اتفاق جدة يتعثر والسعودية تمضي في تنفيذ الشق العسكري منه
عدن – المساء برس| على وقع الخلافات المتواصلة بين الانتقالي والشرعية بشأن اتفاق جدة، حيث ترفض الشرعية التوقيع على الاتفاق بناءً على البنود التي سعت أبوظبي لوضعها في الاتفاق كي تضمن بقاء نفوذها جنوب اليمن، بدأت السعودية بتنفيذ الشق العسكري من الاتفاق والمتمثل بإرسال قوات سعودية إلى عدن لاستلام أبرز المنشآت وتنفيذ عملية إعادة الانتشار خلفاً للقوات الإماراتية.
وعلم “المساء برس” من مصادر محلية في عدن أن القوات السعودية بدأت بإجراءات لاستلام الإشراف على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من الإماراتيين ومباشرة توزيعهم والترتيب لدمجهم ضمن قوات الشرعية على أن يبقى جزء من هذه القوات تحت السيطرة المباشرة من القوات السعودية الموجودة في عدن، وهي القوات التي اصطلحت عليها الرياض بوصفها بقوات محايدة تضمن تنفيذ اتفاق جدة في شقه العسكري.
ويوم أمس التقت لجنة عسكرية مشكلة من عدد من الضباط البارزين في القوات السعودية في عدن بقادة الشرعية العسكريين التابعين للمنطقة العسكرية الرابعة بالإضافة إلى قادة مسلحين من قوات الانتقالي التابعين للحزام الأمني.
وقالت مصادر إن الاجتماع الذي عقد في مقر قيادة التحالف السعودي في عدن جرى على مرحلتين حيث التقت القوات السعودية بقادة قوات هادي ومن ثم التقت بقادة قوات الحزام الأمني المدعوم إماراتياً، وفي كلا الاجتماعين جرى مناقشة ترتيبات المرحلة المقبلة من الناحية العسكرية بما في ذلك وضع قوات الانتقالي وكيفية دمجها بقوات الشرعية، بالإضافة إلى مناقشة عملية إعادة الانتشار العسكري.
هذا التحرك العسكري السعودي جنوب اليمن لتنفيذ بنود اتفاق جدة غير المعلنة حتى الآن في شقها العسكري، يأتي بالتزامن مع تعثر التوصل إلى توافق نهائي بين الشرعية والانتقالي بشأن الاتفاق الذي كان من المفترض أن يتم الإعلان عنه وإشهاره نهاية الأسبوع الماضي.
مصادر مقربة من الشرعية أفادت أن هناك ضغوطاً خارجية تمارس على رئيس سلطة الشرعية عبدربه منصور هادي للقبول باتفاق جدة ببنوده الموضوعة كما هي، في حين يرى تيار الشرعية والإصلاح في الرياض أن الاتفاق يعني القضاء على الشرعية واستبدال رموزها بشخصيات من المجلس الانتقالي وهو ما يعد انقلاباً من التحالف على الشرعية ذاتها من جديد، كون الرياض وأبوظبي على رأس الجهات الخارجية التي تضغط لتمرير اتفاق جدة.
وأضافت المصادر إن لقاء هادي بوكيل وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً جاء في إطار الضغط أكثر للقبول باتفاق جدة، مشيرة إلى أن اللقاء جاء بعد فشل الاتفاق المباشر بين هادي والزبيدي بعد أن التقى الأخير بهادي الأسبوع الماضي حين ذهب لزيارة مقر إقامته بالعاصمة السعودية وهو اللقاء الذي خرج فيه الطرفان بدون تحقيق أي نتائج ولم يتفقا على أي نقطة.
ويمنح اتفاق جدة بصيغته الحالية الحق للتحالف السعودي الإماراتي ممارسة الوصاية بشكل مباشر على المحافظات الجنوبية لليمن كما يمنحه الحق في تقرير مصير العديد من الملفات السيادية لليمن، وبالنسبة للشرعية فلا مانع لدى قيادتها في أن يبقى التحالف مشرفاً على المحافظات الجنوبية بما في ذلك المشرف على الوضع العسكري، شريطة أن لا يكون هناك دور بارز للمجلس الانتقالي فيما بعد.
وسبق أن نشر “المساء برس” معلومات بشأن إرسال السعودية قوات سودانية إضافية إلى جانب قواتها التي وصلت خلال الأسابيع الماضية إلى عدن.
وبحسب مصادر موثوقة في عدن فإن السعودية ستعزز تواجدها العسكري جنوب اليمن خاصة في المناطق الاستراتيجية والهامة مستندة في ذلك إلى الجانب العسكري من اتفاق جدة، وأنه من المفترض أن تنتشر القوات السعودية حتى تصل إلى قاعدة العند الجوية العسكرية بمحافظة لحج شمال عدن للسيطرة عليها بعد أن أخلت القوات الإماراتية بعضاً من قواتها ومعداتها العسكرية هناك الأسابيع الماضية.