مصادر: تصريحات العاطفي الموجهة نحو السعودية لها علاقة بالتطورات الحاصلة في المفاوضات

صنعاء تتمكن من تحييد 80% من الغطاء الجوي للتحالف وتضع الرياض في مأزق

صنعاء – المساء برس| أكد مراقبون سياسيون في صنعاء إن التصريحات النارية التي أطلقها وزير الدفاع بحكومة صنعاء اللواء محمد ناصر العاطفي ضد التحالف السعودي الإماراتي تأتي بالتزامن مع حدوث تطورات هامة على مسار المفاوضات غير المعلنة بين صنعاء والرياض.

وقال المراقبون في تعليقات لـ”المساء برس” على ما ورد في تصريحات العاطفي لصحيفة “المسيرة” اليوم الأحد، إن التهديدات التي أطلقها وزير الدفاع ضد التحالف السعودي تشير إلى أن صنعاء أيقنت أن الرياض لا تريد إيقاف الحرب على اليمن وليست جادة في مفاوضاتها غير المعلنة مع صنعاء، وهو ما يعني أن هذه المفاوضات قد تعثرت ووصلت إلى طريق مسدود.

وكان العاطفي قد أعلن في حديثه للصحيفة إن “القوات المسلحة اليمنية استكملت كل جوانب البناء التي تؤهلها لشن هجوم استراتيجي شامل يشل قدرات العدو”، وأضاف “إننا نقف على أهبة الجهوزية والاستعداد القتالي أكثر بكثير من مرحلة ما قبل تقديم قيادتنا السياسية للمبادرة التي انطلقت من موقع القوة”، مؤكداً إن “زمام المبادرة في المعركة الهجومية بأيدينا وليس بأيديهم”.

كما أعلن العاطفي إن قوات صنعاء في الجبهات الحدودية تقف على مشارف المدن الكبرى للسعودية، في إشارة إلى أن هذه القوات تنتظر إشارة البدء لشن أي هجوم محتمل قد تقرر صنعاء شنه ضد المدن السعودية إذا لم تستجب الرياض لمبادرة صنعاء وتوقف الحرب على اليمن، معقباً حديثه بأن أمام السعودية فرصة، في إشارة إلى مبادرة صنعاء الأخيرة، محذراً التحالف بالقول “العدو سيندم كثيراً إذا لم يستغل الفرصة”.

وفيما يبدو فإن الرياض قد فشلت في مفاوضاتها غير المعلنة مع صنعاء في انتزاع موافقة يمنية بإنشاء منطقة عازلة على الحدود اليمنية السعودية، وهو ما سبق ونشره “المساء برس” نقلاً عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات، ووفق المراقبين فإن هذا الفشل أدى بالسعودية إلى أن تباشر استئناف الهجمات في الجبهات الحدودية خاصة في عسير وجيزان بهدف إحراز تقدم ميداني باتجاه محافظة صعدة شمال اليمن.

وعلى الرغم من أن الرياض رمت بكل ثقلها العسكري لتحقيق هذا التقدم إلا أنها واجهت مقاومة شرسة من الجانب اليمني، الأكثر من ذلك أن الرياض تفاجأت بإشهار قوات صنعاء سلاحاً جديداً جرى صناعته محلياً – وفق تصريحات وزير الدفاع – في مجال الدفاع الجوي والذي تمكن من إسقاط مروحية أباتشي وطائرتي درون مقاتلتين فوق الأجواء الحدودية.

ويقول المراقبون إن تصريحات العاطفي جاءت كتهديد أخير للسعودية بأن استمرار تعاملها “السلبي” مع مبادرة صنعاء سيقود إلى أن تتخذ القيادة السياسية في صنعاء قراراً بشن هجوم كاسح على قوات التحالف ستكون القوات السعودية وأراضيها في مقدمة المستهدفين، كما يأتي التصريح ليؤكد أن زمام مبادرة السيطرة والتحكم بالمعركة ليس بيد التحالف وأنه بيد صنعاء وقواتها التي قال العاطفي إنها تقف على مشارف المدن الكبرى السعودية، وهو تحذير خطير للغاية توجهه صنعاء للسعودية إذ أن بالإمكان قيام القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء بشن هجوم كاسح يسقط المدن السعودية الجنوبية في أيام قليلة بيد قوات صنعاء.

ولعل هذا الهجوم قد يصبح أسهل وأسرع في ظل التصاعد اللافت لقوات صنعاء في مجال الدفاعات الجوية، فإذا كانت قوات صنعاء قد تمكنت من إنتاج منظومة دفاع جوي قادرة على إسقاط الطائرات الأباتشي المسماة “الدبابة الجوية” والتي تعتمد عليها الرياض أكثر من غيرها في معاركها مع قوات صنعاء في معظم الجبهات أكثر من اعتمادها على الطائرات المقاتلة كالإف 15 و16 والرافال ويورو فايتر، وقادرة أيضاً – المنظومة الجديدة – قادرة على إسقاط الطائرات الدرون المقاتلة، فهذا يعني أن صنعاء تمكنت من تحييد 70 – 80% من الغطاء الجوي للتحالف السعودي وهو ما يعني أن حركة أفراد قوات الجيش اليمني في حال شن أي هجوم ستكون حركتها سهلة، كون الطائرات المقاتلة لا يمكنها الهبوط إلى مستويات منخفضة جوياً خوفاً من استهدافها بذات المنظومة المنتجة محلياً، كما لا يمكن هذه الطائرات تحقيق أي فاعلية على أرض المعركة إذا ما كانت تحلق في مستويات عالية وإذا ما كانت الأهداف التي تريد ضربها هي مجرد أفراد مشاة بأعداد قليلة وليست أهدافاً بأحجام كبيرة يمكن تحديدها بسهولة وضربها كالأهداف الثابتة.

ويبدو أن الرياض لم يعد بيدها أي أوراق تستخدمها للمناورة مع صنعاء فالتطورات العسكرية التي شهدتها الجبهات الحدودية خلال الأشهر القليلة الماضية كشفت أن القدرات العسكرية اليمنية التابعة لصنعاء باتت أقوى بكثير مما كانت عليه بداية الحرب على اليمن إذ سبق أن تمكنت من الإيقاع بألوية بأكملها تابعة للتحالف في قبضتها وأسر مقاتليها بالآلاف واغتنام المئات من الآليات العسكرية التابعة للتحالف، هذا بالإضافة إلى العمليات العسكرية البرية الأخيرة التي نفذتها قوات صنعاء داخل العمق السعودي ولم يتم الإعلان عنها حتى الآن – بطلب سعودي – منها ما تم تسريبه كعملية التوغل جنوب السعودية والتي تمكنت قوات صنعاء فيها من قطع الخط الرابط بين عسير ونجران، وعمليات أخرى لا تزال طي الكتمان.

    اقرأ أيضاً: تهديدات هي الأكثر خطورة توجهها صنعاء ضد السعودية بعد مرور 50 يوماً على مبادرة صنعاء دون تجاوب حقيقي سعودي

https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2019/12/08/%d8%aa%d9%87%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%a8%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%86%d9%88%d8%b9%d9%87-%d8%aa%d9%88%d8%ac%d9%87%d9%87-%d9%88%d8%b2%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af/

قد يعجبك ايضا