عاجل رويترز: السعودية تدرس بجدية اقتراح الحوثيين لوقف الحرب وفتحت اتصالاً مباشراً مع المشاط

الرياض – المساء برس| نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية قولها إن السعودية تدرس بجدية اقتراح الحوثيين لوقف إطلاق النار في اليمن.
وكشفت رويترز بحسب مصدر عسكري لم تسمه، أن السعودية فتحت اتصالاً مباشراً مع رئيس المجلس السياسي الأعلى لسلطة صنعاء مهدي المشاط، عبر طرف ثالث.
كما نقلت الوكالة عن مصادر أخرى قولها إن الغارات السعودية في اليمن تراجعت بشكل كبير وهناك ما يدعو للتفاؤل بشأن التوصل لحل قريباً.
ونقلت الوكالة أيضاً إن موافقة السعودية على وقف الغارات يعني فعلياً انتهاء الحرب، مضيفة – نقلاً عن دبلوماسي أوروبي – أن “محمد بن سلمان ولي العهد السعودي يريد الخروج من اليمن لذا علينا أن نجد سبيلاً له للخروج مع حفظ ماء الوجه”.

وكانت قيادة السلطة السياسية في صنعاء قد عرضت قبل نحو أسبوعين وقف هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية محلية الصنع على المملكة السعودية كمبادرة أحادية الجانب على أمل أن تبادر السعودية أيضاً بمبادرة مماثلة، لكنها في الوقت ذاته حذرت الرياض من عدم التجاوب مع مبادرة صنعاء وقرارها بوقف الهجمات على السعودية، وألمحت إلى أن الفرصة أمام السعودية مدتها أيام فقط وأن رفض مبادرة صنعاء سيقابل بهجمات أشد وأعنف من الهجمات الأخيرة على منشآت النفط التابعة لأرامكو في بقيق وخريص شرق المملكة منتصف سبتمبر الماضي.

وفي البداية لم تقبل السعودية عرض صنعاء، كما أنها لم تعلق عليه بالرفض أو القبول، غير أن الرياض فيما يبدو وجدت أن الفرصة المتاحة أمامها حالياً للخروج من المستنقع الذي غرقت فيه في اليمن تعتبر فرصة ذهبية للخروج من الحرب مع احتفاظها بماء الوجه، وهو ما دفعها هذا الأسبوع إلى الترحيب بخطوة صنعاء، وحسب رويترز فقد قال ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران آخران مطلعان أن “المملكة تدرس بجدية شكلاً من أشكال وقف إطلاق النار في محاولة لوقف تصعيد الصراع”.

وأشارت رويترز إلى أن حلفاء السعودية الغربيون بمن فيهم الدول المقدمة دعماً عسكرياً للسعودية في حربها باليمن من سلاح ومعلومات مخابراتية، تضغط هذه الدول على السعودية من أجل إنهاء الحرب التي أدت لمقتل عشرات الآلاف من اليمنيين بشكل مباشر ووفاة مئات الآلاف بشكل غير مباشر بفعل الحصار الاقتصادي وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام اليمنيين.

ما كشفته رويترز يأتي بعد ساعات من حديث لنائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان نجل العاهل السعودي أمس الخميس على تويتر من أن المملكة تنظر إلى هدنة الحوثيين بإيجابية، وهو أول موقف رسمي إيجابي من السعودية يصدر بشكل رسمي عن الرياض منذ الإعلان عن قرار صنعاء وقفها الهجمات على السعودية في العشرين من سبتمبر الماضي.

وقبل خالد كان شقيقه ولي العهد محمد بن سلمان قد قال حديثاً مشابهاً في مقابلة أجرتها معه قناة “سي بي اس” الأمريكية والتي أبدى فيها تفاؤله بمبادرة صنعاء، وقال إن “اقتراح الحوثيين يمثل خطوة إيجابية نحو حوار سياسي أكثر جدية”، مضيفاً أن السعودية منفتحة على كل المبادرات من أجل حل سياسي في اليمن، لافتاً أن المملكة تأمل أن يحدث ذلك اليوم بدلاً من الغد، حسب وصفه أثناء المقابلة التلفزيونية.

وبالعودة إلى ما كشفته رويترز بشأن فتح السعودية اتصالاً مباشراً مع رئيس السلطة السياسية في صنعاء مهدي المشاط، قالت الوكالة إن مصدراً عسكرياً كبيراً في اليمن مقرب من أنصار الله قال إن السعودية فتحت اتصالاً مع المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى عبر طرف ثالث، لكن المصدر أكد عدم التوصل إلى اتفاق.

وأشار المصدر العسكري المقرب من أنصار الله في صنعاء لرويترز إن العرض السعودي تضمن وقفاً جزئياً لإطلاق النار في مناطق محددة، ونقلت الوكالة عن مصدران دبلوماسيان ومصدر مطلع آخر إن وقف إطلاق النار الجزئي مطروح على الطاولة.

وأشارت الوكالة إلى أن مسؤولين من أنصار الله قالوا إن الاتفاق الجزئي غير مقبول، مستشهدة بتصريحات وزير الإعلام والناطق باسم حكومة صنعاء ظيف الله الشامي والذي قال إن المطلوب هو الوقف الكامل للغارات الجوية في جميع أنحاء اليمن ووضع حد لحصار الشعب اليمني.

قد يعجبك ايضا