السعودية تدفع وساطات دولية بينها إيرانية للضغط على صنعاء للقبول بنصف حل والأخيرة ترفض
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
تدفع المملكة السعودية بوساطات دولية للضغط على قيادة السلطة السياسية في صنعاء والوفد الرسمي المفاوض عنها للقبول بحلول جزئية بشأن الحرب على اليمن.
وعلى الرغم من أن هذه الحلول لا تزال حتى اللحظة غير واضحة المعالم، لكنها وحسب ما تم التأكد منه، تبقي على استمرار القصف الجوي من قبل التحالف والتواجد العسكري الأجنبي في اليمن من جهة، كما تبقي على الوصاية والهيمنة العسكرية الأجنبية على المحافظات الجنوبية بناءً على ما تم تسريبه من بنود اتفاق جدة.
الوساطات الدولية التي تحاول الرياض الضغط بها على سلطات صنعاء كانت معظمها أوروبية والأكثر من ذلك أن الرياض حاولت أيضاً الضغط على صنعاء عبر وساطة إيرانية للقبول بالحل الجزئي الذي ترغبه به السعودية، لكن صنعاء رفضت جميع الوساطات بما فيها الإيرانية وأبلغت كل وسيط بأن أي تسوية سياسية تقوم على استمرار الحرب العسكرية هنا وهناك فهي تسوية عبثية وغير واقعية.
ومن بين أربع وساطات دولية حتى الآن، فرنسية وإيرانية وأممية وألمانية، كانت الوساطة الإيرانية الوحيدة التي تفهمت الموقف اليمني ورد صنعاء الرسمي على مطالب الرياض، واقتنعت طهران بوجهة نظر القيادة السياسية في صنعاء عبر ممثلها محمد عبدالسلام رئيس الوفد المفاوض أثناء لقائه بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السبت الماضي في العاصمة طهران.
26 اكتوبر الجاري
رد صنعاء على وساطة طهران:
نثمن مواقف إيران الداعمة لمسار وقف العدوان والحرص على وحدة اليمن واستقراره
وكانت طهران قد أعلنت استعدادها ممارسة الوساطة بين صنعاء والرياض بما يهدف لوقف الحرب على اليمن وإنهاء حالة التوتر في المنطقة، ورفضت طهران أن تتفاوض مع الرياض باسم اليمنيين وأبلغت الوسيط الباكستاني رئيس الوزراء الذي بعثته الرياض للتوسط بينها وبين طهران، بأن على السعوديين التفاهم مع اليمنيين مباشرة وأن مسألة الحرب على اليمن شأن يخص اليمنيين ولا يخص إيران.
ويبدو أن طهران مارست دور الوسيط كما وعدت ونقلت إلى وفد صنعاء المفاوض ما تريده السعودية، وبالمثل أيضاً نقلت الرد اليمني الرافض إلى السعودية كما هو، في الوقت الذي كانت فيه متفهمة لهذا الرفض نظراً لعدم منطقية ما تطلبه الرياض.
أما بقية الوسطاء فقد عادوا بخيبة أمل إلى الرياض وأبلغوها بالرد اليمني، بعد أن كانوا يتوقعون أن صنعاء ستسارع إلى الاستجابة لهذه الوساطات تحت ضغط الإحراج، خاصة وأنها تأتي من دول أوروبية لها ثقلها في المجتمع الدولي.
7 اكتوبر الجاري
رد صنعاء على الوساطة الفرنسية:
السعودية ترفض حتى اللحظة تقديم اي تصور حقيقي لوقف العدوان والحصار بناء على المبادرة الرئاسية
28 اكتوبر الجاري
رد زعيم أنصار الله على وساطة غريفيث:
خيار استمرار العدوان العسكري والحصار الاقتصادي لا يمكن أن يخلق سلاما في اليمن ولا في المنطقة
آخر الوساطات الدولية التي تبعثها الرياض إلى صنعاء جرت اليوم، حيث التقى سفيرا ألمانيا لدى اليمن كارولا مولر ولدى عمان توماس شنايدر اليوم الثلاثاء برئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام في العاصمة العمانية مسقط.
الوساطة الألمانية قوبلت برد واضح من وفد صنعاء حيث قال عبدالسلام بشأن التسويات بين فصائل التحالف السعودي (الشرعية والانتقالي) وهو ما يعرف باتفاق جدة، قال عنها إن “التسويات التي تبنى على الحرب العسكرية فضلا عن عبثيتها وعدم واقعيتها فإنها تتنافى مع جهود السلام ولا تنسجم مع مزاعم الحرص على إحلال الاستقرار”، ما يشير إلى أن صنعاء لا تزال ترفض مثل هذه التسويات أو تمريرها من قبل السعودية على أنها حل شبه نهائي، حيث تشترط صنعاء إن أي حل في اليمن يجب أن يشكل جميع المناطق اليمنية بما فيها المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي وخروج جميع القوات الأجنبية.
الرد الذي أبلغه عبدالسلام للوسطاء الألمان كان متطابقاً مع الرد الذي أبلغ به زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي للمبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي حمل هو الآخر وساطة من الرياض لمحاولة إقناع صنعاء بالقبول بالحل النصفي والمؤقت.
وتجدر الإشارة إلى أن سفيري ألمانيا لدى اليمن والسعودية كانا قد التقيا بالسفير السعودي لدى اليمن محمد سعيد آل جابر في الرياض قبل أسبوع، ولم يُكشف عن تفاصيل اللقاء إلا أنه كان من الواضح أن الرياض طلبت من السفراء الألمان التوسط لدى صنعاء ومحاولة الضغط على وفدهم المفاوض، وحتى لا تُفهم لقاءات السفراء بوفد صنعاء على أنها وساطات مرسلة من السعودية يتم وضع فاصل زمني بين لقاءات السفراء بالسعوديين ولقاءاتهم بوفد صنعاء.