القصة الكاملة لفتح معابر تعز.. من يرفض فتحها وكيف كشف الإصلاح نفسه؟
تعز – المساء برس| الأربعاء الماضي أعلنت سلطة صنعاء عن مبادرة جديدة تقدمت بها من جانب واحد لعلها تلقى قبولاً من الجانب الآخر “الشرعية والإصلاح” لكي يتم تنفيذها كون هذه المبادرة تتطلب موافقة الطرف الآخر بالضرورة حتى تنجح.
كانت المبادرة التي أعلنتها إحدى الشخصيات الاجتماعية القبلية المعروفة في تعز وهو عضو مجلس الشورى والمعين من قبل سلطة صنعاء الشيخ علي القرشي وهو أيضاً قيادي في جماعة أنصار الله، قد تضمنت قراراً بفتح معبر “غراب” غرب مدينة تعز وبالفعل تم فتح المعبر بهدف تخفيف معاناة المواطنين والمسافرين أثناء سفرهم لعدة ساعات بسبب طول المسافة التي يقطعونها حيث يسلكون طريقاً بديلة من داخل الأرياف تزيد من ساعات السفر ومجهود المسافرين ومعاناتهم بسبب الطريق.
الشيخ القرشي أعلن أن المبادرة التي أعلنتها صنعاء يجب أن تلقى قبولاً من الطرف الآخر، أي سلطة الأمر الواقع في تعز “الإصلاح والشرعية”، وقال القرشي إنهم منتظرون لرد الطرف الآخر على هذه المبادرة، مشترطاً أن يقدم هذا الطرف الضمانات لحفظ أمن وسلامة المواطنين.
وعلى وقع إعلان صنعاء لمبادرتها والتي جرى إعلانها من داخل محافظة تعز، تحديداً من مديرية شرعب الرونة أثناء فعالية تأبين أربعينية أحد القادة العسكريين الذين قتلوا في معارك محور نجران إلى جانب قوات صنعاء ضد قوات التحالف السعودي الإماراتي، على وقع هذا الإعلان، وجدت الشرعية وتحديداً حزب الإصلاح المسيطر على مفاصل تعز ومؤسساتها الحكومية والعسكرية، وجد نفسه أمام مطالبات
شعبية من أبناء مدينة تعز تطالب الإصلاح بالاستجابة لمبادرة “الحوثيين” وفتح معبر غراب من جهة سيطرة الإصلاح والشرعية والسماح للمواطنين بالمرور.
ويبدو أن الإصلاح اعتبر أن استجابته للمبادرة سيعمل على رفع شأن جماعة أنصار الله وسلطة صنعاء لدى أبناء مدينة تعز، ولهذا سعى الحزب إلى تجاهل المبادرة وعدم الرد عليها، بل والأكثر من ذلك أن الحزب استغل هيمنته على منابر المساجد ودفع بخطباء صلاة الجمعة يوم أمس للحديث عن هذا الموضوع، وتضمنت خطب رجال الدين الإصلاحيين في تعز استنكاراً لمبادرة صنعاء بفتح معبر “غراب” وحاول الخطباء تصوير المبادرة على أنها تكرم وتفضل من أنصار الله على أبناء تعز، وحاول خطباء المساجد أيضاً تعبئة المصلين من أبناء المدينة بأن هذه المبادرة يجب ألا تُقبل ولا تمر وحاول الخطباء أيضاً التحدث باسم أبناء تعز بالقول “لا نريد أن تُفتح المعابر على حساب كرامة تعز وأبنائها”.
وعلى وقع ما دفع به الإصلاح عبر خطب الجمعة في مساجد مدينة تعز يوم أمس، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالردود والمنشورات الساخطة ضد الإصلاح وضد رفضه مبادرة أنصار الله وعدم التعاطي معها، لكن الحزب حاول تجاوز السخط الشعبي ضده في مدينة تعز بالقيام بحركة التفافية على مبادرة صنعاء، غير أن هذه الحركة بدلاً من أن تخفف السخط الشعبي ضد الإصلاح زادت منه بشكل أكبر وأوصلت الشارع التعزي إلى حقيقة مفادها أن “حزب الإصلاح هو من يفرض الحصار على مدينة تعز منذ بداية الحرب وحتى الآن”.
