نُذُر حربٍ جديدة في المنطقة.. تغيرات جذرية على مستوى اليمن والعراق ولبنان والسعودية
-
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
انقلبت التوجهات السعودية رأساً على عقب في ليلة وضحاها وظهرت تغيرات جذرية في كل من اليمن والعراق ولبنان والسعودية تنبئ بأن المنطقة مقبلة على حرب، تصفها الصحافة الغربية في أمريكا وأوروبا بأنها “الحرب العالمية الثالثة”.
جميع المؤشرات تقود إلى أن السعودية غيرت من توجهها الأخير الذي اتخذته بعد تعرضها لضربات موجعة في منشآت أرامكو وهو التوجه نحو البحث عن تهدئة في المنطقة خاصة مع إيران، هذا التوجه تغير نحو تبني العداء من جديد نحو إيران وتصاعد خطاب التحريض لحرب ضد طهران، هذا التوجه يمكن قراءته بناءً على عدة مؤشرات ظهرت في أكثر من بلد في المنطقة بينها اليمن.
في اليمن اتجهت السعودية نحو البحث عن تهدئة عسكرية مع قوات صنعاء وهذه التهدئة وفق ما يطرحه مفاوضوا الرياض السياسيين والعسكريين أمام قيادة السلطة في صنعاء لا تهدف لوقف الحرب على اليمن بل إلى تعليقها مؤقتاً، والدليل على ذلك وفق مراقبين هو أن الرياض ومن خلال اتفاق جدة عملت على منح نفسها حق الوصاية المباشرة على المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف المسماة بالمحافظات “المحررة”، إذاً فالرياض لا تريد وقف الحرب مع اليمن لكنها تريد تأجيل مواجهاتها مع قوات صنعاء بشكل مؤقت، وربما تهدف من ذلك إلى تحييد اليمن عن أي مواجهة عسكرية قادمة مع إيران، وصحيح أن صنعاء لن تكون بندقية بيد إيران، لكنها أيضاً لن تقبل بحلول مؤقتة بشأن اليمن على سبيل تجميد الجبهات مع قوات صنعاء والإبقاء على السيطرة العسكرية للجنوب، فصنعاء لن تعلن وقف هجماتها على السعودية إلا بعد خروج كافة القوات العسكرية الأجنبية من كافة الأراضي اليمنية بما في ذلك المحافظات الجنوبية.
في السعودية تغيرت لهجة الصحافة الرسمية والأهلية من عبارات التهدئة مع إيران إلى عودة المقالات والتصريحات المحرضة على الحرب ضد إيران والعداء والترويج للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
حدث ذلك بين ليلة وضحاها، وكان الفاصل في تغيير هذا الاتجاه هي الزيارة القصيرة جداً لوزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر لعدة ساعات للرياض والتي تزامنت مع هبوط طائرة إسرائيلية في مطار الرياض وبقيت لمدة 44 دقيقة فقط ثم غادرت المملكة متجهة إلى تل أبيب.
تلى ذلك تغير في لهجة السعودية تجاه إيران وعودة الخطاب العدائي والتحريض ضدها والتودد للتطبيع مع إسرائيل، وعقبها بيومين فقط إصدار أمر ملكي بإعفاء وزير الخارجية السابق من منصبه وتعيين أحد أكثر الأمراء السعوديين عداءً وكرهاً لإيران بدلاً عنه.
يضاف إلى ذلك إرسال الأمريكيين عتاداً عسكرياً جديداً قبل وبعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي للرياض ومن ذلك طائرات مقاتلة وحاملة طائرات إضافية، هذا بالإضافة إلى ما سبق إرساله من 3 آلاف جندي أمريكي إلى السعودية “لتعزيز حمايتها والمشاركة في عمليات عسكرية برية وإدارة وتشغيل منظومات الدفاع الجوي بشكل أفضل” وفق الرواية الأمريكية الرسمية.
في العراق والتي تعتبر الدولة التي يرفض شعبها وقيادتها السياسية الرسمية المعاداة تجاه إيران لصالح الأمريكيين، عادت الاحتجاجات والتظاهرات وحالة الفوضى من جديد بعد أن كان كل شيء قد انتهى بفعل التحركات الحكومية لإصلاح الوضع الاقتصادي والقرارات التي صدرت، وبعد أن كانت التظاهرات من قبل سلمية ، عادت من جديد وبشكل مفاجئ ولكنها هذه المرة مصحوبة بموجة من العنف الشديد والدماء التي تسال لليوم الثالث على التوالي.
لبنان هي الأخرى بدأت احتجاجات أبنائها تتحول من تظاهرات غير مسيرة ولا تقودها جهة سياسية إلى تظاهرات تصاحبها تحركات مشبوهة من بعض السفارات الأجنبية داخل بيروت، تزامنت هذه التحركات مع ظهور أشخاص مجهولين في أكثر من منطقة بلبنان وهم يحملون البنادق الآلية بالقرب من تجمعات المتظاهرين.
البلبلة في العراق ولبنان الحليفتين لطهران بالتزامن مع محاولات تحييد قوات صنعاء مؤقتاً عن المواجهات العسكرية عبر الخوض في ما يصفه المراقبون بأنه نصف تهدئة ونصف حل بالتزامن مع وضع السعودية يدها عبر الوصاية الرسمية على عدن ومنها على باب المندب، كل ذلك يشير إلى أن ثمة أمراً ترتب له السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران.
الصحافة الإسرائيلية تحدثت قبل يومين في جميع الصحف والقنوات أن هناك حالة تأهب قصوى لدى الجيش الإسرائيلي، ونقلت عن مسؤولين في تل أبيب أن إسرائيل ومعها حلفاءها في المنطقة ستوجه ضربة عسكرية قاضية ضد إحدى الدول المعادية لها، كانت تلك إشارة واضحة إلى أن هذه الدولة المعادية هي إيران، كما أنها إشارة واضحة إلى أن “حلفاءها في المنطقة” مقصود بها السعودية والبحرين.