مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يدعو إسرائيل والسعودية لتحالف استراتيجي لمحاربة الحوثيين
ترجمة خاصة – المساء برس|
في دراسة جديدة أصدرها مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، دعا المركز إلى إقامة تحالف استراتيجي بين السعودية وإسرائيل هدفه محاربة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن وحزب الله في لبنان، مؤكداً إن سياسة إسرائيل في مواجهة إيران في سوريا فشلت وأن السعودية كانت أكثر فشلاً في مواجهتها للحوثيين في اليمن.
واعتبر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إن كلاً من إسرائيل والسعودية لم يتمكنا من توجيه ضربة قاصمة “للقوى التي تدعمها إيران بالمنطقة” حسب زعم الدراسة، مضيفة إن سبب فشل إسرائيل والسعودية في مواجهة حزب الله والحوثيين هو أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها يقاتلون حزب الله وأنصار الله بأسلحة تقليدية تستخدم في حروب تقليدية بينما الحرب التي تشنها أمريكا وحلفائها على “الحوثيين وحزب الله وحلفاء إيران في العراق” هي حروب غير تقليدية لا تنفع معها هذه الأسلحة.
ودعا مركز الأبحاث من خلال الدراسة المنشورة التي ترجمها “المساء برس” إلى أن الحل الأفضل لكل من السعودية وإسرائيل هو تشكيل تحالف استراتيجي وتعاون وتبادل الخبرات في مواجهة أعدائهما وتطوير استراتيجية مشتركة لمواجهة ما اعتبرته الدراسة “حروب إيران غير التقليدية والجماعات غير الدول التي تدعمها”.
كما زعمت الدراسة إن “المعضلة التي تواجه السعوديين في اليمن هي منع الكارثة الإنسانية في مواجهة خطر الحوثيين وهي نفس المعضلة التي تواجه إسرائيل في غزة وتجنب المراكز المدنية لن يتم إلا عبر التعاون الثنائي بين الرياض وتل أبيب”.
وزعم مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إن تطوير استراتيجية تحالف بين إسرائيل والسعودية لن يخفف فقط من المخاطر التي تمثلها إيران بالمنطقة على مصلحة إسرائيل والسعودية فقط بل سيخفف المخاطر على الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، مشيراً إلى أن كلاً من السعودية وإسرائيل تواجهان تهديدات مشتركة “من غير إيران والجماعات الإسلامية، وهي الجماعات الوكيلة عن إيران والتي تعمل داخل التجمعات المدنية في دول أخرى وتقوم باستخدام القوة غير التقليدية مثل الصواريخ والقنابل الصاروخية”.
كما كشفت مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في الدراسة إن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي “أكد في العام 2017 على أنه يمكن للسعودية وإسرائيل تبادل المعلومات حول الأسلحة المصنعة في إيران والتي تم توزيعها على الجماعات الوكيلة وكذلك التشارك في المعلومات السرية حول القدرات العسكرية الإيرانية بما في ذلك التعاون للحد من القدرات الصاروخية المتوسطة وطويلة المدى ومعرفة ما تقدمه إيران من دعم وقدرات عسكرية للجماعات الموالية لها وتبادل ما تعلمته إسرائيل والسعودية من خبرات في مواجهة هذه الجماعات”.
ويعتبر الكيان الإسرائيلي إن مواجهة الجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء للحرب التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي بدعم أمريكي بريطاني مباشر، يعتبرها الكيان إن هذه المواجهة تأتي في إطار “نشاط عسكري إيراني في المنطقة” حسب التبريرات الأمريكية التي تسوقها واشنطن منذ بداية الحرب على اليمن.