حركة الإصلاح التي قامت بتنفيذها اليوم كانت أشبه “بالمسرحية الهزلية” حسب وصف المؤيدين للشرعية أنفسهم في تعز، حيث قامت قيادات من حزب الإصلاح تشغل مناصب قيادية بالسلطة المحلية في تعز بتجميع عدد من المواطنين والذهاب بهم إلى المنفذ الشرقي، وجرى اصطحاب عدد من الإعلاميين للالتقاط صور لمسؤولي الإصلاح وهم في المعبر الشرقي ويقومون بفتحه، لكن الحركة الإصلاحية قوبلت بازدراء وسخط شعبي عارم بسبب محاولة الحزب مغالطة المجتمع المحلي، خاصة بعد تصريح رئيس لجنة التفاوض حول فتح منافذ تعز من طرف الشرعية عبدالكريم شيبان والذي قال لوسائل الإعلام أثناء تواجده في المعبر الشرقي صباح اليوم إن “الحوثيين لم يوضحوا، في مبادرتهم لفتح الطرق، الوقت والزمن، وأي المنافذ التي سيفتحونها”، وهو ما قوبل باستنكار أبناء تعز كون مبادرة صنعاء كانت واضحة وتناولتها معظم وسائل الإعلام في اليمن وهي فتح منفذ “غراب” المنفذ الغربي للمدينة، كما أن الوساطة المحلية التي نسقت سلطات صنعاء معها لنقل المبادرة إلى الطرف الآخر أبلغت الإصلاح في تعز أن المنفذ الذي أعلنت صنعاء عن فتحه هو المنفذ الغربي.
ووصف ناشطون إن ما قام به الإصلاح اليوم من محاولة إيهام المجتمع بفتح المعبر الشرقي، “سخيفة وتفضح الإصلاح وتكشف حقيقة أنه المعرقل لفك الحصار عن تعز والمستفيد من هذا الحصار”، وأن فتح هذه المعابر ليست قراراً يصدر في ساعة وبشكل مفاجئ هكذا فالمعروف أن الطريق من هذا الاتجاه هي ملغومة كونها منطقة عسكرية منذ سنوات وتحتاج إلى لجان من الجانبين واتفاق مع الطرف الآخر والتنسيق مع الوسطاء المحليين الذين نقلوا لقيادة تعز والإصلاح مبادرة صنعاء بشأن فتح المعبر الغربي، متسائلين عن سبب
والواضح أن الإصلاح أراد مما قام به، إخراج نفسه من دائرة الاتهام من أنه المعرقل والرافض لفك الحصار عن مدينة تعز، خاصة بعد التحريض الذي عمل عليه لرفض مبادرة صنعاء عبر منابر المساجد أثناء خطبة الجمعة، وذلك ما تبين من خلال التصريحات التي أدلى بها مسؤولي الشرعية الإصلاحيين من المنفذ الشرقي، حيث حاولوا تصوير الوضع على أن المنافذ من جهتهم مفتوحة وأن من يرفض فك الحصار وفتح المعابر هي سلطة صنعاء، وبدلاً من ذلك زاد الحزب بحركته الأخيرة من قناعة أبناء مدينة تعز أن أنصار الله وسلطة صنعاء ليست الجهة المحاصرة لتعز وأن من يفرض الحصار ويريد إبقاءه قائماً هو حزب الإصلاح وجماعاته المسلحة المستفيدة من الجبايات المالية التي تتحصلها بسبب طول الطريق البديلة الخاصة بالمسافرين وشاحنات نقل البضائع من الجنوب إلى الشمال.