صنع في اليمن.. الحوثين يُدخلون اليمن قائمة الدول المنتجة للمعدات الطبية بـ”تحويل الابتكارات لمنتجات”
صنعاء – المساء برس| لم يسبق أن تمكن مبتكر يمني من تحويل ابتكاره إلى منتج محلي الصنع وبدعم مباشر من السلطة، حدث هذا فقط في حكومة صنعاء الموالية لأنصار الله “الحوثيين”، وعلى العكس من ذلك كان أي مبتكر يواجه حرباً مباشرة وغير مباشرة من السلطة في عهدي الرئيس هادي وعلي عبدالله صالح.
في شهر رمضان الفائت أقامت وزارة الصناعة والتجارة بشكل رسمي مسابقة أطلقت عليها “المبتكر اليمني” لتشجيع المبتكرين على تقديم أفكار لمنتجات بديلة يمكن صناعتها محلياً للاستغناء عن المنتجات المستوردة، وتهدف سلطات صنعاء لتحقيق اكتفاء ذاتي، وهذا التوجه تحمله وتقوده بشكل مباشر جماعة أنصار الله وممثليها في المجلس الرئاسي والحكومة.
وفي مسابقة رمضان الفائت فازت المهندسة ريهام المختاري بالمرتبة الأولى في هذه المسابقة على اختراعها الطبي الجديد، حيث تمكنت المختاري من ابتكار جهاز لغسيل الكلى يمكن استخدامه في المنزل ولا يحتاج مريض الفشل الكلوي إجراء عملية غسل الكلى أسبوعياً في المستشفيات الكبيرة التي تحتوي على مراكز للغسيل وعددها قليل جداً وترهق مريضها ذهاباً وإياباً مرتين في الأسبوع الواحد لإجراء عملية الغسل، إذ بات بإمكان المريض أن يقوم بعملية الغسيل الكلوي في المنزل بفضل الجهاز الذي اخترعته المبتكرة ريهام المختاري.
ويعتبر جهاز سترة الغسيل الكلوي كبديل عن أجهزة غسيل الكلى التقليدية، حيث بات بإمكان مرضى الفشل الكلوي اقتناء الجهاز واستخدامه في منازلهم، ووصف مهندسون عاملون في قسم هندسة المعدات الطبية بكلية المجتمع بصنعاء هذا الاختراع بالابتكار الرائع والمذهل ولديه الفرصة والقدرة للوصول إلى العالمية”، خاصة وأن الجهاز بسيط وفعال للقيام بعملية الغسيل الكلوي لمرضى الفشل في هيئة سترة طبية يلبسها المريض وبإمكانه غسل الكلى في منزله وبدون تحمل مشقة العناء والذهب إلى مراكز الغسيل الكلوي في المستشفيات الكبرى التي لا تتواجد وتتوفر إلا في عدد قليل جداً من المحافظات اليمنية.
الجديد في الأمر، هو أنه ولأول مرة يجد ابتكار يمني طريقه إلى الدعم المباشر من السلطة بهدف تحويل هذا الابتكار إلى منتج محلي وإنتاجه بكميات كبيرة وإحلاله بديلاً للمنتجات التقليدية السابقة، وهذا بالفعل ما تحقق للمهندسة المختاري والتي وقعت السبت الماضي عقداً مع مؤسسة الأسمنت الحكومية لدعم مشروع جهاز غسيل الكلى المنزلي.
وبموجب العقد أصبحت ريهام المختاري مخولة بتحويل ابتكارها إلى مشروع ينتج بشكل واسع كي تتم الاستفادة منه عملياً على أرض الواقع، وحسب ما نشرته المبتكرة المختاري على صفحتها بالفيس بوك فإن وزارة الصناعة والتجارة وتحديداً الوزير عبدالوهاب الدرة كان متابعاً بشكل مباشر لتحويل الابتكار إلى منتج محلي، وتم تقديم الدعم الرسمي لهذا المشروع كي يرى النور.
وتجدر الإشارة إلى أن الفريق الذي حاز على المرتبة الثانية في مسابقة “المبتكر اليمني” تمكن من اختراع أطرافاً صناعية ذكية، ويجري العمل حالياً على إنشاء شركة محلية بدعم حكومي وبإدارة الفريق المبتكر لهذه الأطراف الصناعية بهدف إنتاج أطرافاً صناعية، وسبق أن وقعت حكومة صنعاء عقداً مع الفريق المبتكر لإنتاج 100 طرف صناعي ذكي حيث من المتوقع أن يتم توزيع هذه الأطراف على جرحى الحرب من مقاتلي الجيش التابعين لقوات صنعاء الذين بترت أطرافهم أثناء المواجهات مع المسلحين التابعين للتحالف السعودي أو الذين خسروا أطرافهم بسبب الغارات الجوية على اليمن.
ووفقاً لمصدر مسؤول في وزارة الصناعة بحكومة صنعاء صرح لـ”المساء برس”، فإنه وبهذين الابتكارين اليمنيين تصبح اليمن قد دخلت قائمة الدول المنتجة والمصنعة للمعدات الطبية.