جديد غريفث بعد عام على اتفاقية السويد .. اتفاق الرياض
تحليل-هاشم يحيى–المساء برس| قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي حول اليمن والتي سيقدم خلالها المبعوث الأممي إلى اليمن البريطاني مارتن غريفث إحاطة لما تم إنجازه من اتفاق السويد بعد عام على توقيعه، يسعى مكتب المبعوث الأممي إلى التعجيل بالخروج بأي إنجاز على مستوى الاتفاقية فيما تبقى من الوقت إلى ما قبل الجلسة القادمة.
وفي إطار السعي لتحقيق أي إنجاز آخر يسعى ابهجيت غوها رئيس فرق البعثة الاممية في الحديدة لحمل الطرفين على اتفاق لتنفيذ خطوة متقدمة من إعادة الانتشار عندما يجتمع بطرفي الاتفاقية على سفينة قبالة سواحل مدينة الحديدة غربي اليمن، خلال الساعات القادمة.
ومن خلال عام مضى فأنه من المفترض أن يكون غريفيث خالي الوفاض في إحاطته عن أي تقدم أو نجاح لمسه اليمنيون عمليا فيما يتعلق باستوكهولم اليمن، غير أنه وكما هي العادة سيعمد غريفيث إلى تغييب الحقائق وسيطنب في الحديث عن تقدم في الاتفاقية حول نقاط المراقبة على خطوط التماس، وتبادل الطرفين للأسرى وسيسعى إلى تحميل الطرفين مسؤولية عرقلة تنفيذ كامل بنود الاتفاقية.
وحول اتفاق الرياض الموقع بين طرفين كانت الشرعية منفردة أحد أطرافه قبل اتفاقية السويد، يستبعد أن يناقش غريفيث موضوع الاتفاق المبرم بين الشرعية والانتقالي الموالي للإمارات، لأنه سيضعف من موقف الشرعية والتي باتت اليوم تشتكي دولة الإمارات لممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لتبنيها لطرف ثالث طردها من عاصمتها المؤقتة لتكون اليوم بلا عاصمة ولا وجود فعلي على الاراضي اليمنية.
وفيما لو طرح غريفث موضوع اتفاق الرياض واعتبره انجازا فإنه يعلن صراحة فشل الأمم المتحدة في تبني معايير نجاح الدور المعول عليها. لأن اتفاق الرياض بكل المقاييس هو إخفاق وفشل ذريع للأمم المتحدة وممثلها، حيث أن اتفاق السويد كان بين طرفين فقط، واليوم ها هي الأمم المتحدة تحاول أن ترقع الجهة التي تدعمها وتعترف بها رسميا وهي الشرعية ممثلة بعبد ربه منصور هادي، وهذا يعتبر تعقيدا أكبر للمشهد اليمني.
الأهم من ذلك أن مصداقية الأمم المتحدة -والتي هي في الأساس مهزوزة بالنسبة لصنعاء- ستضمحل تماما، وسيصعب مع ذلك تعاطيها مع الأمم المتحدة لا سيما وأن صنعاء تنطلق من قاعدة الترحيب بأي جهود تبذل لوقف الحرب وليس من قاعدة الثقة بالأمم المتحدة، و من المحتمل أن قاعدة الترحيب هذه ستتلاشى فيما لو انحازت الأمم المتحدة كليا مع الشرعية التي تدعمها الرياض، والخطر يكمن في أن صنعاء عندها ستتبدل مواقفها رسميا نحو الأمم المتحدة وستعتبرها أداة من أدوات تمرير مشاريع خصومهم والتي ترعاها الأمم المتحدة في كل أنشطتها السياسية وحتى “الإغاثية”. وينبغي التأكيد على أن الخطر لن يكون فقط على صنعاء أو عدن أو الرياض وأبو ظبي، بل سيدفع العالم بأكمله ثمنه.