سبق وأعلنت صنعاء موقفها.. مساومة إماراتية: قرقاش “سنبقى لحماية أمن البحر والحوثيون جزء من المجتمع”
خاص – المساء برس|
دعا وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش إلى أن يتحول اتفاق الرياض الذي وقع بين المجلس الانتقالي وحكومة هادي لنقطة انطلاق لحل شامل في اليمن يقود إلى أن يكون للحوثيين دور في مستقبل اليمن.
ولا تزال معظم المناطق السكانية في اليمن تحت سيطرة سلطات صنعاء التي يقودها أنصار الله “الحوثيين” وشركاءهم، ويتركز التكتل السكاني لليمن في الجهة الشمالية الغربية وهي المناطق التي تديرها سلطات صنعاء.
ودعا قرقاش في كلمة له ألقاها أمام “ملتقى أبوظبي الاستراتيجي” اليوم الأحد للبناء على ما اعتبرها “حالة الزخم الحالية” للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، كما إلى أن يأخذ الاتفاق – اتفاق الرياض – بعين الاعتبار التطلعات المشروعة لجميع شرائح المجتمع اليمني بما في ذلك “الحوثيين”، حسب وصفه، كما قال إن “الحوثيين جزء من المجتمع اليمني وسيكون لهم دور في مستقبل اليمن”.
وفيما أكد قرقاش على بقاء الإمارات ضمن التحالف السعودي، كشف في كلمته اليوم عن أن “أولويات الإمارات داخل التحالف هي مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية ومكافحة تهديدات الإرهاب وحماية الأمن البحري ودعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة”، وفيما يتعلق بقوله “حماية الأمن البحري” يرى مراقبون إن الإمارات تسعى للبقاء مهيمنة على المياه الإقليمية اليمنية والموانئ الجنوبية الاستراتيجية، وهي بذلك تسعى لطرح مساومة جديدة مع القيادة السياسية في صنعاء عنوانها “بقاءنا في مياهكم الإقليمية مقابل مشاركتكم في السلطة”.
وتتحدث الإمارات اليوم بلهجة استفزازية للقيادة السياسية في صنعاء، حيث اعتبر مراقبون إن تصريحات قرقاش توحي بأن الإمارات هي من تمتلك قرار من يصل إلى السلطة ويشارك فيها باليمن من عدمه، كما توحي بأن “الحوثيين وكأنهم ينتظرون ويترقبون متى تتكرم الإمارات وتسمح لهم بالوصول والمشاركة في السلطة وهذا الاستفزاز يغضب القيادة في صنعاء ويجعلها تعيد النظر في استراتيجيتها العسكرية تجاه أبوظبي” وفق ما تحدث به مصدر سياسي بصنعاء لـ”المساء برس” تعليقاً على تصريحات قرقاش.
وسبق أن أعلنت سلطات صنعاء موقفها من اتفاق الرياض، وجاء ذلك على لسان عضو المجلس السياسي الأعلى – أعلى سلطة رئاسية في صنعاء – محمد علي الحوثي، والذي وصف الاتفاق بالمسرحية مؤكداً أنه”يؤكد عدم مشروعية العدوان على اليمن”، وأنه لا يعني اليمنيين وإنما يعني “أدوات التحالف”.
وقال الحوثي في تصريح نشرته وكالة سبأ الرسمية الناطقة باسم حكومة صنعاء يوم توقيع الاتفاق في الرياض إن “تحالف العدوان الذي أفشل اتفاق موفمبيك الذي أنجز تحت مظلة أممية قبل بدء عدوانه بمبرر استمرار سريان المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، يؤكد اليوم رسمياً أن لا صحة ولا مشروعية لما برر به العدوان على الجمهورية اليمنية المستقلة”، مؤكداً إنه “لا فرق بين ما ادعاه تحالف العدوان بزعمه بالأمس واليوم إلا تأكيد التعسف والاجرام”.
وأكد الحوثي على أن الاتفاق “وإن كان لا يعني الشعب كونه بين طرفي عملاء العدوان، إلا أنه يؤكد عدم شرعية العدوان على اليمن وأن لا شرعية لقتل وحصار أبناء الشعب بمبرر إعادة الشرعية وأن لا مشروعية لما يسمى المرجعيات أو البند السابع لأن المفترض بهؤلاء العملاء الانطواء تحتها بغير اتفاق ولو تضمنها”.
ويأتي رفض سلطات صنعاء لاتفاق الرياض ومخرجاته لكونه يمنح السعودية الحق في فرضها الوصاية على المحافظات الجنوبية ويبقي على التواجد العسكري الأجنبي والتحكم بالقرار السيادي لليمن.