت شعار ” القضية الجنوبية ” لكنه في الحقيقة يبحث سحب البساط من تحت اقدام الانتقالي , الذي بدوره استشعر خطر هذا الاجتماع وراح يهاجمه ويصف من حضروا فيه بالمرتزقة والمتاجرين بالقضية الجنوبية , ويؤكد على احقيته في تمثيل الجنوب .
وقد سعى الإنتقالي منذ تأسيسه منتصف عام 2017،على ان يكون الكيان الأوحد متجاهلا ،غيره من المكونات, وهو ما جعل تلك المكونات تسعى لتوحيد جهودها ردا على هذا التهميش وهو ما تستغله السعودية حاليا وتحاول استثماره لصالحها .
ويرى مراقبون ان الانتقالي نشأ مناطقيا لتنشأ معه بذرة فنائه وان الاستقالات حاليا نتائج طبيعي لذلك , واكدوا ان حرص قيادة الانتقالي ممثلة بعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك على خدمة المصالح الإماراتية جعل الانتقالي يفقد زخمه وتراجع شعبيا , وافقده المصداقية .
فساد الإنتقالي
حاول الانتقالي الحد من ظاهرة الاستقالات و النزوح الجماعي لقياداته بسبب المناطقية والفساد , غير انه فشل في لملمة الموضوع , بعد ان استسشرى الفساد وباتت هناك قيادات تستحوذ على الدعم المالي المهول , بمنح و وظائف ورواتب للأقارب والمقربين واهمال قيادات الانتقالي كما بررت القيادية ” ليلي بن بريك ” لاستقالتها .. غير ان الانتقالي خرج مهاجما القيادات الراحلة عنه .. فبعد ان اتهم عيدروس الزبيدي تلك القيادات بالخيانة والتآمر , شن عضو مجلس رئاسة الانتقالي فضل الجعدي هو الاخر هجوما على تلك القيادات متهما اياها بالنفاق , واعتبرهم احفاد عبدالله بن أبي .. وهو ما يؤكد القلق الكبير للإنتقالي من اضمحلاله .