واشنطن تريد الإبقاء على حالة التوتر جنوب اليمن قائمة
واشنطن – المساء برس| مع تصاعد الحديث عن اتفاق جديد رعته السعودية بين حكومة ما تسمى “الشرعية” المنفية خارج اليمن وبين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أنشأته الإمارات وتدعمه بالمال والسلاح، بدأت وسائل إعلام ومراكز دراسات أمريكية تتحدث عن وجود حالات انقسام داخل المجلس الانتقالي نفسه بالإضافة إلى أن هناك مكونات جنوبية معارضة للمجلس الانتقالي.
والواضح أن هناك رغبة أمريكية في إبقاء حالة الصراع في جنوب اليمن قائمة أو على الأقل عدم التوصل إلى حل سريع بين الشرعية والانتقالي، ولهذا نشرت وسائل إعلام أمريكية تقارير بشأن الوضع في جنوب اليمن وطبيعة التقسيم الاجتماعي والمكونات السياسية هناك وما إذا كان الاتفاق الذي جرى في جدة السعودية بين الشرعية والانتقالي سيتم تنفيذه بوجود مكونات جنوبية أخرى معارضة للانتقالي والتحالف السعودي الإماراتي وتدخله العسكري في اليمن بشكل رئيسي بالإضافة إلى وجود القبائل والعشائر المعارضة للانتقالي كقبائل المهرة وشبوة على سبيل المثال.
ويرى مراقبون إن إثارة وسائل الإعلام الأمريكية لهذا الموضوع تحديداً في هذه التوقيت – أي بعد التوصل إلى اتفاق بين الشرعية والانتقالي – ينبئ عن رغبة أمريكية بضرورة تحرك المكونات الجنوبية الأخرى والقبائل المعارضة للتحالف السعودي الإماراتي والمجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، ورفض التعاطي مع مخرجات مباحثات جدة.
وعلى سبيل المثال يثير موقع المونيتور الأمريكي والذي يهتم بشؤون الشرق الأوسط وينشر تقاريره التحليلية باللغة العربية والفارسية والإنجليزية، في تقرير نشره الموقع اليوم الوضع في المحافظات الجنوبية باليمن، ويشير إلى الانقسامات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة، كما يحاول الموقع التلميح إلى أن هناك مساعي في حضرموت للاستقلال والاتجاه نحو الحكم الذاتي بعيداً عن الحكومة المركزية اليمنية وبعيداً عن المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات على الرغم من أن الانتقالي هو أيضاً يرفع شعار الانفصال وإقامة دولة جنوبية.
ويشير الموقع إلى أن الانتقالي بدعم من الإمارات يريد بسط نفوذه على محافظة حضرموت أكبر محافظات اليمن والغنية بالنفط كما أنه أيضاً يريد بسط نفوذه في المهرة أقصى الجنوب الشرقي على الحدود مع عمان، لافتاً إلى أن حضرموت بحد ذاتها تريد حكم ذاتها من دون وجود الانتقالي وأن المهرة تتجه أيضاً لنفس الشيء.
وقال الموقع إنه ورغم أن معظم المكونات الجنوبية التي صعدت منذ 2007 وحتى الآن تطالب بانفصال الجنوب وإقامة دولة مستقلة، إلا أن جميع هذه المكونات تعارض المجلس الانتقالي لكونه تابعاً للإمارات، ويضيف الموقع “بدون الدعم الإماراتي للانتقالي وقواته في الأحزمة الأمنية والنخب فإن المجلس سوف ينهار”.