قيادة #الجيش_السوداني تكذب على شعبها.. السودان يفقد 8000 من أبنائه في اليمن
-
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
هناك تناقض في التصريحات السودانية بشأن القوات المشاركة في اليمن ضمن التحالف السعودي، ففي الوقت الذي قالت فيه صحيفة الدستور السودانية الرسمية إن نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي” والمسؤول في نظام الرئيس السابق عمر البشير عن إرسال القوات السودانية إلى اليمن بصفته قائد قوات الدعم السريع، أبلغ الحاضرين للاجتماع المنعقد بين المجلس السيادي والحكومة وقوى التغيير بأنه قام بسحب 10 آلاف جندي سوداني من اليمن، في هذا الوقت صرح المتحدث باسم الجيش السوداني عامر محمد الحسن نافياً صحة سحب هؤلاء الجنود من اليمن.
وقال متحدث الجيش السوداني لقناة “الجزيرة” أمس إن ما تردد عن سحب عشرة آلاف جندي سوداني من اليمن غير دقيق، وفي تعليقه على ما كشفته وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء من أرقام لخسائر القوات السودانية في اليمن قال متحدث قوات السودان إن “تصريحات الحوثيين بشأن عدد قتلى الجنود السودانيين في اليمن غير دقيقة وتأتي في إطار الحرب النفسية”.
لكن نفي متحدث الجيش السوداني الذي يتناقض مع ما نشرته صحيفتهم الرسمية نقلاً عن حميدتي، تقود إلى البحث عن تناقضات أكثر لتصريحات القادة السودانيين في أوقات سابقة، فعلى سبيل المثال صرح حميدتي وهو قائد قوات الدعم السريع في السودان وهي القوات التي تشارك في اليمن مع التحالف السعودي، صرح لصحيفة “الجريدة” السودانية في سبتمبر عام 2017 – أي بعد سنتين ونصف من بداية الحرب على اليمن – بمقتل المئات من القوات السودانية المشاركة ضمن التحالف في اليمن.
وقال حميدتي للجريدة إن بلاده شاركت بفعالية في حرب اليمن قائلاً: “شاركنا بفعالية (في حرب اليمن) وحررنا مناطق واحتسبنا 412 شهيداً منهم 14 ضابطا”، كان هذا التصريح لحميدتي قبل أكثر من عامين وهو يعترف بمقتل أكثر من 400 جندي من قواته في اليمن، فإذا افترضنا أن حميدتي أخفى في هذا الحوار الرقم الحقيقي لقتلى قواته في اليمن ولم يذكر سوى ثلث العدد الحقيقي فقط – وهو مضطر لفعل ذلك – فهذا يعني أن الأرقام التي أعلنتها وزارة الدفاع بصنعاء مؤخراً بشأن القتلى السودانيين صحيحة وأن العدد الفعلي يتجاوز الـ8 آلاف جندي وضابط مابين قتيل وجريح، من بداية الحرب وحتى الآن.
وللتذكير فقط.. أثناء تغطية وسائل الإعلام اليمنية والسودانية لتصريحات حميدتي التي أدلى بها في حوار مع صحيفة “الجريدة” في سبتمبر 2017، أكد مراقبون إن أعداد القتلى السودانيين الذين قتلوا في اليمن أكبر بكثير مما يعلنه السودان رسمياً، ذلك لأن السلطات السودانية في عهد البشير كانت تخفي عن مواطنيها العدد الحقيقي لخسائرها من الجنود السودانيين في اليمن، نظراً لوجود معارضة قوية ترفض إقحام الجنود السودانيين “في حرب لا علاقة للسودان فيها”، كما أن الأصوات السودانية المعارضة لاستمرار المشاركة بحرب اليمن ازدادت ووصلت إلى البرلمان بل ووصلت إلى قيادة الجيش والرئاسة السودانية.
حميدتي العميل السعودي المنتقل من نظام البشير إلى نظام سلطة الثورة
حميدتي حالياً يعمل في السلطة الجديدة للسودان كعضو في المجلس السيادي، لكنه لا يزال يعتبر الرجل العسكري الأول التابع للسعودية داخل السودان، وهذا ما قد لا يدركه كثير من أبناء الشعب السوداني.
ففي العام 2017 حدثت أزمة بين البشير والسعودية، حيث طالب البشير محمد بن سلمان بالمليارات التي وعده بها مقابل الجنود الذين يرسلهم إلى اليمن، حينها اشترطت السعودية من على قطع علاقات السودان مع قطر، فاضطر البشير للاتجاه نحو المعسكر الشرقي المتمثل بروسيا وأبدى تودداً في زيارته لمسكو ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحينها تحركت الصحف السودانية للحديث عن وجود ضغوط قوية تواجهها الرئاسة في السودان بسبب استمرار مشاركة الجيش في الحرب ضد اليمن، وذكرت الصحافة السودانية إن هذه الضغوط قد زادت وانتقلت من الشارع السوداني إلى البرلمان ثم إلى الرئاسة وأن البشير قد يسحب القوات من اليمن بشكل كامل في أي وقت.
كان من الواضح أن هذه الحركة من السودان جاءت للرد على مطالب الرياض المتمثلة بقطع العلاقات مع قطر، غير أن البشير لم يكن يعلم أن الأوان قد فات حيث كانت الرياض قد جندت لها عملاء داخل قيادة الجيش السوداني.
فبرغم رحيل معظم رموز النظام السابق العاملين مع البشير بعد الثورة، إلا أن هناك شخصيات بارزة بقيت ولا تزال مشاركة في هذه السلطة الحالية وعلى رأسهم محمد حمدان حميدتي وعبدالفتاح البرهان ما يعني أن السودان لم ينجح في ثورته حتى الآن وأن الهيمنة الخارجية عليه لا تزال قائمة خصوصاً من الرياض.
