عشية طرحها للاكتتاب .. إجبار المستثمرين الصغار على الاكتتاب في أرامكو
تقريرهاشم يحيى-المساء برس| وافق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أن يتم الطرح العام الاولي رسميا للاكتتاب في أرامكو يوم غد الأحد الثالث من نوفمبر 2019.
وبخلاف ما كان يؤمله ولي العهد السعودي فإن ما سيتم طرحه للاكتتاب من شركة النفط العملاقة تراوح قيمته بين 1,5 و 1,7 تريليون دولار، ووفقا لهذه الارقام، فان ذلك يعني أن ولي العهد لم يعد يطالب كما هي الحال منذ عام 2016 بان يكون حجم الاكتتاب 2 تريليون دولار، وهذا وفقا للمحللين الاقتصاديين فشل كبير في بداية مشوار الاكتتاب، الذي تأجل في العام 2018، حيث قرر الامير تأجيله لأن المبالغ التي سيتم جمعها وفقا لحسابات المصرفيين بعد اجتماعات مع مستثمرين محتملين، كانت دون هذا المطلوب، وها هو اليوم يقبل بما هو دون ذلك المستوى الذي أجل من أجله الاكتتاب عام 2018م.
ووفقا لمصادر اقتصادية أكدت بأن مسؤولين ومستشارين من أرامكو السعودية فشلوا في إقناع المستثمرين بالتقييم الذي يمكن أن يقارب تريليوني دولار، حيث أكد المستثمرون أن هذا التقييم مجاف للحقيقة، لأن التقييم اعتمد على تقديرات بحجم الاحتياطي النفطي في المملكة إلى تاريخ اكتشاف النفط في المملكة، والذي استهلك منه حتى الآن النصف على الأقل.
غير أن الهم الأكبر الذي يشغل بال المستثمرين هو البيئة الاقتصادية الهشة في المملكة ، ووفقا لرئيس شركة “روسنفط” الروسية، إيغور سيتشين، فإن الهجمات على المنشآت النفطية السعودية في منطقة خريص وبقيق وغيرها من المناطق سبب هام لإعادة تقييم المملكة السعودية من مورد موثوق به إلى ما يسمى بـ”المورد الهش”.
واعتبر سيتشن إن الفقدان المفاجئ للإنتاج: “يعطي دون أدنى شك دافعا لإعادة النظر في دور السعودية كمورد للنفط يعول عليه”.
وذكرت وكالة بلومبرغ الأمريكية نقلا عن مصادر لم تحددها أن عائلات سعودية ثرية تتعرض لضغوط لتجلب الأموال خلال هذه العملية في السوق المحلية.
وأضافت الصحيفة أنه سيتم تشجيع البنوك المحلية على إقراض المستثمرين الصغار للمشاركة في العملية التي يعتبرها الكثير من المستثمرين تبديدا للأموال وإلقاء لها في مهب الريح، حيث تستطيع طائرة بلا طيار لا تتعدى قيمتها خمسمائة دولار أن تقضي على استثماراتهم.
كما أفادت وكالة رويترز مطلع الشهر الماضي أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة ونخبة رجال الأعمال في السعودية عبروا عن إحباطهم من قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أعقاب أكبر هجوم على الإطلاق على البنية التحتية النفطية في المملكة الشهر الماضي.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي أجنبي كبير وخمسة مصادر تربطهم علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال – بعد ما طلبوا جميعاً عدم نشر أسمائهم- قولهم إن هجوم أرامكو أثار قلقاً وسط عدد من الفروع البارزة لعائلة آل سعود ذات النفوذ القوي، والتي يبلغ عدد أفرادها نحو عشرة آلاف، بشأن قدرة ولي العهد على الدفاع عن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وقالت المصادر إن الهجوم أثار سخطاً وسط بعض الذين يعتقدون في دوائر النخبة أن ولي العهد سعى لتشديد قبضته على السلطة.