بالوثائق.. صنعاء تتهم منظمات تابعة للأمم المتحدة بإهدار أموال المانحين المخصصة لإغاثة اليمنيين
صنعاء – المساء برس| تواجه منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن انتقاداً لاذعاً موجهاً من حكومة صنعاء التابعة للمجلس السياسي الأعلى، بسبب تفشي الفساد في عمل المنظمات وتبديد أموال المانحين المقدمة من المجتمع الدولي والتي يفترض أن يتم إنفاقها لصالح إغاثة الشعب اليمني في ظل الحرب التي تواجهها اليمن منذ ما يقارب الـ5 أعوام من قبل التحالف السعودي المدعوم غربياً.
بشكل مباشر اتهم عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي المنظمات الدولية العاملة في اليمن بالتلاعب بأموال المانحين وعدم قبول المنظمات لتخصيص هذه الأموال لما يخدم المواطن.
وكشف الحوثي عن جانب واحد من جوانب الفساد الممارس من قبل العاملين بالمنظمات الدولية في اليمن، قائلاً “هناك مشروع بسكويت تغذية للأطفال تم تحديد أجور نقله داخليا بـ12 مليون دولار، بالإضافة لمشروع آخر قُدم لشراء عكازات بمنحة قدرها 12 مليون يورو، فيما لم تتجاوز قيمة العكازات 100 ألف دولار، والباقي قدمتها المنظمة الدولية نفقات لها”.
كما ضرب الحوثي مثالاً آخر للفساد الممارس بعمل المنظمات العاملة باليمن، حيث قال إن “مشروعان لرسالتي توعية عبر الهاتف بمبلغ 600 ألف دولار مخصصة لمحافظة واحدة ولمر واحدة فقط تحمل إحداهما رسالة (اغسلوا أيديكم بعد الأكل)، والرسالة الأخرى (اغسلوا أولادكم عند تبديل الحفاظات). والقائمة مليئة بمشاريع الاستنزاف للمال، وتوجد أدلة توضح ذلك”. في إشارة إلى أن عمليات الفساد التي تصاحب أداء المنظمات الدولية باليمن موثقة لدى سلطات صنعاء بالأدلة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها سلطات صنعاء عن الفساد الممارس من قبل المنظمات الدولية، إذ سبق أن شنت السلطات حملات وقادت احتجاجاً رسمياً وجهته لهيئة الأمم المتحدة ضد المنظمات الإغاثية التابعة لها والعاملة في اليمن، تتضمن تبديد أموال المانحين وعدم توجيه المساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الرئيسية والأولويات كتجاهل تقديم المساعدات المنقذة للحياة في مقابل إنفاق الأموال على برامج ثقافية لا يحتاج إليها اليمنيون في ظل الظروف التي يعيشونها منذ بداية الحرب والحصار وحتى الآن.
كما تتضمن الحملات المنظمة ضد فساد الأعمال الإغاثية الدولية في اليمن، كشف المساعدات الغذائية الفاسدة التي تقدمها المنظمات إلى اليمن لتوزيعها على المواطنين والتي تسببت في كثير من الأحيان في فقدان مئات المستفيدين لأرواحهم، الأمر الذي استدعى من قيادة السلطة في صنعاء تشكيل هيئة تتبع رئاسة الجمهورية تعمل على تنسيق أعمال المنظمات والرقابة على أدائها وعلى برامجها الإغاثية وطبيعة المواد المقدمة وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
صنعاء للأمم المتحدة: كفى ذرفاً للدموع
في هذا السياق أيضاً طالب وزير الصحة بحكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء الدكتور طه المتوكل، الأمم المتحدة بإيضاح مصير أموال المانحين والمساعدات المقدمة للشعب اليمني، متهمًا المنظمة بإهدار الأموال وإنفاقها على خدمات لا تعني اليمنيين، حسب وصفه.
وقال الدكتور المتوكل أثناء كلمة ألقاها السبت بمستشفى السبعين بمناسبة يوم الطفل العالمي، “لا نطالب في اليوم العالمي للطفل الأمم المتحدة بألعاب وترفيه، بل نطالب بحضانات للأطفال حتى يأخذوا حقهم في الحياة”، وأضاف “في اليوم العالمي للطفل، ندعو إلى تسيير جسر جوي لإنقاذ الاطفال الجرحى والمصابين بالأورام وجميع الأمراض المهددة لحياتهم بالموت”.
وخاطب المتوكل الأمم المتحدة بالقول “كفى ذرفاً للدموع عند مشاهدة أطفالنا يقتلون ولا نرى المصداقية في تقاريركم الدولية أو دعما يستحقه هذا الوضع المأساوي”، مؤكداً أن “الأمم المتحدة لم توفر إلى اليوم طائرة لإنقاذ المرضى المحتاجين للعلاج في الخارج”.
وسبق أن وعدت الأمم المتحدة بتشغيل جسر جوي يومي ينقل أهم الحالات الحرجة التي تحتاج للعلاج خارج اليمن بعد أن وقعت عقداً رسمياً مع قيادة السلطة في صنعاء، إلا أن تسيير الجسر الجوي لم يتم تنفيذه حتى اليوم، رغم أن الاتفاق مضى عليه عدة أشهر، في حين يبدو أن الأمم المتحدة لم تستطيع انتزاع موافقة التحالف السعودي لتشغيل الجسر الجوي الأمر الذي دفعها إلى طلب تأجيل تسير الجسر الجوي الطبي أكثر من مرة.