فحميدتي تعمد إرسال رسالة للسعودية في الوقت الذي كان فيه البشير بدأ بالانقلاب عليها في 2017، حيث خرج حميدتي بتصريحات مفادها أن السودان ستستمر في دعم التحالف السعودي في اليمن وأن القوات لن يتم سحبها، في الوقت الذي كانت فيه الصحافة السودانية تتحدث عن نوايا البشير لسحب الجنود والتي تزامنت مع زيارته لموسكو وإعلانه موقفه الرافض للمواجهة مع إيران ومساندته ودعمه لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
للاطلاع بهذا الشأن أقرأ
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2017/12/01/%D8%AA%D8%A3%D9%83%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%85%D8%A7-%D9%86%D8%B4%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%B4%D9%8A/
القتلى السودانيون لا يحصون في اليمن بشهادة عمر البشير والأسرى
شهادات الجنود السودانيين التي تم تسجيلها أمام كاميرات الإعلام الحربي لقوات صنعاء تثبت أن عدد القتلى والجرحى من السودانيين قد بلغوا الآلاف، الأسرى السودانيون بأنفسهم يشهدون بأن الكثير من جثث زملائهم لا تدفن ولا تنقل من مكان المعركة بعد إصابتهم أو قتلهم.
وللتأكيد أكثر على أن أبناء السودان يبادون في اليمن بالجملة، سبق أن زار الرئيس السوداني السابق عمر البشير منتصف العام 2017 مقابر جماعية لجنوده الذي قتلوا في اليمن، حيث دفنتهم السعودية داخل أراضيها في مقابر جماعية في منطقة البقيع قرب المدينة المنورة غرب المملكة، وقد فعلت الرياض ذلك برغبة من نظام البشير ذاته الذي لا يرغب في إعادة جثث جنوده إلى بلادهم لكثرة أعدادهم وصعوبة نقلهم وحتى لا تتعرض سلطته حينها للانتقاد بسبب ما يتعرض له أبناء السودان من مجازر في اليمن.
السعودية تجازي السودانيين بهذا الشكل
أرسلت السودان آلاف الجنود للمشاركة في العمليات القتالية في اليمن منذ بداية الحرب، مقابل حصولها على أموال من النظام السعودي، ورغم ذلك لم تحصل السودان على هذه الأموال، وليس ذلك فحسب، بل تعرضت الجالية السودانية في السعودية لاضطهاد وطرد عشرات الآلاف من العمالة السودانية هناك، كان كل ذلك يحدث والآلاف من السودانيين يقتلون بالعشرات يومياً وهم يتقدمون صفوف القوات السعودية في الجبهات الحدودية وداخل أراضي المملكة الجنوبية.
وكما هو الحال في تعامل السعودية مع جثث القتلى أو الأسرى اليمنيين الموالين لها، تفعل الشيء ذاته مع الجنود السودانيين الأسرى أو جثث قتلاهم الموجودة لدى قوات صنعاء، حيث كشف رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في صنعاء، عبد القادر المرتضى، أن الرياض رفضت خلال مفاوضات سابقة صفقة لتبادل لجثث الجنود السودانيين، بجثث جنود من القوات التابعة لصنعاء محتجزة لدى الرياض.
وقال المرتضى في تغريدة له على حسابه بموقع “تويتر”، السبت الماضي أن اللجنة “عرضت على السعودية في وقت سابق عدد من جثث الجنود (السودانيين والسعوديين)، أثناء مفاوضات معها عبر الأمم المتحدة في مقابل أن “يسلمونا جثامين لعدد من شهدائنا لديهم فرفضوا ذلك إلا في مقابل جثث لجنودهم هم”، أي أن الرياض طلبت من صنعاء فقط تسليم جثث الجنود السعوديين أما جثث السودانيين فلا يهمها أمرهم، غير أن صنعاء رفضت إتمام الصفقة حسب رغبة الرياض، نظراً لتماديها في الاحتقار واستهتارها بالمقاتلين الذين تجلبهم من اليمن أو دول أخرى مقابل المال.
المطلوب من السلطة السودانية الحالية
حالياً جددت قوات حكومة صنعاء، أمس الأحد، دعوتها للسودان لسحب قواتها من اليمن، مشيرة إلى “عمق العلاقات التي تجمع الشعبين الشقيقين اليمني والسوداني”، جاء ذلك خلال لقاء مدير دائرة التوجيه المعنوي- المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، بعدد من أفراد الجالية السودانية والأسرى السودانيين الذين تم أسرهم أثناء المعارك.
وقال العميد سريع خلال اللقاء: “نقدم رسالة لأخوتنا الشعب السوداني وفي الحكومة الجديدة، نقول لهم نحن أخوة، وما هي فائدة الحرب على إخوانكم؟ عليكم سحب قواتكم من اليمن”، لافتا إلى أنه “بالنسبة للأسرى، هم ضيوف عندنا، وبين إخوانهم وأشقائهم، ويحظون بكل الرعاية والاهتمام.
كما وجه رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام رسالة هامة إلى سلطات الخرطوم الحالية، حيث أكد عبدالسلام في تغريدة على حسابه بتويتر إن “المشاركة السودانية في حرب اليمن، واحدة من كوارث البشير التي جرها على شعبة وجيشه في سبيل حفنة من المال”، مضيفاً “تم التنكر للبشير سعوديا وإماراتيا، وعلى سلطات الخرطوم الحالية أن تستنقذ جنودها الغارقين في وحول اليمن وإنقاذهم من الإهانات التي يتعرضون لها من قبل مموليهم”.