الإصلاح يناور بتعز.. يدفع بأبرز قادته لإنشاء معسكر خارج السلطة ويصطف مع باقي الأحزاب في بيان رافض
تعز – المساء برس| يناور حزب الإصلاح – الإخوان المسلمين في اليمن – في تعامله مع المتغيرات الحاصلة في المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي أو ما تسمى بالمحافظات “المحررة” خاصة في تعز التي تشهد توتراً قد يتطور إلى انفجار الوضع عسكرياً بين الإصلاح المتهم بالعمل لصالح الأجندة القطرية والإخوانية من جهة وبين خصوم الحزب من اليساريين والمؤتمريين الموالين للإمارات من جهة ثانية.
ففي الوقت الذي يدفع فيه الحزب بأبرز قياديه المحسوبين على تعز – حمود المخلافي – إلى تبني الدعوة إعلامياً لقواعد الحزب بالتوجه إلى المحافظة والعودة من الجبهات الحدودية للدفاع عن تعز من المخاطر التي تتهدد المحافظة بذريعة استكمال تحريرها من سيطرة قوات صنعاء، وهي في الحقيقة المخاطر التي تتهدد الإصلاح أساساً وهيمنته العسكرية على مدينة تعز وتتهدد تأمين ظهره المكشوف من الجهة الغربية الجنوبية للمحافظة أو ما يعرف بمديريات الحجرية، في هذا الوقت يبرز اسم حزب الإصلاح على رأس قائمة من الأحزاب في تعز أصدرت اليوم بياناً ترفض فيه تشكيل معسكرات وتجمعات مسلحة خارج سلطة الشرعية، في إشارة إلى المعسكر الذي أنشأه المخلافي بأطراف الحجرية (يفرس – جبل حبشي) بأوامر من الإصلاح وجرى فيه تجنيد قرابة الـ1000 مسلح معظمهم ينتمون للإصلاح بهدف الاستعداد للسيطرة على مديريات الحجرية وتقويض سيطرة اللواء 35 مدرع الذي يعد انتشاره الجغرافي الرئيسي ريف تعز الغربي الجنوبي، وذلك بعد اغتيال العميد عدنان الحمادي في ظروف غامضة في الوقت الذي تتجه أصابع الاتهام في حادثة الاغتيال إلى الإصلاح أول خصوم العميد الحمادي.
في البيان الذي حصل “المساء برس” على نسخة منه أعلنت فروع الأحزاب السياسية بتعز وأولها الإصلاح رفضها لأي تحشيد وتجييش أو إنشاء مكونات أو تجمعات مسلحة خارج المؤسسة العسكرية التابعة للشرعية.
في حقيقة الأمر فإن الإصلاح يسعى من خلال السيطرة على الحجرية، إلى تأمين ظهره كونه يسيطر على مدينة تعز والأجزاء الريفية المتبقية الخارجة عن سلطات صنعاء، في حين تسعى الإمارات إلى فرض سيطرتها على الحجرية مستخدمة قوات طارق صالح والمؤتمريين الموالين للإمارات في الحجرية وألوية العمالقة المتواجدة في الساحل الغربي نظراً لما تمثله الحجرية بمرتفعاتها الجبلية الجنوبية الغربية لتعز من منطقة استراتيجية تجعل من الإمارات المتحكمة بجنوب الساحل الغربي امتداداً حتى باب المندب وهو هدف ظلت الإمارات تخطط له منذ عهد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.
وفي الوقت الذي يتهم فيه الإصلاح خصومه في تعز بموالاتهم للإمارات وأنهم يعملون وفق توجيهات وبتمويل من أبوظبي مباشرة من خلال اللواء 35 مدرع والمليشيات المسلحة المعروفة باسم “كتائب أبو العباس”، وجد خصوم الإصلاح ما يتهمون به الحزب حيث يعتبرون إن الإصلاح يعمل وفق أجندات قطرية وتخدم أهداف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ومن خلال هذه النغمة يدافع خصوم الإصلاح عن موقفهم من تأييد وموالاة الإمارات وأجنداتها ويسعون لإقناع الشارع في تعز بأن الإصلاح ليس هدفه حماية تعز من أي تدخل خارجي – كالإمارات مثلاً – وإنما هدف الحزب هو تنفيذ أجندات قطرية بحتة في تعز، ولهذا فإنه ليس من المستغرب أن يتضمن البيان الذي أصدرته الأحزاب في تعز بشأن معسكر “لواء الجند” الذي أنشأه القيادي الإصلاح المخلافي رفض هذه الأحزاب “لأي محاولة تجعل من تعز ساحة حرب لتصفية صراعات وأجندات خارجية”.
اللافت في البيان الصادر عن الأحزاب الموالية للتحالف السعودي الإماراتي وتدخله العسكري في اليمن، أن الأحزاب اعتبرت أن “التعامل مع كيانات محلية او دول إقليمية وغير اقليمية خارج اطر مؤسسات الدولة وقيادتها الشرعية يعد جريمة وخيانة وطنية”، وهي عبارة أرادت كل من الأحزاب اليسارية الموالية للإمارات وحزب الإصلاح المتواجدة قياداته في السعودية والمحسوب في ولائه لقطر اتخاذها ورقة اعتراف وضغط ومناورة ضد بعضها البعض.
وفي إشارة إلى أن من ظهروا من أفراد في المعسكر الجديد التابع للإصلاح، ليسوا من المقاتلين المتواجدين في الجبهات الجنوبية للسعودية وأنهم مجندون جدد يتبعون الإصلاح، دفعت الأحزاب اليسارية إلى إضافة عبارة مريبة في البيان حيث دعا البيان قيادة جيش الشرعية إلى “التحقيق في قضية العائدين من جبهات الحد الجنوبي”.