لماذا صعدت صنعاء من تهديداتها العسكرية وأعلنت بنك أهداف عسكرية إسرائيلية
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
ما من شك أن التهديدات شديدة اللهجة التي أطلقها وزير الدفاع اليمني بحكومة صنعاء اللواء محمد ناصر العاطفي، جاءت رداً على تصريحات وزير الخارجية والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس والتي أعلن فيها صراحة عن وجود تعاون أمني بين تل أبيب والرياض، الأمر الذي اعتبرته صنعاء تأكيداً على مشاركة إسرائيل في الحرب على اليمن بشكل غير معلن، هذا بالإضافة إلى ما رصدته صنعاء من مشاركة جوية واستخبارية إسرائيلية في الحرب على اليمن خاصة في ذروة احتدام المعارك على الساحل الغربي لليمن جنوب البحر الأحمر العام الماضي.
تهديدات إسرائيلية جديدة تجاه اليمن بذريعة إيران
وأمس السبت صرح الوزير الإسرائيلي من إيطاليا لصحيفة “كوريير ديلا سيرا” على هامش مؤتمر حوار البحر المتوسط للسياسة الخارجية في روما، بتهديد إيران بضربة عسكرية إسرائيلية وجبهة سعودية إماراتية أمريكية ضد إيران إذا ما استمرت الأخيرة في المضي في برنامجها النووي، كاشفاً عن أن “اسرائيل تتواصل مع السعودية في المجال الأمني” وهدد “كاتس” إيران بـ”جبهة سعودية إماراتية أمريكية” حال تجاوزها ما وصفه بـ”الخط الأحمر”.
بالنسبة لإسرائيل فإن الخط الأحمر الذي تعتبره هو استمرار التهديد العسكري لدول الخليج المتحالفة معها، وفي ذلك إشارة إسرائيلية إلى الحرب على اليمن، والتي سبق أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو إن الهجمات العسكرية التي تشنها القوات اليمنية على السعودية رداً على قصفها اليمن وفرضها الحصار قال عنها نتنياهو إن إسرائيل تعتبرها تهديداً لأمنها القومي، معتبراً إن الصواريخ الباليستية اليمنية والطائرات المسيرة الهجومية التي تنتجها الصناعة الحربية اليمنية في صنعاء بأنها تهديد مباشر لإسرائيل، مرجئاً ذلك التهديد بأنه تهديد إيراني عبر من وصفهم بحلفائها جنوب البحر الأحمر، في إشارة إلى أنصار الله وقوات صنعاء.
وزير الخارجية والاستخبارات الإسرائيلي قال أيضاً للصحيفة الإيطالية إن “العمليات ضد السعودية وناقلات النفط” – في إشارة إلى الهجمات اليمنية على المنشآت العسكرية والاقتصادية السعودية والهجوم المجهول الذي استهدف ناقلات نفط سعودية وإماراتية في الخليج العربي – قال كاتس إنها تؤكد لهم أن “إيران لا تزال تشعر نفسها قوية”، مضيفاً إن “معلوماتنا الاستخبارية تقول إن إيران تنوي توجيه ضربة جديدة لدول الخليج ولهذا السبب فإن التهديد بالعقوبات التي فرضتها أمريكا غير كافٍ ويجب تهديدها عسكرياً أيضاً لهذا على الدول العربية والغربية أن تشكل ائتلافاً يردع إيران ويطلب منها وقف برامجها النووية ونحن إذا لزم الأمر سنضربها عسكرياً بشكل مباشر ولن نسمح لها بأن تستمر في تهديد السعودية وإسرائيل خاصة وأن لديها صواريخ باليستية طويلة ومتوسطة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية”، ووفقاً لتصريح كاتس فإن إسرائيل ستعتبر أي هجوم يمني مستقبلاً على السعودية في إطار الحرب المستمرة بأنه هجوم إيراني، وهو ما تريد إسرائيل استغلاله لشرعنة المشاركة العسكرية الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وبناءً على ما تعتبره إسرائيل تهديداً لأمنها فإنها تعتبر إن الحرب على اليمن جزء من الحرب على إيران، وبناءً على ذلك فهي تبني استراتيجيتها باعتبار اليمن – حكومة صنعاء – أداة عسكرية لدى إيران وتروج لاحتمال شنها ضربة عسكرية على اليمن باعتبار أن الأخيرة تملك صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل مباشرة وهذا ما سبق وروج له نتنياهو بنفسه.
ويرى مراقبون إن إسرائيل تريد أن تتخذ من الحرب على اليمن ذريعة لإشهار التعاون العسكري والأمني والاستخباري بينها وبين بعض دول الخليج على رأسها السعودية والإمارات، بذريعة مواجهة إيران.
الرد على التهديد الإسرائيلي يأتي سريعاً من اليمن البلد المعني
غير أن تصريحات الخارجية الإسرائيلية، سرعان ما وجدت رداً سريعاً من اليمن وبتهديدات أقوى وأكثر خطورة منذ بدء إشهار التقارب الخليجي الإسرائيلي وتبادل التهديدات بين صنعاء وتل أبيب.
