صحيفة بريطانية: التهديدات الحوثية باستئناف الهجمات على السعودية جادة ومن غير الحكمة تجاهلها
لندن – ترجمة خاصة – المساء برس| ذكرت صحيفة “ذا نيو أرب” البريطانية في وصف لعملية محور نجران التي نفذتها قوات صنعاء وأطلق عليها اسم “نصر من الله” خلال الأشهر الثلاثة الماضية وأيضاً وصف الهجوم بالطائرات المسيرة على منشأتي أرامكو منتصف سبتمبر الماضي إنهما عمليتان يمكن أن يعقبهما عمليات أعنف وأشد حسب تهديدات سلطات صنعاء في بيانات رسمية.
وقالت الصحيفة إن تهديدات الحوثيين التي أطلقوها مؤخراً بعد مبادرتهم المعلنة بوقف الهجمات على السعودية إذا لم تستجب الأخيرة للمبادرة وتوقف هي أيضاً القصف من جانبها، هي تهديدات نابعة من خطة عمل جادة وليست مجرد تصريحات أو تهويل إعلامي، وأضافت إن عدم النظر إلى مثل هذه التهديدات سيكون من غير حكمة.
وقالت الصحيفة في وصفها لعملية محور نجران “نصر من الله” إن جثث المقاتلين كانت منتشرة على الأرض والنيران مشتعلة في المركبات المدرعة وهناك وفرة من الأسلحة وذخائر تم الاستيلاء عليها، وأضافت أن “المعدات العسكرية المتقدمة المستوردة من بلدان مختلفة بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا انتهى بها المطاف إلى تدميرها أو تفحمها أو الاستيلاء عليها”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “هذه ضربة مثبطة للقوات التي يقودها التحالف ودرس قوي لليمنيين المؤيدين للسعودية الذين يريدون الانضمام إلى القتال على الحدود السعودية”، مشيرة إلى أن هذه العملية لا تزال دليلاً واضحاً على أن البراعة العسكرية السعودية ليست قوية بما يكفي لفرض حل عسكري في اليمن، وقالت إنه “رغم ذلك تواصل المملكة الغنية بالنفط إنفاق مليارات الدولارات على قدرات الجيش والدفاع، ولم تتمكن على الأقل من صد التوغلات الحوثية على الحدود أو هجمات الطائرات بدون طيار التي ضربت منشآتها الحيوية بشكل متكرر بما في ذلك هجوم سبتمبر المدمر على مصنع أرامكو العملاق للنفط”.
وقالت الصحيفة “على الرغم من جسامة الخسارة بعملية نجران إلا أن السعودية أنكرت عملية الحوثي ووصفتها بأنها دعاية وأنها جزءاً من محاولات تضليل الحوثيين لوسائل الإعلام الدولية والإقليمية، لكن صحفيون يمنيون مستقلون قالوا للصحيفة إن التحالف دائماً ما ينكر تعرضه للهزائم من قبل الحوثيين، وقال الصحفي محمد عبده – صحفي مستقل – إن “فشل التحالف في اليمن سياسياً وعسكرياً لا يمكن إنكاره، لا يمكنهم إنكار أنهم لم يفوزوا في الحرب على مدى السنوات الأربع والنصف الماضية ولا يمكن أن ينكروا أنهم فشلوا في استعادة الحكومة اليمنية، ولا يمكنهم إنكار حربهم التي أدت باليمن إلى الدمار”.
ويضيف الصحفي محمد عبده مختتماً تصريحه بالقول “على الرغم من التفوق العسكري السعودي مقارنة بالحوثيين، إلا أن المملكة أصبحت أكثر ضعفاً من أي وقت مضى”.
تهديدات صنعاء جادة وليست مجرد تصريحات
وأشارت الصحيفة انه في حين أن فشل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن مستمر في التزايد، إلا أن ثقة الحوثيين تتعزز يوماً بعد آخر، لافتة إلى البيان الصادر عن المجلس السياسي الأعلى – مجلس الرئاسة – الصادر الأربعاء الماضي والذي قالت فيه الرئاسة إن “الاستعدادات جارية لشن المزيد من الهجمات على السعودية”، كما أشار البيان إلى أن “الهجمات الأخيرة على منشأتي أرامكو السعودية للنفط كانت مجرد غيض من فيض ويمكن أن تؤدي قدراتها العسكرية إلى مزيد من الدمار في حال لم تستجب السعودية بشكل إيجابي لنداءات السلام”.
وقالت الصحيفة “من الواضح إن تهديدات الحوثيين تنبع من خطة عمل جادة وأن عدم النظر إلى مثل هذه التهديدات سيكون من غير حكمة”، مؤكدة أن التحالف السعودي غارق في اليمن بسبب “الفهم الخاطئ للقدرات العسكرية الحوثية المتزايدة والوهم بأن مبيعات الأسلحة الغربية الضخمة للسعوديين ستكون فعالة في ردع تهديدات الحوثيين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن جزءاً كبيراً من عتاد التحالف العسكري المستورد من الخارج يذهب في نهاية الأمر إلى يد الحوثيين، وقالت الصحيفة “تشكل الخسائر البرية المستمرة للقوات التي تقودها السعودية مصدراً للتسلح الحوثي”، مشيرة إلى تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء العميد يحيى سريع والذي قال “لأولئك الذين يسألون عن مصدر أسلحتنا، نرد بكل فخر أن المصدر الأول لأسلحتنا هو العدو نفسه وأن ما تم اغتنامه من أسلحة وذخائر من عملية نصر من الله بمحور نجران يكفي لقتال التحالف عدة أشهر”.