طارق صالح أم المقدشي؟ من يقف خلف استهداف معسكر ألوية العمالقة بالمخا؟ وما الرسائل من ذلك؟
تعز – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
لا يزال الغموض يكتنف ظروف استهداف أحد معسكرات ألوية العمالقة الجنوبية الموالية للإمارات في مدينة المخا جنوب غرب محافظة تعز على الساحل الغربي، والذي تعرض لقصف بصواريخ استهدفت مخازن الإمداد والتموين العسكري للألوية أثناء تواجد عدد كبير من هذه القوات قرب المكان المستهدف ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 300 فرد وفق معلومات أفاد بها مصدر خاص لـ”المساء برس” في وقت سابق اليوم.
الاحتمال الأول
عقب الهجوم الذي تعرضت له العمالقة أمس، شن ناشطون جنوبيون موالون للمجلس الانتقالي هجوماً عنيفاً على العميد طارق صالح وقوات ما يعرف بـ”حراس الجمهورية”، واتهموها بالوقوف خلف الهجوم بشكل مباشر وأن قوات طارق تقوم بتسريب المعلومات العسكرية لقوات صنعاء بشكل ممنهج ومدروس من خلال المنشقين عن قوات طارق من الجنود وكبار الضباط والقادة وعودتهم إلى صنعاء واصطفافهم مع قواتها ضد التحالف.
وفي تقارير صحفية لمواقع إخبارية جنوبية برزت فيها توجيه أصابع الاتهام بشكل مباشر لطارق صالح بأنه لم ينضم للتحالف إلا لضرب ألوية العمالقة ومسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي من الداخل، مستشهدين على ذلك بارتفاع وتيرة الانشقاقات في الآونة الأخيرة من صفوف قواته وعودتها إلى صنعاء بما تحمله من معلومات عسكرية في غاية الأهمية وتحوي أدق التفاصيل والمعلومات، مضيفين إن طارق يعلم بأن المنتمين للقتال معه في “حراس الجمهورية” مدفوعين من قبل قوات صنعاء لاختراق صفوف قوات التحالف المتواجدة في الساحل الغربي لتعود لنقلها بالتفاصيل الدقيقة بعد انشقاقها وعودتها إلى صنعاء.
مراقبون يرون أن هناك دوافع عديدة تجعل العميد طارق صالح ينفذ ضربة موجعة ضد قوات الانتقالي (العمالقة) المتواجدة معه في الساحل الغربي، لعل أبرزها وأهمها هو ما حدث من تجاهل له ولقواته من قبل السعودية والإمارات فيما يخص اتفاق الرياض الذي لم يذكر لا من قريب ولا من بعيد ما مصير طارق وقواته بعد هذا الاتفاق وبعد وضع الرياض يدها على المحافظات الجنوبية.
أراد طارق صالح أن يقول للتحالف السعودي: “نحن هنا”، من خلال ضربة معسكر ألوية العمالقة وتدمير معظم السلاح والذخيرة التي قامت الإمارات بتمويلها لحلفائها المحليين في الساحل الغربي المتواجدين منذ أكثر من عامين، بعد أن شعر بأن الأمور ستنقلب رأساً على عقب وسيصبح هو ومقاتليه تابعين للانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي وهو ما لم يكن يخطط له طارق صالح أو يتخيل حدوثه على الإطلاق لاعتقاده أن الرياض ستتعامل معه كما كان الحال بالنسبة لأبوظبي.
أما بخصوص الطريقة التي جرى بها تنفيذ الهجوم على المعسكر وتكبيد طارق للتحالف السعودي خسارة بشرية تزيد على (300) مقاتل، فيقول مراقبون إن تفاصيل العملية وما إذا كان طارق صالح هو من قام بتنفيذ الهجوم عبر قواته بشكل مباشر أو عبر تسريب معلومات عسكرية وإحداثيات دقيقة لقوات صنعاء، فإن ذلك ليس مهماً ففي كلا الحالتين يبقى طارق صالح هو صاحب الرسالة التي وصلت جيداً إلى التحالف.
ويجدر التذكير هنا إلى أن هناك احتمال بأن يكون الهجوم هدفه إيقاف أي عمل عسكري تقوم به ألوية العمالقة تحديداً يستهدف الإصلاح في تعز، غير أن ذلك لا يعفي طارق صالح من الوقوف خلف الهجوم، بالنظر إلى أن الرجل لم يعد هو الشخص المطلوب للسيطرة على مرتفعات غرب تعز وأن أبوظبي والرياض قررا استخدام الجنوبيين بدلاً وتحديداً العمالقة بدلاً عن “حراس الجمهورية” الذين لا يبدو أنهم سيقفون مع التحالف طويلاً خاصة وأن الانشقاقات في صفوفهم تزداد يوماً بعد آخر وقياداتهم وجنودهم يتوافدون إلى صنعاء – تقريباً بشكل يومي -.
الاحتمال الثاني
هناك احتمال آخر بشأن من يقف خلف الهجوم على العمالقة لكنه لا يحظى بقبول كبير لدى المتابعين لما حدث كما هو الحال مع الاحتمال الأول الخاص باتهام طارق صالح.
يقوم هذا الاحتمال على قاعدة رئيسية في سياق الصراع الدامي بين حلفاء التحالف السعودي الممتد جغرافياً من الجنوب إلى تعز ومأرب والجوف وزمنياً منذ اغتيال محافظ عدن الأسبق في 2015 بعد دخول القوات الإماراتية إلى عدن وحتى طرد ما تبقى من مسؤولي الشرعية من عدن في أغسطس الماضي، هذه القاعدة – وهي الفعل ورد الفعل والصفعة مقابل الصفعة والقصف مقابل القصف – يراها مراقبون إنها قد تكون محور الحدث بشأن ما جرى للعمالقة بالمخا.
إذ مؤخراً تم استهداف قيادات عسكرية تابعة للشرعية أثناء اجتماع لها في مقر وزارة الدفاع بمأرب أثناء وجود اللواء محمد المقدشي وزير دفاع الشرعية، ووفقاً لما نشرته وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح فإن الهجوم كان دقيقاً جداً وقريباً من مكان الاستهداف وأن هناك خيانات حدثت من الداخل أدت لتنفيذ هذا الهجوم بهذه الدقة وهذا التوقيت.
بالتالي فإن من المحتمل أن تكون الضربة التي تعرضت لها ألوية العمالقة في المخا تأتي في إطار الرد من قبل الإصلاح وتحديدا، علي محسن الأحمر والمقدشي، انتقاماً لما حدث للأخير في مأرب.