لماذا يعرقل الإصلاح تنفيذ “اتفاق الرياض” ولماذا اختار شبوة لإرباك السعودية؟
تعمل الرياض على تجهيز ملفات إدانة ضد قيادات الإصلاح في الشرعية (فساد، نهب، مجازر)
-
عدن – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
يرى مراقبون إن حزب الإصلاح عمل منذ ما قبل التوقيع على اتفاق الرياض بين الشرعية والانتقالي في الرياض في 5 نوفمبر الجاري، على تهيئة الأرضية لعدم تطبيق الاتفاق، أو على الأقل عدم تطبيق البنود المتعلقة بإعادة انتشار القوات التابعة له وللشرعية وما يقابلها من فعل مماثل من الانتقالي.
الأحداث والمواقف التي تتوالى يوماً بعد آخر منذ إعلان التوقيع على الاتفاق وحتى اليوم تشير إلى أن هناك طرفاً يمنياً تابعاً للتحالف يدرك جيداً أن اتفاق الرياض تمت صياغته وتكييفه بحيث يكون هو المستهدف الرئيسي فيه، ولهذا فإن الطرف الخاسر في اتفاق الرياض هو الذي من مصلحته إفشال الاتفاق وإفشال أصحاب الاتفاق الرئيسيين.
مؤخراً شهدت محافظة شبوة تحركات عسكرية كبيرة بين الإصلاح والانتقالي، ورغم أن الانتقالي لا يحظى بقاعدة شعبية كالإصلاح هناك، إلا أن مصدراً قبلياً رفيعاً أكد لـ”المساء برس” أن الحزب ومسلحيه التابعين لـ”الشرعية” حاولوا قدر المستطاع استفزاز الانتقالي وقوات النخبة الشبوانية وبعض رموزها.
وأشار المصدر القبلي أن تحركات الإصلاح وممارساته كانت غير مبررة وغير منطقية، وأضاف “شعرنا أن الإصلاح يريد إحداث بلبلة في شبوة حيث عمل على مداهمة منازل بعض الشخصيات المعروفة أو المجندين التابعين للانتقالي – النخبة الشبوانية -، لكنه الإصلاح بذلك يُفقد الشرعية المزيد من مؤيديها ويدفع بالمجتمع المحلي إلى أمرين الأول رفع الراية البيضاء لصنعاء والحوثيين وقيادتهم والثاني اختيار الاتجاه نحو الانتقالي وقياداته رغم مساوئه وتبعيته وانبطاحه للتحالف السعودي”.
اختار الإصلاح شبوة لاحتفاظه فيها بقاعدة شعبية قليلة مقارنة بمحافظات أخرى لكنها مقارنة بقاعدة الانتقالي الجنوبي تعتبر قاعدة الإصلاح في شبوة أكبر منها ولهذا اعتبر شبوة منطقة مناسبة لإثارة الوضع عسكرياً هناك بهدف إشغال السعودية عن السير في إجراءاتها الهادفة إلى تقليص الإصلاح ونفوذه عسكرياً ومدنياً وسياسياً في اليمن.
انتقاماً لتخليها عنه.. الإصلاح في مهمة إفشال السعودية جنوب اليمن
ومن المتوقع أن يفعل الإصلاح المستحيل لإفشال “اتفاق الرياض” فذلك يعني له الكثير، على الأقل، إفشال الاتفاق معنوياً، إذ أن الهدف الرئيسي للإصلاح هو إفشال السعودية في الجنوب، ومن خلال عرقلة تنفيذ الاتفاق وإشعال فتيل الصراع هنا وهناك يكون الحزب قد قطع شوطاً في إظهار السعودية بأنها فشلت فيما خططت لتنفيذه عبر اتفاق الرياض، وبالتالي إظهار الرياض أنها عامل معرقل في اليمن وليست عاملاً مساعداً للحل وإنهاء الصراع.
ورغم أن ما يهدف لإثباته الإصلاح بشأن السعودية (أنها عامل معرقل وليست عامل مساعد) هو حقيقي وصحيح، إلا أن مراقبين يرون أن الحزب لا يسعى لذلك دفاعاً عن المحافظات الجنوبية أو من باب مواجهة المخطط السعودي جنوب اليمن، بل إن الإصلاح يفعل ذلك للانتقام من السعودية بأي شكل من الأشكال، انتقام يراه مراقبون أنه يأتي رداً على اتخاذ السعودية قراراً موحداً مع الإمارات يقضي بإعادة تحجيم حزب الإصلاح إلى أدنى مستوى بمقابل ذلك سيحظى الانتقالي (الأداة الجديدة للسعودية) بنصيب الأسد في بلاط حكام الرياض.
وحتى على مستوى المجتمع الدولي تعمل الرياض على إقناعهم بضرورة الاستغناء عن الإصلاح وعن عدد كبير من الشخصيات التي تمثل “سلطة الشرعية”، وقد بدأت تتحرك في هذا الجانب مع الأمم المتحدة بشكل رئيسي، بالإضافة إلى أن السعودية بالتعاون مع الإمارات تجهز ملفات إدانة لقيادات في الشرعية، بينها تهم فساد ونصب واحتيال وسرقة المال العام وارتكاب مجازر إنسانية فيما يخص بعض القادة العسكريين.
كما أضاف المراقبون إن الإصلاح سبق أن عرض على السعوديين بشكل مباشر وغير مباشر تقديم المزيد من التنازلات وعرض قادة الإخوان المتواجدين في الرياض تمكين السعودية أكثر من القرار اليمني شريطة إلغاء المجلس الانتقالي نهائياً وعدم الاعتراف به أو تمكينه من أي دور قادم، إلا أن رغبات ورؤية محمد بن زايد ولي العهد الإماراتي وجدت طريقها بشكل سريع إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودفعته لتجاهل عروض الإصلاحيين المغرية، كما أن الانتقالي عمل أيضاً على تطمين السعوديين، إذ سبق أن خطب نائب رئيس المجلس هاني بن بريك بأن الجنوبيين سيكونون البندقية القاتلة التي يوجهها “الملك سلمان ملك الحزم والعزم” حسب وصفه، حيثما يشاء ومتى ما يشاء.