تقرير يكشف كيف يتم تهريب النفط الخام من مأرب وشبوة ومافيا التهريب “مسؤولون وعسكريون بالشرعية”
صنعاء – متابعة خاصة – المساء برس| بعد الاطلاع على ما سيرد في طي هذا التقرير سيتبين للقارئ اليمني لماذا لا يريد حزب الإصلاح وقيادات حكومة الشرعية خاصة العسكريين وقف الحرب على اليمن ويسعون باستمرار لاستمرار الحرب على اليمن على الرغم من أن استمرارها لم يمكنهم من العودة لحكم اليمن، لكن استمرار الحرب يعني لهم ما هو أكثر فائدة وربحية من حكم اليمن.
وأن يعني توقف الحرب في اليمن والتوصل لحل سياسي يضم الجميع في سلطة واحدة توقف عشرات الملايين من الريالات من التدفق يومياً من عائدات بيع النفط الخام اليمني عن طريق تهريبه للخارج، فهذا يعني أن من يستفيدون من هذه المليارات التشبث باستمرار الحرب وعدم إيقافها بأي ثمن.
هذا ما يكشفه تقرير للصحفي المتخصص بالشؤون الاقتصادية رشيد الحداد نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية، والذي سلط الضوء على عملية النهب المنظّمة التي يتعرض لها النفط الخام اليمني بمناطق سيطرة “الشرعية” والتحالف السعودي الإماراتي، والتي تصاعدت في الآونة الأخيرة.
لصوص الشرعية يسرقون 300 ألف برميل نفط شهرياً
وفقاً للمعلومات التي نشرها التقرير فإن كميات النفط المهرب بلغت 300 ألف برميل شهرياً، مؤكداً إن عمليات التهريب ترعاها القيادات التابعة للرئيس هادي وتتولى حمايتها مليشيات تتبع الفريق علي محسن الأحمر، وحزب الإصلاح.
وتطرق التقرير إلى ما ورد في كلمة زعيم أنصار الله “الحوثيين” عبدالملك الحوثي أثناء احتفالات اليمنيين بالمولد النبوي الشريف، بشأن تعرّض النفط اليمني في المحافظات الجنوبية والشرقية لعملية نهب منظّمة، “مُقدِّراً حجم النفط الذي تمّت سرقته خلال خمس سنوات من العدوان بأكثر من 120 مليون برميل في محافظات مأرب وشبوة وحضرموت، والتي تنتج يومياً أكثر من 72 ألف برميل من النفط الخام، وأشار إلى أن إجمالي الإيرادات التي خسرها الشعب اليمني بسبب العدوان بلغت 12 تريليون ريال كانت كافية لصرف رواتب موظفي الدولة لمدة 12 عاماً”.
على طريقة سرقة نفط العراق وليبيا من قبل تنظيم “داعش”
ولفت التقرير إلى أن حديث الحوثي “جاء بعد أسبوعَين فقط من توجيه (اللجنة الاقتصادية العليا) في صنعاء اتّهامات لحكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وحزب (الإصلاح) – بنهب الثروة النفطية وتهريبها على طريقة (داعش) في العراق وليبيا”.
وكشف التقرير أن تهريب النفط بهذه الطريقة جاء بعد قيام سلطات مأرب – يقودها المحافظ سلطان العرادة القيادي بحزب الإصلاح – بالسماح بنقل قرابة 5000 برميل من خام صافر الخفيف مطلع الشهر الجاري، عبر مئات الصهاريج التابعة لتجّار مقرّبين من نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، من صافر إلى منطقة شرق عياذ الصحراوية الواقعة بين محافظتَي مأرب وشبوة.
وكشف التقرير أن هذه الكميات تم رفعها الأسبوع الفائت إلى 10 آلاف برميل، حيث يتم نقلها عبر أنبوب نفطي تستخدمه شركة (OMV) النمساوية في شبوة لضخ النفط إلى ميناء النشيمة الواقع على البحر العربي.
وأضاف التقرير إن هذا الميناء يستخدم أيضاً من قبل مافيا تهريب النفط لعمليات التهريب من الخارج إلى الداخل – لتجاوز دفع إيرادات الجمارك والضرائب – حيث يتم إدخال سفن عبر البحر العربي وخليج عدن مُحمّلة بمادة الديزل (السولار) إلى شواطئ شبوة، لبيعها في السوق السوداء اليمنية.
كما نقل التقرير عن مصادر اقتصادية في صنعاء أن “جماعة مصالح تابعة لحكومة هادي تضم قيادات عسكرية، تقف وراء تهريب الـ300 ألف برميل من نفاط صافر الخفيف وجني 18 مليون دولار من هذه العمليات شهرياً، واعتبرت هذه المصادر إن ما يحدث يعد سابقة خطيرة.
