اتفاق الرياض.. زواج متعة بين السعودية والإمارات جنوب اليمن وبأدوات محلية (تقرير)
-
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
أجبرت السعودية والإمارات حليفيهما المحليين في اليمن (الشرعية والانتقالي) على التوقيع على اتفاق بين الرياض وأبوظبي أطلق عليه اسم “اتفاق الرياض” بعد أن كان اسمه “اتفاق جدة” قبل أن يتم نقل المفاوضات بشأنه من جدة إلى الرياض بسبب اختلاف أجندات كل طرف وتضاربها مع مصالح الطرف الآخر من جهة واصطدامها برغبات الرعاة الرئيسيين لكل من الانتقالي والشرعية وهما الرياض وأبوظبي.
ونقلت وسائل إعلام سعودية بثاً مباشراً لمراسم توقيع الاتفاق الذي جرى في قصر اليمامة في الرياض بحضور ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد رغم امتعاض طرف الشرعية لحضوره كونها تعتبره خصماً لها، وقد وقع الاتفاق عن الشرعية سالم الخنبشي المعين من قبل هادي نائباً لمعين عبدالملك رئيس حكومة الشرعية المنفية خارج اليمن، وعن المجلس الانتقالي ناصر الخبجي أحد قيادات الانتقالي وقيادي سابق في الحراك الجنوبي السلمي.
وقد ظهر الخبجي وهو يضع شارة علم دولة الجنوب على بزته الرسمية في حين توسط العلم اليمني طاولة التوقيع.
وألقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كلمة بداية مراسم التوقيع، في حين لم يلقِ الرئيس المنتهية ولايته أي كلمة، كما لم يسمح لوسائل الإعلام اليمنية التابعة للشرعية بحضور وتغطية مراسم توقيع الاتفاق.
وقال بن سلمان إن الرياض ستواصل السعي لتحقيق تطلعات الشعب اليمني والوصول إلى حل سياسي، معتبراً هذا الاتفاق بأنه مقدمة لحل شامل في اليمن يضم جميع المكونات، كما أشاد بن سلمان في كلمته بدور الإمارات في اليمن.
ورفض عدد من وزراء حكومة “الشرعية” المتواجدين في الرياض حضور مراسم التوقيع بسبب تأخر تلقيهم دعوة الحضور حيث لم يتلقوا الدعوة إلا بعد ظهر اليوم أي قبل ساعات فقط من بدء مراسم التوقيع، وهو ما اعتبره مسؤولو الشرعية بأنه استخفاف واستهزاء بهم من قبل القيادة السعودية الراعية لهذا الاتفاق وللترتيب له.
ووصف سياسيون ومحللون توقيع اتفاق الرياض بأنه عبارة عن وثيقة سعودية إماراتية تم فرضها من قبل هاتين الدولتين على الانتقالي والشرعية وإجبارهما للتوقيع عليه، مشيرين إلى الشكليات التي صاحبت مراسم التوقيع من حيث الشخصيات التي أوكلت إليها مهمة التوقيع، في حين استُبعد في هذه المراسم وفي الاتفاق نفسه الشخصيات البارزة التي شاركت وخاضت الصراع فيما بينها جنوب اليمن خلال الفترة الماضية وهو ما يعطي إشارة إلى أن هذا الاتفاق مجرد شكليات وأن الأزمة والصراع سيستمر، بل إن مراقبين اعتبروا الاتفاق مقدمة وأرضية لإنشاء صراع جنوبي جديد سيتشهده اليمن خلال الفترة القادمة في حين ستبقى عدن ومعظم المناطق الاستراتيجية جنوب اليمن تحت الهيمنة والوصاية السعودية المباشرة.
كما وصف مراقبون إن الاتفاق ينتقص من شخصية الرئيس هادي ومنصبه، حيث لم يعد بإمكانه من الآن وصاعداً إصدار أي قرار سيادي أو تعيينات في مناصب حكومية ذات أهمية إلا بموافقة الرياض تحت ذريعة التوافق مع الطرف الآخر الموقع على اتفاق الرياض.
ويرى السياسيون الموالون للمجلس الانتقالي إن اتفاق الرياض يمنح الجنوبيين حليفاً إقليمياً جديداً هي السعودية، وأن الرياض باتت حليفة للجنوبيين بعد أن سحبت البساط من حزب الإصلاح، وهذا ما صرح به سياسيون تابعون للانتقالي على قنوات التلفزيون تعليقاً على توقيع الاتفاق.
كما وصف المحلل السياسي الأردني عمر عياصره اتفاق الرياض والتوقيع عليه بأنه عبارة عن زواج متعة بين الأطراف.
وقال في مقابلة له على قناة “الجزيرة” القطرية، رصدها “المساء برس” إن الاتفاق هو عبارة عن زواج مؤقت وزواج متعة بين الأطراف وأن الاتفاق في من نقاط التفخيخ ما قد يسرع من تفجره من جديد في أي لحظة.
وأضاف عياصره. بأن الاتفاق سينتج عنه شرعية جديدة، وأن هذه الشرعية لن تكون ممثلة لمكونات يمنية بقدر ما ستكون ممثلة لأجندات السعودية والإمارات، وأضاف “بمعنى أجندة الإمارات وأجندة السعودية داخل هذه الشرعية الجديدة للملمة المسألة بمعنى تحقق الإمارات مكاسبها في الجنوب والسعودية تخرج من حرج القتال والهزيمة تجاه الحوثي، حتى تذهب للتفاوض مع الحوثي بوضع جديد”.