طهران أبلغت وسطاء السعودية بأن على الرياض التفاهم مع أنصار الله مباشرة

صنعاء – المساء برس| من المتوقع أن يذهب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى إيران بطلب من السعودية للتوسط للمرة الثانية لدى طهران لإنهاء التوتر الحاصل بينها وبين السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية.

وحسب وسائل الإعلام الباكستانية فإن عمران خان سيتوجه إلى إيران قريباً بطلب من السعودية ليكون الوسيط الجديد على خط الخلاف بين طهران والرياض، وسيسعى رئيس الوزراء الباكستاني خلال هذه الزيارة إلى تمهيد أرضية مناسبة لتخفيض حدة التوتر بين إيران وأميركا، حسب ما أفادت وسائل الإعلام الباكستانية.

وسبق للسعودية أن طلبت من رئيس وزراء باكستان التوسط لدى إيران بعد الهجمات التي تعرضت لها شركة أرامكو منتصف سبتمبر الماضي في بقيق وخريص شمال المملكة بطائرات مسيرة يمنية الصنع أطلقتها القوات اليمنية التابعة لسلطة صنعاء وأدت إلى توقف أكثر من نصف الإنتاج السعودي من النفط الخام والغاز.

وإلى جانب باكستان حاولت السعودية إرسال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي للتوسط لدى طهران.

وتعتقد الرياض أن لدى طهران القدرة على السيطرة والتحكم بجماعة أنصار الله في اليمن، وهو ما سبق وأن نفته مراكز دراسات استراتيجية غربية بقولها إن إيران لا تملك أي سلطة على أنصار الله في اليمن وأن سلطة صنعاء لها سياستها المستقلة تماماً عن السياسة الإيرانية وأن على السعودية التفاهم مع اليمنيين مباشرة إذا أرادت أن توقف الهجمات اليمنية على منشآتها النفطية ومطاراتها.

ووفقاً لمصدر دبلوماسي يمني مقيم خارج اليمن تحدث لـ”المساء برس” فإن الوساطة الباكستانية والعراقية التي أرسلتها الرياض إلى طهران أعادت السعودية إلى اليمنيين مرة أخرى، وقال المصدر إن القادة الإيرانيين أبلغوا الوسطاء أن يبلغوا السعوديين أن عليهم التفاهم مع أنصار الله في اليمن وأن طهران لا تملك سلطة قرار على المجلس السياسي الأعلى الحاكم في اليمن بقيادة أنصار الله، مشيراً إلى أن السعودية طلبت من طهران أن تلزم قوات صنعاء وأنصار الله بوقف الضربات على السعودية بشكل دائم ظناً منها أن “الحوثيين” يعملون وفق الإملاءات والتوجيهات الإيرانية، غير أن القادة الإيرانيين أوصلوا رسالة للسعوديين عبر وسطائهم بأن عليهم التفاهم مع أنصار الله وسلطة صنعاء في هذا الشأن وأن ذلك شأن يخص اليمنيين ولا يخص إيران.

وقال المصدر إن السعودية استجابت بالفعل للرسائل الإيرانية واتجهت للبحث عن تفاهم مع اليمنيين بشكل مباشر، وهو ما تُرجم من خلال فتح الاتصال المباشر مع رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط وهو ما كشفته وكالة رويترز الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن السعوديين طرحوا على المشاط وقف الهجمات الجوية من قبل السعودية في بعض المناطق فقط في اليمن مقابل وقف قوات صنعاء الهجمات على السعودية بالكامل وأيضاً وقف العمليات العسكرية البرية داخل اليمن ضد المسلحين الموالين للتحالف السعودي، وهو ما رفضه المشاط جملة وتفصيلاً ورد على السعوديين بأن المبادرة التي أعلنتها صنعاء من جانب واحد واضحة وصريحة وتنص على وقف القصف الجوي على اليمن بشكل كامل بدون استثناء أي منطقة كون مبادرة صنعاء نصت على وقف الهجمات اليمنية على السعودية بشكل كامل.

وحتى اللحظة لم توقف السعودية قصفها الجوي على اليمن ولا تزال تنفذ غارات جوية خاصة في المناطق الحدودية، غير أن اللافت هو أن الغارات الجوية قد تقلص عددها مقارنة بالغارات التي كانت تشنها السعودية قبل قصف منشآت أرامكو، ويوم أمس ذكر مصدر عسكري في صنعاء إن طيران التحالف شن غارتين على مديرية الصفراء بمحافظة صعدة شمال اليمن، كما استهدفت السعودية قرى آهلة بالسكان في منطقة غافرة بمديرية الظاهر بنفس المحافظة عبر القصف الصاروخي والمدفعي.

والإثنين الماضي كان رئيس الوفد المفاوض عن سلطة صنعاء قد التقى بالسفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تستوت ونائبه في سلطنة عمان، بعد يوم واحد من لقائه بالسفير البريطاني.
وخلال اللقاء أكد رئيس وفد صنعاء والمتحدث باسم أنصار الله محمد عبدالسلام إن “قوى العدوان ترفض حتى اللحظة تقديم أي تصور حقيقي لوقف عدوانها وحصارها بناء على المبادرة الرئاسية وأي خطوات انسانية أخرى وهو ما يثبت أن النظام السعودي ومن يقف خلفه ما زالوا متمسكين باستمرارية العدوان والحصار”.

واعتبر عبدالسلام أثناء لقائه بالسفير الفرنسي إن التحالف زاد من وتيرة عدوانه على اليمن من الناحية الإنسانية، لافتاً إلى تشديد الحصار السعودي على عدد من السفن التجارية الخاصة بالمشتقات النفطية ومنع دخولها لميناء الحديدة.

قد يعجبك ايضا