مصادر لـ”المساء برس” الإمارات انسحبت بالفعل جنوب اليمن بعد تهديدات الحوثيين
عدن – المساء برس| أفادت مصادر سياسية رفيعة جنوب اليمن إن الإمارات انسحبت بالفعل من المقرات والمناطق التي كانت تسيطر عليها جنوب البلاد ولم يعد لقواتها أي وجود على الأرض باستثناء وجود عدد قليل في مقر القيادة التابع لقواتها في مطار الريان بمحافظة حضرموت الذي تتخذ منه أبوظبي قاعدة عسكرية، منذ مشاركتها في التحالف السعودي ونقلت إليه مؤخراً المعتقلين الذين كانت تعتقلهم القوات الإماراتية في معتقلات سرية في عدن.
وقالت المصادر في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن السبب الرئيسي الذي دفع بالإمارات للانسحاب من اليمن هو جدية الحوثيين في تهديداتهم التي وجهوها لأبوظبي خاصة منذ استهدافهم لحقل الشيبة النفطي جنوب شرق السعودية بالقرب من العاصمة الإماراتية أبوظبي منتصف أغسطس الماضي، وهو الهجوم الذي شنته قوات صنعاء بعشر طائرات مسيرة وأعقبه كلمة لزعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي أشار فيها إلى أن الهجوم يجب أن يُفهم أيضاً بأنه رسالة قوية موجهة لأبوظبي.
المصادر أكدت أيضاً أن أبوظبي وتحديداً ولي العهد محمد بن زايد تعرض لضغوط داخلية من قبل قيادات وأمراء بعض الإمارات وعلى رأسهم أمير دبي محمد بن راشد الذي هدد بن زايد بانفصال دبي عن أبوظبي إذا استمرت صنعاء في إطلاق تهديداتها باستهداف أبوظبي ودبي بالصواريخ والطائرات المسيرة، وأن بن راشد هدد ولي عهد أبوظبي بأن استهداف الحوثيين لدبي سيدمر الإمارات بكلها وأن على أبوظبي إعادة النظر في سياساتها بشأن المشاركة في الحرب على اليمن إلى جانب السعودية.
ولفتت المصادر إلى أن انسحاب الإمارات جاء في الوقت الذي كان بإمكانها وبكل سهولة توسيع نفوذها جنوب اليمن وفرض شروطها كما تريد خاصة مع تزايد الضغط الذي تواجهه الشرعية وتحديداً حزب الإصلاح والذي بالكاد يستطيع إنقاذ وضعه والإبقاء على تحالفه مع السعودية التي بدأت تعيد النظر في هذا التحالف وتتأثر كثيراً بالعداء الإماراتي للإخوان المسلمين، وهو ما جعل الإصلاح في صراع يتصاعد بشكل مستمر مع السعودية في الفترة الأخيرة وقد انعكس هذا الصراع في تماهي الرياض مع سيطرة الانتقالي على عدن من جهة وعلى رعايتها مفاوضات بين الشرعية والانتقالي في جدة تسعى من خلاله منح الانتقالي حصة كبيرة في الشرعية على حساب نفوذ الإصلاح.
ويرى مراقبون إن الإمارات حاولت بداية الأمر أن توهم سلطات صنعاء بأنها ستنسحب استجابة للتهديدات فسعت إلى سحب جنودها من مناطق معينة ونقل بعض المعدات العسكرية فقط وليس سحبها خارج اليمن ومغادرة قواتها، لكنها وبعد أن تعرضت مصافي النفط في أرامكو شرق الرياض في بقيق وخريص لهجمات عنيفة من قبل قوات صنعاء منتصف سبتمبر الماضي وتأكد أبوظبي من أن الهجوم قد نفذته قوات صنعاء وليست إيران كما سعت واشنطن والرياض الزعم به، قررت بالفعل الانسحاب من اليمن وتسليم مناطق سيطرتها للسعودية، وذهبت للبحث عن تطبيع العلاقات من جديد مع إيران وفتحت خطوط اتصال مباشرة مع صنعاء لبحث إنهاء المشاركة الإماراتية في الحرب على اليمن.
ما يؤكد أيضاً مغادرة الإمارات لليمن هو استمرار إرسال السعودية دفعات عسكرية جديدة من قواتها إلى عدن، لاستلام المقرات والمنشآت والمناطق التي كانت تسيطر عليها أبوظبي بقواتها جنوب اليمن، ومثلما كانت أبوظبي تستخدم المجلس الانتقالي وقوات الحزام الأمني كأدوات لمد نفوذها جنوب اليمن خلال السنوات الماضية، يبدو أن السعودية أيضاً سترث هذه الأدوات والوسائل لاستمرار هيمنتها على جنوب اليمن ريثما تتوصل إلى اتفاق مع صنعاء من جهة وريثما تنتزع من الشرعية ما تريده من اتفاقيات لطالما سعت الرياض تحقيقها عبر اليمن ومنها مد أنبوب النفط السعودي عبر المهرة، ووقف التنقيب عن أي مخزون نفطي في المناقط الشمالية اليمنية خاصة في الجوف، بالإضافة إلى مطالب أخرى تضمن للرياض إبقاء اليمن حديقتها الخلفية، ومن المرجح أن تساوم الرياض الشرعية بالمجلس الانتقالي الذي باتت قواته من الأحزمة الأمنية والنخب بيد القوات السعودية مباشرة.