#تطبيع لايك!
-
أحمد عارف الكمالي – وما يسطرون – المساء برس|
على قدم وساق يجري حاليا تسويق الكيان الصهيوني المحتل إلى المجتمع العربي بصورة سطحية، لاتكتفي بتحييده من خانة العدو للأمة فقط، وإنماتقدمه إلى مرتبة الصديق الذي يؤسف على تورط الأمة في معاداته وتسرعها في إصدار أحكامها الظالمة عليه !.
وهنا لا أقصد مستنقعات التطبيع مع الأنظمة والتي لم تبدأ في كامب ديفيد وإنما بدأت في تأسيس ممالك ودول وظيفتها قبل كل شيء وبعد كل شيء التطبيع مباشرة أوغيرمباشرة، ولن تنتهي بتبادل وفود الأنظمة الخليجية الأحضان مع كل مايهب ويدب من إسرائيل، وإن كان الحديث يدور في نفس الموضوع ويرتبط به بشكل متسلسل ومخطط.
وإنما أقصد عشرات الصفحات في وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها من وسائل الاتصال، والتي تشتغل وتخاطب وتسعى للوصول إلى كل نفسية عربي، لتكسر حاجز العزله والعداوة على الكيان في صدره، وتستكمل مشروع امتداد إسرائيل في جمجمته قبل أرضه ، مستغلة وموظفة للتناقضات والصراعات الموجودة والأوضاع الاقتصادية والإجتماعية التي تمر بها الأمة، والقصر الثقافي وضبابية التفكير عند قطاعات واسعة منها، ومستخدمة وسائل بسيطة ومؤثرة وغير مكلفة، بعملية تطبيع جاز أن نسميها “تطبيع لايك !”
والهدف هو أن تتحول إسرائيل من المحتل، الغاصب، المدنس للمقدسات، و المجرم والعدواني و الخطير…، إلى إسرائيل تتكلم العربية، وتعلق في الفيسبوك كشاب أصوله يمني وتغرد بتويتر كفتاة مغربيه وتلعب التنس في قطر، وتسكر في بارات دبي وتحتفل بمطاعم البحرين، وتجادل في شاشات الإعلام النفطيه !!
حتى تترسخ أكثر في نفسياتنا إسرائيل التي يجب أن ندعها وشأنها، ومالنا طاقة بها، وعائشين أفضل مننا، والجميع متفق معها، وصعب الوصول لها، وهكذا وهكذا…، وهذه هي حقيقة وجوهر مايسمى ب”صفقة القرن”.
صفقة القرن التي لاتستهدف التنسيق مع الدول بالدرجة الأولى وإنما تستهدف النفاذ إلى المجتمعات، بحملات مخططه تقوم بها وحدات متخصصة في مخابرات وجيش الكيان للتسويق والدعاية للعدوا وتقديمه بصورة ورديه.
وبكل بلاهة ينجر بعض الدهماء لترديد قصص تثني وتمدح صهيوني عاش كيهودي في اليمن ومازال يغني أغنية يمنيه بينما أنتم لا تعرفون بقيمة الفن اليمني!!!
واحد يطلع يقول ناطق جيش إسرائيل يبارك علينا العيد،يااااه والرومنسية !!!
ولي ينشر كلامه وهو ينشر آيات وأحاديث وكلام، ويعقب عليه شفتم أنه يتكلم من كتب السنة، يووووو والفعلة ….. !!!
وعشرات الصفحات والأخبار التي يتناقلها البعض دون أن يكترث او يتوقف عن أهدافها، والتي ليست بالضرورة ما تحمله من رسائل وإنما بالأساس استقبالك وترحابك وتعاملك مع الرسالة ذاتها كرسالة من إسرائيل الوردية !!
كل هذا يأتي بعد فترة من استهداف هوية الأمة العربية ومثلها وقيمها وتسفيه أحلامها والتقليل من نضالاتها، في وسط الوعي العربي وبالأخص عند شريحة الشباب، مستثمرين على التغييب الثقافي والفقر المعلوماتي والتسطيح المهين للقضايا، والاسترجاع الانتقائي من التاريخ، والتوظيف المدروس لكل المشاكل والأزمات بشكل يخدم إسرائيل التوسعية، وكذلك يجري بالتزامن مع خلق أعداء للأمة وإشغالها بقضايا فرعيه وهامشية وحروب ضروسة لكل من يقف أو يقاوم الكيان الصهيوني.
ولذلك لابد بأن يكون هنالك استراتيجية مدروسة وخطاب واعي ونبذ لكل أشكال الفرز والتفريق الطائفي والعرقي والمناطقي، ونباهة متواصه وعدم تساهل مع كل خطاب أو خطوه تأتي أو تخدم مشروع توسع إسرائيل الورديه في عقولنا ، ولكي نكون أوفياء مع قضيتنا ومظلوميتنا،وأوفيا مع الدماء التي تخضب الساحات والميادين في كل ساحات المقاومة بالمنطقة، وحتى لانكون سخفاء وبلهاء بشكل يثير الأسى لا الشفقة.