بعد اتفاق الرياض.. السفير البريطاني يقترح تعديلات في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني
صنعاء – المساء برس| كشف المستشار الصحفي للمجلس السياسي الأعلى – المجلس الرئاسي – بصنعاء، أحمد الحبيشي، عن مقترح للسفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون لمعالجة إشكالية عدم تمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات لمعظم سكان المحافظات الجنوبية بشكل عام وعدن بشكل خاص.
وقال المستشار الصحفي للمجلس السياسي بصنعاء إن مقترح السفير جاء لامتصاص الرفض المتزايد شعبياً لشرعية المجلس الانتقالي من قبل مكونات شمالية وجنوبية في “حكومة الشرعية” وحضرموت وشبوة والمهرة، مضيفاً إن المقترح “يقوم على إدخال تعديلات في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بشأن تقسيم الجنوب إلى اقليمين (شرقي وغربي) في إطار دولة اتحادية من ستة أقاليم، بحيث يكون لمدينة عدن وضع خاص تتمتع فيه بالحكم الذاتي بعيدا عن التبعية لأي من الأقاليم الستة ، على غرار وضعها السابق في اتحاد الجنوب العربي قبل مفاوضات جنيف بشأن الإستقلال في نوفمبر 1967م”.
وأضاف الحبيشي في منشور على صفحته الرسمية على الفيس بوك، إن السفير اقترح أيضاً أن يكون لصنعاء وضع خاص في اتفاق الحل النهائي، وأضاف “بحيث تتمتع هي الأخرى بالحكم الذاتي وفق ما نصت عليه وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها قبل حرب صيف ١٩٩٤، لإصلاح مسار الوحدة وتنظيم العلاقة المحورية التفاعلية بين صنعاء وعدن في إطار دولة اتحادية يتفق اليمنيون على شكل نظام الحكم فيها عند التوقيع على اتفاق الحل النهائي..!!؟؟”.
ولم يكشف الحبيشي عن المناسبة التي طرح فيها السفير البريطاني مقترح وعما إذا كان هذا المقترح قد تم تقديمه لأي طرف من أطراف الصراع جنوب اليمن أم لا.
وكان وزير خارجية حكومة الشرعية محمد الحضرمي قد التقى بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لدى اليمن، في العاصمة السعودية الرياض اليوم الخميس، ووفقاً لما نشرته وكالة “سبأ” – النسخة التابعة للشرعية والتي تعمل من الرياض – فقد أطلع الحضرمي السفراء على بنود اتفاق الرياض وجدول تنفيذه الزمني الموقع بين الشرعية والانتقالي الثلاثاء الماضي في الرياض برعاية سعودية إماراتية.
وأضافت الوكالة إن الحضرمي ثمن جهود المملكة السعودية التي وصفها “بالشقيقة وقائدة تحالف دعم الشرعية” وأنها كان لها الدور الأبرز في هذا الاتفاق، مضيفاً إن أن اتفاق الرياض “فرصة ثمينة لتوحيد الصفوف ومعالجة جذور ومسببات الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن خلال شهر أغسطس الماضي”..
واعتبر الحضرمي إن الاتفاق سيعمل على تعزيز دور مؤسسات وسلطات الدولة وتوحيد كافة الوحدات العسكرية والأمنية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية، وهو ما نفاه قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أعلن الناطق باسم الانتقالي بعد ساعات من توقيع الاتفاق بأن المجلس لن يسمح بعودة مسؤولي الشرعية المنفيين خارج اليمن بالعودة إلى عدن باستثناء رئيس الحكومة معين عبدالملك، كما أعلن أن الانتقالي لن يسمح بإخضاع قواته العسكرية (النخب والأحزمة الأمنية) بأن تُدمج ضمن قوات هادي وتُصبح خاضعة لتحكم الشرعية، وقال بأن القوات ستبقى خارج سيطرة قوات الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح.
وفي سياق منفصل كان القائم بأعمال السفارة البريطانية لدى اليمن “اشتياق غفوري” قد التقى اليوم الخميس في العاصمة السعودية الرياض ياسين مكاوي القيادي في الحراك الجنوبي السلمي المحسوب على تيار الشرعية ومستشار رئيس سلطة الشرعية المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، وبحث معه “دعم الجهود السياسية لحل الأزمة اليمنية وإعادة التواجد الدبلوماسي البريطاني في عدن”، وفق ما نشرته وسائل إعلام موالية للشرعية.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على مشاركة القوى السياسية الجنوبية المختلفة في وضع ورسم الحلول لكافة القضايا بما يحقق حلاً سلمياً يؤدي إلى إنهاء “الانقلاب” حسب ما ورد في الأنباء التي تداولتها المواقع الإخبارية.
ويرى مراقبون إن المعلومات بشأن مقترح السفير البريطاني، إن صحت، فإن ذلك مؤشر على نوايا لقوى دولية كبريطانيا لتفتيت الجغرافيا اليمنية تحت مبرر الأقلمة والحكم الذاتي، مشيرين إلى أن ذلك سيتعزز مع خضوع المحافظات الجنوبية للهيمنة والوصاية السعودية المباشرة عليها وعلى السيادة اليمنية بموجب اتفاق الرياض الذي وقعته الشرعية والانتقالي.