(البيئة الملائمة)،، خطيرة على المملكة،، القاسم المشترك للقاءات غريفيث مع قيادات صنعاء في الداخل والخارج
تحليل –هاشم يحيى-المساء برس| تحرك مفاجئ وسريع قام به مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، جاء في الوقت الذي تم فيه تسجيل العديد من المواقف والتصريحات التي اعتبرت إيجابية لتحريك المياه الساكنة في ملف المفاوضات في اليمن، كما اعتبر طرف صنعاء الوقت مواتيا لتحقيق تقدم في اتفاقية السويد، في كافة ملفاته، وهذا الأمر الذي أجمع عليه كل من التقى بغريفيث في صنعاء ومسقط.
وباستثناء التحذيرات الشديدة اللهجة التي أطلقتها صنعاء للرياض وبعض الردود النارية من قبل مسؤولين سعوديين فإن ثمة ما يؤكد أن السعودية عازمة على التهدئة مع الحوثيين، بسبب الضغوطات القوية التي تتعرض لها على المستويين العسكري والسياسي، والتي خلقت بيئة اعتبرها الحوثيون مواتية لتقديم المملكة تنازلات وخطوات لمصلحة صنعاء، لا سيما وقد سبقتها حليفتها الإمارات إلى الإعلان عن الانسحاب من اليمن، وإن كان انسحابا صوريا إلا أنه صب في مصلحة الحوثيين بخلقه مزيدا من الضغط على الرياض التي وجدت نفسها وحيدة، في معركة مع خصم عنيد، كالحوثيين، وموال هو أضعف حلقات الصراع في اليمن والمتمثل في الشرعية، في الوقت الذي تحصنت الإمارات في اليمن بموالين أكثر جدية وتشبثا بالأرض وتواجدا عليها، والأهم من ذلك أن الإمارات مستعدة للدفاع عنهم بكل قوة، وهو الأمر الذي ترددت السعودية حياله بشأن الشرعية.
لهذا وبعد الضربات القاسية التي أعلنت صنعاء عن تبنيها وتنفيذها في أرامكو ونجران، والخذلان الكبير الذي واجهته السعودية من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وجود صراعات داخل دواوين المملكة، فمن المرجح أن تنزل المملكة من أعلى الشجرة، لأن العواقب ستكون أكثر وخامة فيما لو لم تتعاطى مع الواقع الجديد الذي فرض عليها، من جميع الاتجاهات.
حيث حذر المجلس السياسي في صنعاء من مغبة عدم قبول مبادرة السلام، مؤكدا أن هناك تحضيرات واسعة لضربات لا محدودة وبالغة الأثر بنطاقات زمنية واسعة ستكون كفيلة بهزيمة السعودية وسحق قدراتها إذا لم تجنح للسلام والحوار، وهذا التحذير والتهديد ينبغي على السعودية أن تأخذه على محمل الجد، لأنها صعقت عندما تجاهلت التحذيرات السابقة.
ومما أكدت عليه صنعاء للمبعوث الأممي عند لقائه برئيس السياسي الأعلى مهدي المشاط هو تأجيل العديد من الضربات الاستراتيجية التي تم الإعداد والتخطيط لها وهي وفقا لصنعاء لا تقل من حيث الحجم والتأثير عن ضربة أرامكو وذلك لمنح السعودية الفرصة لالتقاط المبادرة واستغلالها وسماع صوت العقل والمنطق”.
المشاط هذه المرة استفاد بلغة جديدة وهي التخويف والإرعاب، التي بات يراه في عيني ابن سلمان وبلغة الواثق من التنفيذ والانتصار وهو ما لم تخفق صنعاء في تحقيقهما واقعا مرئيا، لا شك فيه، حيث قال مهدي المشاط ” إننا حين قدمنا تلك المبادرات أردنا أن نعلي صوت السلام، وإذا لم يستمعوا له فلدينا ضربات موجعة ستجعلهم يستمعون إليه.
كما هدد المشاط بما كان الرئيس السابق للمجلس السياسي صالح الصماد قد هدد به فيما لم يتم رفع الحصار عن اليمن، حيث حذر المشاط من أن استمرار الحصار واحتجاز سفن الغذاء والدواء والمشتقات النفطية ترفع من مستوى تهديد الملاحة البحرية وعسكرة البحر الأحمر، محملاً دول العدوان تبعات كل ذلك.
وفي لقائه بقائد أنصار الله الحوثيين عبد الملك الحوثي كانت النقطة الجوهرية التي أكد عليها الحوثي لغريفيث هي مبادرة مهدي المشاط وهي ذات النقطة التي اجتمع حولها غريفيث مع وفد صنعاء في مسقط برئاسة محمد عبدالسلام الذي أكد هو الآخر على أن الفرصة مواتية لوقف ما وصفه بالعدوان وانهاء الحصار وآليات المبادرة التي أعلن عنها مهدي المشاط.
كما تقدم وفد صنعاء وفقا لما نشرته المواقع الرسمية لأنصار الله الحوثيين بالنصح للأمم المتحدة بالتقدم الإيجابي في هذا الجو الذي وصفه بالداعم والمساند لمسار الحل السياسي بدعوة صريحة لوقف ما وصفه بالعدوان وطرح الحل السياسي الشامل وبما يؤدي الى الدخول الفوري في نقاش الإطار العام وبقية الأفكار السياسية الأخرى.
وبناء على ذلك فإن صنعاء ترى أن العمليات الأخيرة التي نفذتها أوجدت مخرجا للرياض للجنوح للسلم باعتبار التوازن الذي خلقته هذه العمليات.
فالبيئة التي تقصدها كافة القيادات في صنعاء هو هذا التوازن الرادع، والذي وفقا لرؤية صنعاء “إن لم تؤمن به المملكة السعودية، فإنها ستعمل على خلق بيئة أكثر ملاءمة وإيلاما للسعودية للإيمان به.