كيف يجعل الحاكم من علماء الدين أضحوكة .. روى مسلم في صحيحه (ساعة لك وساعة لربك)
متابعات خاصة-المساء برس| تواصل وسائل الاتصال الجماهيري السعودية بمختلف أنواعها، توظيف الدين الإسلامي (المحرف) لتبرير توجهات السلطة الحاكمة في الرياض، القاضية بطمس ما يسميه ولي العهد السعودي وعلمائه بمرحلة “الصحوة”، حيث نشرت صحيفة عكاظ السعودية مقالا تحت عنوان الغناء والموسيقى في صدر الإسلام.. التاريخ المغيَّب في زمن الصحوة.
وبما أنه لم يعد غريبا ما تقوم به منابر محمد بن سلمان بعد التغييرات الكبيرة التي طرأت على المملكة السعودية في عهد الملك سلمان وولي عهده، غير أن توظيف الدين لتبرير هذا التغير وصل من السوء بمكان، جعل من هذه الأطروحات محل سخرية الكثير من عوام الناس في مختلف البلدان الإسلامية والعربية ناهيك عن علمائها والنخب السياسية والمثقفة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، ساقت صحيفة عكاظ السعودية أحاديثا ضمن مقال يتحدث عن الغناء في صدر الإسلام، وكيف تم تهذيبه من شوائب الجاهلية وغيره من الأطروحات مستدلين بأحاديث رويت عن أم المؤمنين عائشة يستحي الكاتب عن ذكرها لما فيها من إهانة لمكانة أم المؤمنين وعظمة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
واللافت في هذه الأراجيف هو أن اللهو الذي حذر منه القرآن الكريم أصبح محببا لدى النبي ولدى نسائه من وجهة نظر علماء ابن سلمان، وكل هذا في مرحلة بداية الدعوة التي عانى فيها النبي والذين معه من بطش كفار قريش وحصارهم وهروبهم ، ومرحلة تهذيب النفوس وبناء الشخصية الإسلامية القوية البعيدة القادرة على الجهاد والبناء والسعي في سبيل استحكام الدين ونشر الفضيلة، وهي الأمور التي لم يكن لها وجود في العصر الجاهلي.
وهنا نسرد أحد الاستدلالات التي طرحت في ذلك المقال :
“وقد روي في صحيح مسلم حديث للصحابي حنظلة -رضي الله عنه- وفيه قال: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال الرسول: «وما ذلك؟» قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي العين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا -(اشتغلنا بها، عالجنا معايشنا وحظوظنا)- الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة «ساعة وساعة».. ثلاث مرات»، وهو ما يدل على أهمية «الترفيه» كوسيلة للترويح عن النفس فهي من الأمور ذات الأهمية البالغة على نفسية الفرد ويحتاجها المرء في حياته في ضوء القيم والمبادئ الإسلامية، ففيه تخفيف للتعب والمشقة وإدخال للسرور في النفس.”
حقيقة أننا لسنا في وارد الهجوم أو الدفاع عن الترفيه وحدوده وضوابطه غير أن ما لفت النظر هو هذا الإسفاف والاستخدام القذر لشخصية رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لشرعنة أفعال الملوك والأمراء وتبرير سياساتهم، تارة بالتحريم وتارة بالتحليل كما يراها الحاكم، بحيث يتحول الدين قرآنا وسنة، مطية لكل نظام وعبره يحل ما يريد ويحرم ما يريد. والكل(التحريم والتحليل) مستمد من الكتاب والسنة.