يساريون ارتموا بأحضان الاحتلال وبقي “باذيب” صامداً في صنعاء
أحمد الحبيشي – وما يسطرون – المساء برس|
عندما كنت طالبا في المرحلة الإعدادية قبل الإستقلال كان البعثيون يهاجمون القائد اليساري الوطني الكبير عبدالله باذيب ، وهو أول من رفع شعار (نحو يمن حر ديمقراطي موحد) وأحد أبرز مؤسسي التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية والحزب الإشتراكي اليمني لاحقا ، ويصفونه بانه كان (مداحا) للإمام أحمد..!!
كنت حينها من صغار الناشطين المبتدئين في الحركة الطلابية المناهضة للإستعمار ، ومن المعجبين بمقالات الأستاذ عبدالله باذيب في الصحف العدنية ، فأزعجني وصف البعثيين لباذيب بأنه من مداحي الإمام احمد.
قبل وبعد الإستقلال تعرفت على الأستاذ عبدالله باذيب وتكررت لقاءاتي به في عدن وبغداد حتى أصبحت من تلاميذه ومريديه.. فسألته عن رأيه في وصف (مداح الإمام احمد) الذي كان البعثيون يطلقونه عليه..؟
قال لي ان البعثيين غيروا رأيهم في الإمام احمد بعد الثورة عليه ، وأدركوا انهم كانوا خاطئين في الموقف ضد الإصلاحات التي بدأ الإمام أحمد في تنفيذها ، والمراهنة على الجناح الٱخواني في حركة الأحرار اليمنيين والتحالف معهم.
أتذكر أن يسار الجبهة القومية قبل وبعد حركة ٢٢ يونيو ١٩٦٩ باستثناء عبدالفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد كان يشكك بيسارية عبدالله باذيب ، وجاء العدوان السعودي الإماراتي الأميركي الصهيوني على اليمن ، ليكشف معادن الذين كانوا يهاجمون باذيب من اشباه اليساريين بعد أن ارتموا في أحضان قوى العدوان والإحتلال ، وأصبحوا يتسولون أمام أبواب أمراء وشيوخ النفط..!!
اجمل ما سمعته من عبدالله باذيب رضي الله عنه في الرد على منتقدي موقفه من الإمام أحمد رضي الله عنه ، أن التاريخ يتكرر عندما تتم قراءته وكتابته من زاوية واحدة فقط، وحين يتكرر التاريخ تتكرر أخطاؤه ويصبح احيانا ملهاة وفي نهاية المطاف مأساة.
لكن المناضل ابوبكر باذيب بقي في صنعاء يرفض الغزو والعدوان والإحتلال، ويصارع العوز والفاقه والمرض، ولايزال متمسكا بمبادئ وأفكار شقيقه ومعلمه الأكبر عبدالله عبد الرزاق باذيب.
المصدر: من حائط الكاتب على صفحته الشخصية بالفيس بوك