فيما بن علوي يدعو من طهران لحوار إقليمي وخفض التوتر باليمن.. صنعاء جاهزة لأي سيناريو
-
صنعاء – طهران – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
دعا وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى عقد مؤتمر شامل لجميع دول المنطقة (الخليج وإيران) للحوار والتفاهم، كما دعا إلى خفض التوتر في اليمن لما فيه مصلحة أمن الخليج بالكامل.
وقال بيان للخارجية الإيرانية إن بن علوي الذي زار اليوم العاصمة الإيرانية طهران ناقش مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف “مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية”، وكانت وسائل إعلام دولية بينها “وكالة الأناضول” قد قالت أمس إن زيارة بن علوي لطهران تأتي لبحث ملف مبادرة هرمز للسلام التي تقدمت بها طهران ووضعتها على طاولة دول الخليج لإنهاء التوتر في المنطقة، وهو ما يشير إلى أن الرياض وأبوظبي رضختا لمبادرة السلام.
ودعا بن علوي خلال الزيارة إلى “عقد مؤتمر بين دول منطقة الخليج بمشاركة إيران لحل الخلافات القائمة”، مضيفاً إن المنطقة بحاجة إلى المزيد من الحوار والتفاهم، وفيما يخص اليمن، اتفق بن علوي مع ظريف بأن “على جميع الأطراف ضرورة خفض التوتر في اليمن لما فيه مصلحة دول الخليج أولاً”، في إشارة إلى أن أي تصعيد للتحالف في اليمن قد يعود بعواقب وخيمة على دول المنطقة ككل.
زيارة بن علوي إلى طهران تأتي بعد أيام قليلة من زيارة قام بها إلى واشنطن والتقى بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وهناك صرح بن علوي بأن “أزمة اليمن تنتهي مع قرب نهاية الحوار السياسي مع حكام صنعاء والتحالف”، وبعد لقائه مع بومبيو صرح بن علوي بأن “هناك تواصل وتطور نشعر بأنه إيجابي فيما يتعلق بالمشاورات والوساطات بين الرياض وصنعاء، هناك رغبة سعودية أكيدة تقابلها رغبة مماثلة من قادة أنصار الله للذهاب إلى الأمن والسلم والاستقرار”.
وفي حوار أجرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أثناء زيارة بن علوي لواشنطن، قال وزير الخارجية العماني فيما يخص الملف اليمني بأن “هناك رغبة من كل الأطراف بأنه قد حان الوقت لحل هذا النزاع وإنهاء العنف والدمار”.
وأضاف بن علوي بأن هناك الكثير من أوراق القوة التي تملكها صنعاء بقيادة أنصار الله “الحوثيين” وأيضاً أوراق القوة التي تملكها السعودية للتوصل إلى خارطة طريق تفضي إلى اتفاق شامل ونهائي ينهي النزاع في اليمن، مشيراً إلى أن هناك تفاؤل بأن “العام القادم سيشهد تطورات إيجابية في الملف اليمني وسيكون أفضل من سابقه وسيشهد انفراجاً تدريجياً”.
ويرى مراقبون إن استمرار التحركات العسكرية للتحالف السعودي خاصة في المناطق الحدودية بالإضافة إلى التقارب السعودي الإسرائيلي وتطابق إعلان مخاوف الطرفين من القوة العسكرية التي باتت تملكها حكومة صنعاء وما صاحب ذلك من تطابق في الخطاب الإعلامي، يشير إلى أن الرياض تتعامل مع الملف اليمني بدون استراتيجية حيث تغير مواقفها بين الحين والآخر تارة بالتصعيد وتارة بالتهدئة.
وأشار المراقبون المتابعون لتطورات الأوضاع العسكرية من جهة والتحركات في المنطقة على المستوى الدبلوماسي من جهة ثانية إلى أن الرسائل العسكرية التي يوجهها اليمنيون بين الحين والآخر إلى التحالف السعودي خصوصاً والمجتمع الدولي المهتم عموماً تأتي في سياق الرد على تقلبات المواقف السعودية المضطربة والتي لم تثبت بأنها جادة في سيرها نحو إنهاء الحرب في اليمن ورفع الحصار على اليمنيين.
كما أن زيارة بن علوي لطهران تأتي بعد قيام نائب وزير الدفاع السعودي وشقيق ولي العهد الأمير خالد بن سلمان والذي تولى مؤخراً الملف اليمني، بزيارة إلى مسقط في نوفمبر الماضي، خُصصت لبحث الملف اليمني مع عُمان بالإضافة إلى التركيز على ملف محافظة المهرة اليمنية الحدودية مع عمان والتي تتواجد فيها القوات السعودية، وسط أنباء شبه مؤكدة أفادت أن الوفد السعودي التقى أيضاً بقيادة وفد صنعاء المفاوض المتواجد في مسقط.
صنعاء مستعدة لأي سيناريو
يرى مراقبون إن العملية التي تمت في البحر الأحمر من خلال حجز قوات خفر السواحل الأمنية اليمنية لثلاث قطع بحرية أجنبية اخترقت المياه الإقليمية اليمنية دون إذن مسبق ومن ثم الإفراج عنها بعد أن تبين أنها لم تكن سفناً معادية واضطرت للجوء إلى مياه اليمن هرباً من عواصف البحر الأحمر كادت تغرق هذه القطع، والإعلان الأخير عن تطوير قدرات الدفاعات الجوية اليمنية وإضافة تقنيات جديدة إلى المنظومة التي سبق وأعلنتها قوات صنعاء للتصدي لطائرات التحالف – خاصة طائرات الدرون المتطورة كالأمريكية والصينية – يرى مراقبون هذه التطورات بأنها رسائل سياسية وعسكرية للتحالف السعودي الإماراتي من جهة ولدول العالم المستفيدة من المياه الدولية في البحر الأحمر وباب المندب من جهة ثانية، مفادها أن صنعاء مستعدة لأي سيناريوهات مختلفة قد يعمل على تنفيذها التحالف السعودي في اليمن (سلماً أو حرباً).
هذا بالإضافة إلى أن تلك الرسائل أتت رداً على التلميحات التي بدأ الكيان الإسرائيلي ينشرها تباعاً بشأن المخاطر التي تتهدد أمن إسرائيل القومي القادمة من اليمن، وهو ما فُهم في صنعاء بأنه تمهيد لإعلان المشاركة الإسرائيلية في الحرب على اليمن إلى جانب التحالف السعودي، الأمر الذي استلزم من صنعاء الرد على تلك التلميحات عبر التصريحات المباشرة والتي بدأ بها زعيم أنصار الله وتلتها القيادة السياسية لسلطة صنعاء ووزارة الدفاع وعملياً من خلال التطورات العسكرية الأخيرة التي شهدها البحر الأحمر من جهة وإسقاط قوات صنعاء مروحية أباتشي أمريكية تابعة للتحالف السعودي وتلاها إسقاط طائرة مسيرة صينية من طراز (وينج لونج) المقاتلة، باستخدام صاروخ أرض جو دفاع جوي تمكنت القوات العسكرية اليمنية التابعة لصنعاء من إنتاجه داخل اليمن وتعمل حالياً على تطوير المنظومة تقنياً.