تهديدات صنعاء التي جاءت على لسان وزير الدفاع محمد العاطفي والذي تحدث لصحيفة “المسيرة” في حوار أجرته معه يوم أمس ونشرته بعددها الصادر اليوم، شملت هذه المرة إعلان صنعاء بنك أهداف عسكرية استراتيجية إسرائيلية، مؤكداً أن هذه الأهداف العسكرية الإسرائيلية المرصودة هي “بحرية وبرية” واستعداد قوات صنعاء ضربها “إذا اتخذت القيادة القرار”، ما يعني أن صنعاء تمكنت من تطوير قدراتها العسكرية خاصة في مجال الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات بدون طيار ما يمكنها من الوصول إلى قلب الكيان الإسرائيلي وضرب تل أبيب مباشرة.
ولعل ما يؤكد هذه التهديدات اليمنية ضد إسرائيل هي المعلومات التي كشفها العاطفي في الحوار ذاته بشأن الصناعات الحربية اليمنية، حيث قال إن “الصناعات العسكرية اليمنية تمضي في سباق مع الزمن إلى درجة مذهلة ومستوى لا يقارن حتى مع الدول التي سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنين، وبخبرات وكوادر فنية يمنية خالصة”، كاشفاً عن قدرات تسليحية جديدة باتت تمتلكها اليمن حيث قال “نملك من القدرات التسليحية الجديدة والمتطورة ما يثلج صدور اليمنيين وما يرعب قوى الشر والعدوان … سيأتي اليوم الذي نعلن فيه بأن أجواء اليمن أصبحت محرمة على طيران العدوان”، مشيرا إلى أن “العمل جار لتحييد الطيران المعادي بنسبة 100%”.
رسائل يمنية مشفرة ضد الكيان الإسرائيلي
تهديدات العاطفي وتصريحه للصحيفة حملت الكثير من الرسائل المشفرة الموجهة مباشرة للكيان الإسرائيلي، ففي حديثه عن أن “الصناعة الحربية أنجزت تقنيات حديثة أكثر تطوراً مما يعتقده العدو”، رسالة واضحة إلى إسرائيل التي سبق أن نشرت على وسائلها الإعلامية تحليلات لمراكز دراسات إسرائيلية وتصريحات قادة عسكريين إسرائيليين بأن المعلومات التي لديهم تؤكد بأن “الحوثيين” طوروا وأنتجوا أسلحة استطاعوا بها ضرب السعودية لكن هذه الاسلحة لا تستطيع الوصول إلى إسرائيل وضربها، وبتصريحات العاطفي يتبين أن الرسالة كانت موجهة لإسرائيل بأن المعلومات التي لديكم أصبحت قديمة ويجب تحديثها وأن اليمن بات بإمكانه ضرب إسرائيل براً أو بحراً.
رسالة أخرى قصد بها العاطفي تحذير إسرائيل وردت أثناء الحديث عن البحر الأحمر والقوة البحرية، فالقيادة العسكرية في صنعاء تدرك مدى المطامع والمحاولات الإسرائيلية الحثيثة لوضع قدمها على جنوب البحر الأحمر وباب المندب بعد أن تمكنت من بسط هيمنتها على شماله عبر مصر والسعودية على مدى السنوات والعقود الماضية ومؤخراً عبر تسليم جزيرتي تيران وصنافير المصريتين للسعودية، وهما الجزيرتان اللتان تمثلان المدخل الرئيسي لمضيق العقبة وبامتلاك السعودية لهاتين الجزيرتين فمعنى ذلك أن تل أبيب هي من ستتحكم فيهما وتتحكم بشمال البحر الأحمر، ولم يبق لإسرائيل إلى الهيمنة على جنوبه وباب المندب.
وباختصار فإن حديث العاطفي عن أن القوة البحرية اليمنية باتت تمتلك قدرات عالية في حماية المياه الإقليمية اليمنية وأنها تمتلك من الأسلحة والمنظومات ما يجعلها قوة بحرية فاعلة في المنطقة، فمعنى ذلك أن إسرائيل إذا كانت تضع في استراتيجيتها الهيمنة على جنوب البحر الأحمر وباب المندب من خلال اتخاذ محاربة إيران كذريعة لذلك للتدخل في اليمن، فإن عليها أن تضع في اعتبارها أن اليمن بات يمتلك قوة بحرية فاعلة في المنطقة وليس فقط المياه الإقليمية اليمنية.
اقرأ بشأن المشاركة العسكرية الإسرائيلية في الحرب على اليمن
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2019/11/15/%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d9%81%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86/
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2019/11/15/%d8%a7%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d9%84%d9%80%d9%86%d8%aa%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d9%88%d9%88%d9%81%d8%af-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a-%d8%b1%d9%81%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85/
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2019/08/07/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D9%81-%D8%A8%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84/?fbclid=IwAR1FBLBXB68b3izkW_x0SOISL_kNWhxok-0QwZN1YLDNkHS4PCxMHYTUrVU
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2018/08/02/%d8%aa%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%ad-%d8%b1%d8%b3%d9%85%d9%8a-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%aa%d8%af%d8%ae%d9%84-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ae%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d9%81/
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2019/11/15/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%B9/