السفير الإماراتي ينافس السعودي في سلب سيادة اليمن .. وصنعاء تكسب الرهان دبلوماسيا
تحليل-هاشم يحيى -المساء برس| بالأمس التقى السفير السعودي محمد آل جابر بالمبعوث الألماني إلى اليمن في صورة استفزازية ، بعد أن كشف عبدالله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الإعلامية التابعة للقوات المسلحة بصنعاء كيف كان السفير السعودي صالح الهديان يحدد مسار حياة الشعب اليمني في كل تفاصيلها، وإشرافه مع قيادات المملكة على قتل مستقبل اليمن باغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.
لقاء آل جابر بالمبعوث الألماني يعتبر إعلانا مباشرا بانتقال السلطة والقرار بشكل كامل إلى يد السفير السعودي بشكل رسمي بعد التوقيع على اتفاق الرياض وإعلانا واضحا بأن هادي لم يعد إلا برواز لما يسمى بالشرعية المتمثلة بالرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي ومعبرا لتنفيذ الأجندة السعودية في اليمن.
غير أن الإمارات لديها رأي آخر ، فهي أيضا لم ترضى بأن تنفرد السعودية بالقرار اليمني وبخيرات اليمن، وهذا ما تجسد واقعا على الأرض اليمنية بتبني الإمارات لما يسمى بالمجلس الانتقالي وقوات طارق محمد عبدالله صالح، وإمبراطورية أحمد علي عبدالله صالح التجارية، التي ومن خلالها تمرر الإمارات صفقاتها المشبوهة التي تتحرج الإمارات أن تشارك فيها حفاظا على سمعتها واقتصادها، وبغطاء هذه الإمبراطورية التجارية التابعة لأحمد علي عبالله صالح تتم عمليات غسيل الأموال بعيدا عن الإمارات في نقاط مختلفة من العالم.
ومن تلك العمليات التي كشفت مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية عمليات غسيل أموال على يد خالد علي عبدالله صالح ورفيقه عبد الحافظ السمه ( رئيس شركة كمران السابق ) المحتجزان لدى الأجهزة الأمنية الكورية منذ يومين بتهمة غسيل الأموال والتلاعب بمستندات بنكية.
اللافت في الأمر أن أن السفير الاماراتي لدى جمهورية كوريا الجنوبية عبد الله سيف النعيمي قام بزيارة وزيرة الخارجية الكورية كانغ كيو وها وطالبها بسرعة الإفراج عن المتهمين، وهو ما وقف عنده الكثير من المحللين، حيث لم يتحرك السفير اليمني لدى سيول وهذا ما ردت به وزير الخارجية الكورية الجنوبية مطالبة برد من الحكومة اليمنية على الأمر باعتبار المحتجزين يمنيين وليسوا إماراتيين.
محللون ذهبوا بعيدا عن القضية التي يتم تداولها بشكل واسع حول التهم الموجهة لنجل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح أحمد وأخيه خالد، حيث ركزوا على موضوع تحرك السفير الإماراتي وعدم تدخل السفير اليمني، لدى سيول، مؤكدا بذلك انهيار الدبلوماسية التابعة للشرعية والتأكيد على أنه لم يعد منها سوى المقار والمكاتب والموظفين في مختلف عواصم العالم ولم ير اليمنيون منها سوى الفضائح المخزية، مع عدمية الفائدة منها على كل المستويات الدبلوماسية والتجارية والثقافية.
وفي المقابل ومع كوريا الجنوبية أيضا عززت صنعاء من مكانتها السياسية والدبلوماسية عندما أفرجت عن السفن الكورية الجنوبية المخالفة، والتي دخلت المياه الإقليمية اليمنية مكتفية بقبول الاعتذار وأخذ تعهدات طواقمها بالاحترام الكامل لسيادة الجمهورية اليمنية.
وكان السفير الكوري الجنوبي، باك وونج تشول، أعرب عن شكر بلاده للمجلس السياسي الأعلى في اليمن ، عقب الافراج عن السفن الكورية المحتجزة هناك.
وأكثر من ذلك اعتماد القيادي في أنصار الله إبراهيم الديلمي سفيرا يمنيا لدى إيران واللقاءات التي أجراها مع دبلوماسيين أوروبيين وكذلك التحركات المكوكية لناطق أنصار الله ورئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام، كاسرا العزلة التي عانت منها صنعاء لفترة ليست بالقصيرة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن صنعاء تخطو بشكل متواز على جميع المسارات التي تعزز من ثقة المحيط القريب والبعيد بها.
حتى وإن تم غض النظر عن النجاحات الميدانية لصنعاء على الرغم من تأثيرها سياسيا فإن نجاحات صنعاء الدبلوماسية والإخفاقات الكارثية للشرعية في ذات الإطار ووفقا لما يتم التأكيد عليه عبر المواقع الإخبارية من أن هناك جدية في إيجاد حل شامل للصراع في اليمن يشمل صنعاء، فإن الكفة الراجحة لن يكون تحركها باتجاه الشرعية مطلقا.