وفيما يبدو فإن التقنيات التي طورتها سلطات صنعاء في مجال الصناعات العسكرية والحربية ومنها إنتاج الصواريخ المجنحة “كروز” وإنتاج الطائرات المسيرة الراصدة والمقاتلة وإنتاج الصواريخ الباليستية متوسطة المدى خلقت حالة من الذعر والهلع لدى الكيان الإسرائيلي، فالكيان ورغم اعترافه بفاعلية ودقة هذه الأسلحة المصنعة محلياً إلا أنه لا يعترف بأنها صناعة حربية يمنية، بل يذهب للزعم بأنها صناعات وأسلحة إيرانية، ولهذا فقد ورد في الدراسة التي نشرها مركز الأمن القومي الإسرائيلي إن من ضرورات إنشاء تحالف استراتيجي بين إسرائيل والسعودية هو أن عليهما أن يطورا معاً حلولاً تكنولوجية وعملياتية مشتركة برعاية أمريكية وبناء دفاعات صاروخية فعالية قادرة على إحباط الدقة الصاروخية الإيرانية”.
وقد مثلت دقة التصويب التي صاحبت عملية استهداف منشأتي أرامكو في بقيق وخريص شرق الرياض منتصف سبتمبر الماضي، مثلت دقة تصويب الصواريخ والطائرات المسيرة المستخدمة في هذه العملية عامل قلق بالغ بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وفي دراسة إسرائيلية سابقة فإن قيادات عسكرية واستخبارية في إسرائيل قالت بأنها لم تكن تعلم بأن الأسلحة التي استطاع الحوثيون تطويرها وإنتاجها في اليمن قادرة على إحداث مثل هذه الأضرار التي تعرضت لها منشآت أرامكو، كما أضاف مسؤولون رفيعو المستوى في واشنطن إن المعلومات التي لديهم لم تكن تتضمن بأن الحوثيين قد تمكنوا من تطوير مثل هذه الطائرات والصواريخ الباليستية وأن ما لديهم من معلومات هو أن الطائرات والصواريخ التي أنتجوها لا زالت قصيرة المدى ولا تستطيع الوصول إلى مسافات كالتي قطعتها الصواريخ والطائرات في عملية بقيق وخريص، وفقاً لما نشرته أكثر من صحيفة أمريكية في ذلك الوقت.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تسعى لإشهار تحالف استراتيجي عسكري وأمني مع السعودية والإمارات وربما دول أخرى بالمنطقة، وتسعى لاتخاذ الحرب على اليمن ذريعة لإشهار هذا التحالف، ولهذا فقد تكررت في الآونة الأخيرة التصريحات الرسمية من مسؤولي الكيان الإسرائيلي بشأن ضرورة أن يكون لإسرائيل دور في مواجهة من يصفها الكيان بـ”أذرع إيران في المنطقة” ومن هذه الأذرع حسب الكيان “جماعة أنصار الله في اليمن وقوات الجيش التابع لسلطة صنعاء” باعتبار أن استهداف السعودية ومنشآتها من قبل اليمن هو استهداف وخطر على إسرائيل أيضاً.
بدورها سرعان ما تنبهت القيادة السياسية في صنعاء لمساعي تل أبيب في الدخول على خط الحرب على اليمن إلى جانب السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بهدف خلق ذريعة لوجود إسرائيلي بحري جنوب البحر الأحمر وباب المندب، ولهذا فقد سارعت القيادة العسكرية في صنعاء إلى أخذ الاستعدادات الكاملة لصد أو الرد على أي هجوم عسكري تشارك فيه إسرائيل، حيث أعلن وزير الدفاع بحكومة صنعاء اللواء محمد ناصر العاطفي قبل يومين عن اكتمال جاهزية قواته بشكل كامل وبإمكانها الآن شن هجوم شامل وكاسح في أي لحظة يتم فيها اتخاذ القرار، كما كشف العاطفي في حوار أجرته معه صحيفة “المسيرة” المحلية إن قوات صنعاء أعدت بنك أهداف عسكرية إسرائيلية برية وبحرية وباتت جاهزة لضرب هذه الأهداف في حال تورطت إسرائيل بارتكاب حماقة استهداف اليمن.