الإمارات لم تنسحب والتحالف سمح بعودة بعض مسؤولي الشرعية ومنع آخرين

عدن – المساء برس| قالت مصادر جنوبية تابعة لـ”الشرعية” إن التحالف السعودي الإماراتي يسعى لإبقاء فرض سيطرته عسكرياً على المحافظات الجنوبية، وأن الحديث المتداول حول وصول قوات سعودية واستلامها لمطار عدن بدلاً عن القوات الإماراتية هو تبادل أدوار بين الإمارات والسعودية، وأن الرياض لا تمانع في أن تبقى أبوظبي مهيمنة على الشريط الساحلي لليمن.

وكانت وسائل إعلام عربية قد نقلت عن مصادر في “الشرعية” المقيمة خارج اليمن، أن السعودية أرسلت قوات إلى مطار عدن لاستلامه من القوات الإماراتية وأن هذا الإجراء يأتي في إطار الاتفاق المبدئي الذي رعته الرياض بين الانتقالي والشرعية في مدينة جدة والمستمر منذ نحو أسبوعين.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه المعتقل السابق لدى السجون الإماراتية والناشط السياسي المقرب من حزب الإصلاح عادل الحسني والمقيم في اسطنبول، أن الانسحاب الإماراتي من اليمن لم يتم ولا يزال هناك قوات إماراتية في السواحل اليمنية الجنوبية.

وأضاف الحسني في تصريح لقناة “الجزيرة” القطرية إن هناك ضباطاً إماراتيون لا يزالون موجودين في مطار عدن، مشيراً إلى أن الحديث عن أن السعودية سترسل قوات عسكرية إضافية للانتشار في مناطق حساسة ومهمة في عدن هو بتوافق كامل مع الإمارات وأن ذلك لن يغير شيئاً في المشهد جنوب اليمن.

ويرى أتباع الشرعية من المحللين السياسيين والإعلاميين أن هناك تقاسم أدوار بين الإمارات والسعودية، وأن ما سيحدث في الجنوب هو استبدال الاحتلال الإماراتي باحتلال سعودي، وأن مخرجات مفاوضات جدة ستؤدي إلى هيمنة أتباع الإمارات على الشرعية وأنهم بعد ذلك سيمررون الطلبات الإماراتية التي ظلت تسعى لها طيلة الفترة الماضية وسيعملون على تنفيذها وتمكين أبوظبي من أطماعها بشكل رسمي.

وعلى الرغم من الأنباء عن انسحابات إماراتية من جنوب اليمن وتمكين مسؤولي الشرعية من الوصول إلى بعض المحافظات إلا أن هذه الأنباء تفتقد إلى المصداقية بنسبة كبيرة، فالقوات الإماراتية لا تزال موجودة جنوب اليمن، كما أن التحالف السعودي الإماراتي سمح فقط لبعض المسؤولين في الشرعية من الموالين لكل من الإمارات والسعودية على حد سواء، بالعودة إلى محافظة شبوة وحضرموت فقط ولم يُسمح لهم بالعودة إلى عدن، كما لم يسمح التحالف عودة معظم المسؤولين بالشرعية المعارضين للإمارات مثل وزير داخلية الشرعية أحمد الميسري وآخرين.

وتقول مصادر في الشرعية أن التحالف لم يسمح لمسؤولي الشرعية من المعارضين للدور الإماراتي جنوب اليمن من المشاركة في المفاوضات الجارية في جدة بين الانتقالي والشرعية.

وأما بالنسبة للموقف الرسمي من القيادة السياسية في صنعاء بشأن أنباء الانسحابات الإماراتية، فإن مصادر رفيعة أفادت في تقرير سابق لـ”المساء برس” بأن الموقف في صنعاء يرى أن ما تفعله الإمارات جنوب اليمن هو مراوغة ومناورة مكشوفة ومفضوحة وأنها على اطلاع كامل بالتحركات الإماراتية الحقيقية وأن التغطيات الإعلامية الإماراتية والتي تسعى لتصوير الموقف على أن أبوظبي ماضية في التزامها السري مع صنعاء بشأن الانسحاب من اليمن لن تنطلي على قيادة السلطة في صنعاء كونها تعرف أن القوات الإماراتية لا تزال متواجدة جنوب اليمن وهي المهيمنة والمسيطرة حتى وإن سحبت بعض معداتها وعتادها العسكري.

وبالتالي فإن التهديدات اليمنية الصادرة من صنعاء تجاه الإمارات لا تزال قائمة ومن المحتمل جداً أن تقوم صنعاء بتنفيذ ضربة عسكرية داخل العمق الإماراتي في أي وقت، علماً أن محاولات الإمارات التقرب من إيران عبر إرسال مسؤولين رفيعين كان آخرهم طحنون بن زايد مستشار ولي عهد أبوظبي وشقيقه إلى طهران في زيارتين متتاليتين إلى طهران الأسبوع الماضي لن تمنع صنعاء من ضرب أبوظبي إذا استمرت في مناوراتها ورفضت تنفيذ التزامها المتفق عليه سراً مع صنعاء بالانسحاب من اليمن.

قد يعجبك ايضا