القبائل تواجه لصوص الشرعية وتحاول منعها من السرقة
كما كشف التقرير أن عمليات السرقة والنهب للنفط الخام قوبلت باعتراض العشرات من مسلحي قبيلة الدماشقة الماربية، “والتي اعتبرت ما يحدث عملاً غير مشروع وسرقة منظّمة لثروة مأرب، وتسبّب هذا الاعتراض بمواجهات بين المسلحين القبليين وميليشيات محسوبة على حزب الإصلاح، في منطقة المختم شرق صافر في محافظة مأرب، وأدت إلى إحراق عدد من ناقلات النفط الخام في منطقة الرويك الواقعة بين منطقتَي صافر التابعة لمأرب والعبر التابعة لحضرموت، إثر هجوم المسلّحين القبليين عليها. وعلى رغم فرض قوات موالية لهادي طوقاً أمنياً لحماية خطوط التهريب، إلا أن حالة الاحتقان لا تزال مستمرّة”.
سرقة النفط تتطور من جنح الظلام إلى وضح النهار
وفي إشارة إلى أن عمليات سرقة النفط الخام في مأرب تحولت من سرقات تتم في الخفاء وليلاً إلى عمل يتم ممارسته جهاراً نهاراً، لفت التقرير إلى أن عملية التهريب الأخيرة في مأرب جاءت بعد قرابة شهر من اكتشاف قيام عصابات مرتبطة بقيادات عسكرية وأخرى حزبية في المحافظة نفسها بسرقة النفط الخام من “القطاع 18″، أحد أكبر حقول النفط في صافر.
ونقل التقرير عن مصادر له في القطاع إن “عصابات مجهولة قامت بإحداث ثقب في أنبوب النفط الخام الناقل للنفط من (القطاع 18) إلى صافر بطول أكثر من 20 كيلومتراً، سَمَح لها بشفط النفط بواسطة أنابيب بلاستيكية إلى شاحنات التهريب. وقدّرت المصادر الكميات التي تتمّ سرقتها وتهريبها يومياً بما بين 3000 و6000 برميل”.
كما نقل التقرير عن مصادر قبلية في المناطق الحدودية بين شبوة ومأرب قولها إن “مهربي النفط يسيرون عشرات الصهاريج التي تحمل النفط الخام المسروق يومياً، بحماية ألوية تابعة لحكومة هادي تقوم بتأمين طريق تلك الصهاريج ليلاً”.
صافر التابعة للشرعية تفضح اللصوص
وأعاد التقرير التذكير بما أكدته شركة صافر، المملوكة للدولة، العام الماضي بشكل رسمي والتي أعلنت “تعرض النفط الخام من الأنابيب الناقلة ومن الآبار لعملية نهب وتهريب منظّمة، متهمةً شبكات كبيرة بالوقوف وراء السرقة والتهريب والبيع. ولم تستبعد مصادر في الشركة أن تكون مافيا النفط قد جلبت خلال السنوات الماضية مصافي مؤقتة صينية الصنع، تُكرّر كميات بسيطة من الخام تتراوح بين 500 و1000 برميل يومياً”.
كيف يستفيد لصوص الشرعية من خام صافر وما مميزاته
يشير التقرير إلى أن خام صافر، وفقاً لمصادر عاملة في إنتاج النفط تحدثت للصحيفة اللبنانية، يعد من أجود أنواع النفط الخام في العالم، “إذ إنه يُصنّف كـ(مزيج برنت بلاس)، وهو يُستخدم، بعد مزجه بالديزل، في تشغيل المضخات الزراعية والمولدات الكهربائية الكبيرة، ومن السهل بيعه في الأسواق”.
وأضاف التقرير إن تصاعد ظاهرة التهريب من حقول صافر التي كانت تنتج قبل الحرب على اليمن أكثر من 35 ألف برميل يومياً، هذا التصاعد تزامن مع تزايد الشكوك حول صحة حديث شركة صافر عن قيامها بإعادة حقن الفائض من النفط الخام في الآبار، وسط ترجيحات بتعرّضه هو الآخر لعملية نهب منظمة، حسب ما أوردت الصحيفة.
كما تطرق التقرير إلى الحديث عن امتداد ظاهرة التهريب للنفط الخام إلى محافظة شبوة، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية هناك اكتشفت في اكتوبر الماضي “نفقاً سرياً لتهريب النفط شرق مدينة عتق مركز المحافظة. وبحسب المصادر الأمنية، فإنّ النفق كان موصولاً بخطّ الأنبوب الناقل للنفط الخام بين حقل عياد النفطي في شبوة وميناء التصدير في النشيمة”.